دولي

دول "الاتحاد السوفيتي".. موطن نصف الناطقين بالتركية في العالم

أكثر من 180 مليون شخص في العالم يتحدثون اللغة التركية نصفهم في دول الاتحاد السوفيتي السابق

24.09.2020 - محدث : 24.09.2020
دول "الاتحاد السوفيتي".. موطن نصف الناطقين بالتركية في العالم

Moscow City

موسكو / إيلينا تيسلوفا / الأناضول

تعد اللغة التركية إحدى العائلات اللغوية المنتشرة على نطاق واسع في العالم، إذ يتحدث بها أكثر من 180 مليون شخص في جميع أنحاء أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وآسيا الوسطى وسيبيريا.

ويعيش نصف المتحدثين بالتركية، أي حوالي 90 مليون شخص، في دول الاتحاد السوفيتي السابق (1922 ـ 1991).

فبعد تفكك "القبيلة الذهبية"، أي الجزء الغربي من الإمبراطورية المغولية، أصبحت تقريبا جميع الدول الناطقة بالتركية تدريجيا تحت حكم الاتحاد السوفيتي السابق.

وكان الاتحاد السوفيتي، أو "اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية"، يضم 15 جمهورية، وهي: روسيا وأوكرانيا وجورجيا وبيلاروسيا وأوزبكستان وأرمينيا وأذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان ومولدوفا وتركمانستان وطاجيكستان ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا.

وكانت حوالي 40 جنسية تتحدث التركية في الاتحاد السوفيتي، وحوالي 30 منطقة ومجتمعا ناطقا بالتركية.

** مساحات شاسعة

وفق ماريا ريبينكوفا، رئيسة قسم فقه اللغة التركية في "معهد الدول الآسيوية والإفريقية" بروسيا، في حديث للأناضول، فإن أكبر هذه المجتمعات (الناطقة بالتركية) هي التتار، ثاني أكبر مجتمع في دول الاتحاد السوفيتي السابق، إضافة إلى البشكير والتشوفاش.

وأضافت أن معظم هؤلاء الأشخاص لا يتحدثون اللغة التركية الحديثة التي يتم التحدث بها حاليا في تركيا.

وتابعت: "أقرب اللغات إلى التركية الحديثة هي الغاغاوزية ولغة تتار القرم والأذربيجانية، والأبعد هما الياكوت والتشوفاش".

فيما قالت آنا ديبو، من "معهد اللغويات التابع لأكاديمية العلوم الروسية"، للأناضول، إن المتحدثين باللغة التركية يعيشون في مساحات شاسعة ، تمتد من تركيا إلى الصين وحتى من المحيط المتجمد الشمالي إلى إيران.

وأوضحت أنه في دول الاتحاد السوفيتي السابق، الشعوب الأصلية الناطقة بالتركية هي التوفالار والخاكاس والشور وأتراك تشوليم وتتار سيبيريا والألطيان والتلينجيت والتيليت والتوبالار والتشالكان والكوماندي والأورم.

** لهجات مختلفة

أفادت ديبو بأن الشعوب المتحدثة بالتركية عبر حدود دول الاتحاد السوفيتي السابق هي الغاغوز في جمهورية ترانسنيستريا، المعترف بها دوليًا جزءا من مولدوفا، إضافة إلى أذربيجان وتركمانستان وكازاخستان وقرغيزستان والأوزبكيين والكاراكالباك في أوزبكستان، وتتار القرم والكارايتاس والكريمشاك في أوكرانيا.

وأوضحت أن أول ظهور للتركية كان في لغة "شيونغنو"، كما سجلها المؤرخ الصيني "سيما شيان"، الذي عاش بين عامي 86 و145 قبل الميلاد.

وتابعت أنه في العصور الوسطى من القرن الخامس إلى الخامس عشر، كان الكُتاب يكتبون بلغة تركية مشتركة تسمى "تركي"، وكانت موجودة حتى القرنين التاسع عشر والعشرين.

واستطردت: "في ذلك الوقت كانت توجد لغات تركية مختلفة، وكانت التركية تُستخدم أساسا لغة أدبية، ومع ذلك قدم كل كاتب في أعماله ملامح لغته الأم، الأوزبكية والتترية والتركمانية".

وزادت ديبو بأنه مع التغييرات في الحدود، وضعف التواصل بين الناس، جمعت التركية اللهجات المختلفة، وانفصلت ببطء كلغات مرتبطة.

ولفتت إلى أن الانقسامات الأولى للغات التركية حدثت في وقت مبكر قبل الميلاد، ثم في حوالي القرن الخامس الميلادي، كما حدثت انقسامات أخرى فيما بعد.

** أصل التركية

رغم عدم وجود دليل مادي، يعتقد خبراء أن التركية جاءت من لغة بدائية معينة، تحدث بها جميع سكان "أوراسيا"، ككتلة أرضية مكونة من قارتي أوروبا وآسيا، كما هو مُسجل في أسطورة "برج بابل"، التي توضح أصول تعدد اللغات.

ويقول هؤلاء الخبراء إن الخصائص الرئيسية للغة التركية لم تتغير كثيرا على مدى خمسة آلاف عام منذ نشأتها، وإن الكتابات القديمة للسومريين لا تزال واضحة للكازاخيين.

ويعتقدون أنه رغم أن الناس من جنسيات مختلفة يتحدثون نسخا مختلفة من التركية، إلا أنهم يمكنهم فهم بعضهم، فرباط اللغة يسد الفجوة بينهم، ويجعل تفاعلهم سهلا، بما يسهم في بناء الثقة بينهم.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.