دولي

حمزة يوسف.. أول مسلم يقود حكومة اسكتلندا (بروفايل)

يوسف قال إن هذا النجاح بمثابة "تتويج" لقرار أجداده الذين جاءوا إلى المملكة المتحدة في رحلة طويلة من إقليم البنجاب الباكستاني، وهم يعرفون القليل عن اللغة الإنجليزية.

28.03.2023 - محدث : 29.03.2023
حمزة يوسف.. أول مسلم يقود حكومة اسكتلندا (بروفايل) حمزة يوسف.. أول مسلم يقود حكومة اسكتلندا

İngiltere

منة أحمد/ الأناضول

ـ حمزة يوسف وصف نفسه عقب اختياره في منصب زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي، الذي يؤهله تلقائيا لرئاسة الحكومة بأنه "أسعد شخص في العالم".
ـ يوسف قال إن هذا النجاح بمثابة "تتويج" لقرار أجداده الذين جاءوا إلى المملكة المتحدة في رحلة طويلة من إقليم البنجاب الباكستاني، وهم يعرفون القليل عن اللغة الإنجليزية.

بدأ حمزة يوسف رحلته مع السياسة في اسكتلندا من عمر صغيرة حيث لم يكن قد تجاوز عشرين عاما عندما قرر الانضمام إلى الحزب الوطني (القومي) الاسكتلندي، ليبدأ مسيرة توجت باختياره، الإثنين، زعيما للحزب.

أصبح يوسف أول مسلم يقود حزبا كبيرا في اسكتلندا، وأول مسلم ومهاجر من أقلية عرقية يقود حكومة مفوضة في المملكة المتحدة.

وصف يوسف نفسه عقب اختياره في منصب زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي، الذي يؤهله تلقائيا لرئاسة الحكومة بأنه "أسعد شخص في العالم"، و أن هذا النجاح بمثابة "تتويج" لقرار أجداده الذين جاءوا إلى المملكة المتحدة في رحلة طويلة من إقليم البنجاب الباكستاني، وهم يعرفون القليل عن اللغة الإنجليزية.

وبينما يرى يوسف أن عائلته ربما لم تتوقع ان يصل أحد أبنائها إلى هذا المنصب، يستعد هذا الشاب ذو الأصول الباكستانية والبالغ من العمر 37 عاما إلى تأدية اليمين ليكون رئيسا للوزراء، الأربعاء.

وحصل يوسف على أغلبية أصوات الحزب متفوقا على وزيرة المالية كيت فوربس، ووزيرة سلامة المجتمع السابق آش ريغان.

وحصل يوسف في الجولة الأولى من التصويت على 48.2 بالمئة من الأصوات، تليه فوربس التي حصلت على 40.7 بالمئة، وآش ريغان بنحو 11.1 بالمئة ، بحسب الحزب الوطني الاسكتلندي.

وحسم يوسف الجولة الثانية بفوزه بنسبة 52.1 بالمئة، بينما حصلت فوربس على 47.9 بالمئة من الأصوات.

وقال يوسف بعد فوزه في التصويت: "كمهاجرين، لم يكونوا (عائلته) بإمكانهم أن يتخيلوا في أبعد أحلامهم أن حفيدهم سيكون يوما ما على أعتاب أن يصبح الوزير الأول القادم في اسكتلندا".

وكانت رئيسة وزراء اسكتلندا السابقة والزعيمة السابقة للحزب الوطني، نيكولا ستورجون، أكدت أن يوسف سيكون "قائدا بارزا" وأنه "لا يمكن أن تكون أكثر فخرا" بما حققه من نجاح.

كما أشاد زعيم حزب العمل الاسكتلندي أنس سروار، بانتخاب يوسف واعتبره دليلا على "تنوع" السياسة الاسكتلندية.

وأكد في تصريحات صحفية أنها "لحظة مهمة" بالنسبة لاسكتلندا.

الحياة المبكرة والعمل السياسي

انضم يوسف إلى الحزب الوطني الاسكتلندي في عام 2005.

وفي مايو/ آيار2011 ، تم انتخابه لعضوية البرلمان الاسكتلندي كعضو إضافي لمنطقة غلاسكو عندما كان عمره 26 عاما، ليصبح آنذاك أصغر نائب ينتخب لعضوية البرلمان الاسكتلندي. ومنذ ذلك الحين، تسلق السلم السياسي واكتسب سمعة طيبة.

ولد يوسف في غلاسكو باسكتلندا في عام 1985، لكن أجداده انتقلوا إلى البلاد في عام 1962 من إقليم البنجاب الباكستاني، أما والدته ورغم كونها من جنوب آسيا، إلا أنها هاجرت إلى اسكتلندا من كينيا.

تلقى يوسف تعليمه الخاص في مدرسة "Hutchesons" في غلاسكو، كما درس السياسة في جامعة غلاسكو.

بعد دراسته، عمل يوسف لفترة وجيزة في مركز اتصال قبل أن يصبح مساعدا للبرلماني بشير أحمد، وثم مساعدا للسياسي البارز أليكس سالموند الذي أصبح فيما بعد رئيسا لوزراء اسكتلندا بين 2007 و2014.

مسيرته المهنية

عام 2012 عين أليكس سالموند يوسف وزيرا للشؤون الخارجية والتنمية الدولية، ومسؤولاً عن الشؤون الخارجية وسياسة التجارة العادلة والشتات، ولم يتوقف يوسف عن خدماته في الوزراة حتى بعد تولي ستورجون رئاسة الوزراء.

أصبح يوسف وزيرا للعدل في 2018، وقدم مشروع قانون تجريم ممارسات الكراهية، وجعل "إثارة الكراهية" ضد الدين أو التوجه الجنسي والعمر والإعاقة وهويات المتحولين جنسيا جريمة.

شغل يوسف أيضا منصب وزير النقل ووزير التنمية الدولية قبل أن يصبح وزيرا للصحة في عام 2021.

ومع ذلك، لم تمر مراحل حياته وعمله بسهولة وسلاسة مطلقة. ففي عام 2016 وعندما كان وزيرا للنقل، تم تغريمه 300 جنيه إسترليني لقيادته سيارة صديقه بدون تأمين.

تحديات ومصاعب

من أبرز التحديات المنتظر أن يواجهها يوسف، وفقا لتقارير إعلامية، هي المهمة الضخمة المتمثلة في تحقيق التوافق بين منتميّ الحزب الوطني بعدما شهد انقسامات بسبب التنافس الشديد على القيادة.

كما سيواجه يوسف مخاوف عدد من أعضاء الحزب الذين يتساءلون عن مدى مستواه الوظيفي، مما سيتطلب منه إثبات نفسه بسرعة.

وجاء يوسف بعد أن كانت ستورجون تتمتع بتوافق تام بين أفراد الحزب، رغم تخاذل حكومتها في بعض الملفات، بينها الرعاية الصحية، والتعليم، ومستوى المعيشة، وفق إعلام بريطاني.

ولكن في الوقت الحالي من المثير للاهتمام أن نرى أن القادة الثلاثة لبريطانيا، واسكتلندا، وأيرلندا جميعهم لديهم أصول جنوب آسيوية، وهم رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، ورئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف، ورئيس وزراء أيرلندا ليو فارادكار.

آمال وتوقعات

يُنظر إلى يوسف- على نطاق واسع- على أنه المرشح المفضل لقيادة الحزب الوطني الاسكتلندي، من أجل الحفاظ على استمراريته وتوافق أعضائه.

وفي السياق، يتعهد يوسف بالحفاظ على القيم التقدمية للحزب، عملا بكونه مثال للتعددية الثقافية.

وفي عام 2016، أدى يوسف قسم الولاء باللغة الأردية وهو يرتدي التنورة الاسكتلندية التقليدية، في عام 2011 ، كان يرتدي الشرواني أثناء أداء اليمين.

ويتميز يوسف بأن لديه وجهات نظر ليبرالية حول مسائل الهجرة وكذلك النوع الاجتماعي.

وكان يوسف أحد مؤيدي قانون الزواج والشراكة المدني الاسكتلندي لعام 2014، الذي شرع زواج المثليين.

كما دعم مشروع قانون (إصلاح) الذي كان يستهدف المتحولين جنسيا وسبل دعم تعرفهم على أنفسهم، وهو مشروع القانون الذي تم تصنيفه على أنه "مثير للجدل" وحظرته حكومة ريشي سوناك.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.