إسطنبول/ الأناضول

نجح القمر الصناعي التركي "FGN-TUG-S01"، في تغيير مساره المداري لأول مرة في الفضاء عبر إشعال محركه الهجين بعد إطلاقه من قاعدة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية يوم 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وذكر بيان صادر عن شركة "بايكار"، السبت، أن القمر الصناعي، وهو أول مركبة نقل مداري تركية، نفذ بنجاح عملية إشعال محركه بعد إتمام عمليات التحضير المدارية.

وأوضح أنه في تمام الساعة 07:46 بتوقيت تركيا (3+ تغ، السبت)، فعّلت المركبة نظام الدفع الهجين الرئيسي، ونُفّذت عملية الاشعال التي استمرت 35 ثانية بنجاح.

وبهذه المناورة، غادرت المركبة مدارها الدائري على ارتفاع 530 كيلومترا، وانتقلت إلى مدار إهليلجي يبلغ ارتفاعه الأقصى 720 كيلومترا.

ويعد هذا الحدث "أول عملية إشعال مدارية في العالم لمحرك صاروخي هجين، وأول إشعال فضائي تُجريه تركيا بتقنية محرك طوّرته محليا"، وفق البيان.

وتُعد المحركات الهجينة أكثر أمانا وأبسط وأقل تكلفة مقارنة بالمحركات العاملة بالوقود الصلب أو السائل، ويتوقع أن تلعب دورا محوريا في عمليات الفضاء المستقبلية.

وتعليقا على الحدث، قال سلجوق بيرقدار، الرئيس التنفيذي لشركة "فرغاني"، في تدوينة على منصة "إن سوسيال" التركية، إن القمر الصناعي الوطني "FGN-TUG-S01" أكمل أول اختبار إشعال محرك مداري بنجاح.

وأضاف: "بعد ذلك، تمت عملية انفصال القمر الصناعي المكعب FRG-10D1 عن المركبة بنجاح. هدفنا هو (تأسيس) نظام 'أولوغ بيك' العالمي لتحديد المواقع".

و"فرغاني" شركة تركية تأسست عام 2022 وهي متخصصة في أبحاث الفضاء، وتستمد اسمها من عالم الرياضيات والفلكي المسلم أحمد بن كثير الفرغاني (توفي عام 865 ميلادي).

وتهدف "فرغاني" إلى التميز في العالم من خلال إنتاج حلول مستدامة وفعالة من حيث التكلفة في مجال النقل الفضائي وخدمات الأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض باستخدام التقنيات المبتكرة التي تطورها.

وبعد نجاح تغيير المدار، بدأت المرحلة الثانية من المهمة والمتعلقة بإطلاق القمر الصناعي المكعب. وفي الساعة 11:35 بتوقيت تركيا بدأت عملية الانفصال، ليتم بنجاح تحرير القمر FRG-10D1 عند الساعة 11:45 ووضعه في مداره المستهدف.

ويمثل هذا النجاح محطة أساسية لمهام الأقمار الصناعية المستقبلية متعددة الارتفاعات التي تخطط لها شركة فرغاني.

وجرى تطوير المركبة FGN-TUG-S01 محليا بالكامل، بما يشمل الحاسوب الطائر، أنظمة الملاحة الجوية، وحدات توزيع الطاقة، والبنية الحرارية.

كما تشكل هذه المهمة بنجاحها أساسا مهما لبناء نظام "أولوغ بيك" العالمي لتحديد الموقع الذي تخطط له الشركة.

وبفضل هذه التقنية، ستتمكن فرغاني مستقبلا من وضع مجموعات الأقمار الصناعية في مدارات مختلفة عبر مركبات تطويرها.

وتهدف الشركة إلى إرسال أكثر من 100 قمر صناعي خلال السنوات الخمس المقبلة، ما يمنح تركيا والدول الصديقة قدرة مستقلة على التموضع واللوجستيات الفضائية.

كذلك تعمل الشركة على تطوير أنظمة إطلاق محلية لتأمين وصول مستقل من الأرض إلى الفضاء في المستقبل القريب.