تركيا

أردوغان: لا نجلس على نفس الطاولة مع تنظيم إرهابي

جاء ذلك بحسب بيان صادر عن دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية التركية، الثلاثاء، نقلًا عن تصريحات صحفية أدلى بها الرئيس، أردوغان، على متن الطائرة عائدًا من أذربيجان؛ حيث كان يشارك بالقمة السابعة لـ"المجلس التركي".

16.10.2019 - محدث : 16.10.2019
أردوغان: لا نجلس على نفس الطاولة مع تنظيم إرهابي

Ankara

أنقرة/ الأناضول

الرئيس التركي ردًا على مقترح أمريكي بوقف إطلاق النار في عملية "نبع السلام" والتدخل للوساطة:
- لا يمكننا الجلوس على طاولة واحدة مع تنظيم إرهابي.
- وقف إطلاق النار لن يتحقق إلا عند تطهير المنطقة بأكملها من العناصر الإرهابية.
- تسير "نبع السلام" بنجاح كما هو مخطط له، ولقد تمكنت القوات من تطهير رأس العين من الإرهابيين في اليوم الرابع، وتل أبيض في اليوم الخامس، وقمنا بتأمين المنطقتين، واليوم(الثلاثاء) وصلنا لعمق 32كم، وسيطرنا على طريق (M4) السريع شمال سوريا.
- هدف "نبع السلام" واضح؛ وهو تطهير حدودنا من كافة العناصر الإرهابية، والتمكن من إعادة اللاجئين إلى منازلهم بشكل آمن، وهذا بالطبع وفق رغباتهم.
- مستمرون في العملية لحين تحقيق أهدافها ولا تقلقنا مسألة العقوبات مطلقًا.
- كل ما يقال من مزاعم بأن العملية ضد الأكراد، وتستهدف المدنيين، وستضعف التصدي التنظيم داعش الإرهابي، وستتسبب في أزمة إنسانية، وعدم استقرار بالمنطقة، كلها أكاذيب مختلقة تهدف لحماية التنظيم الإرهابي (ب ي د/ي ب ك).
- نبع السلام سيكون لها إسهام كبير في عملية الحل السياسي بسوريا.

قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ردًا على مقترح أمريكي بخصوص عملية "نبع السلام" تطالب فيه واشنطن بوقف إطلاق النار والوساطة من أجل التفاوض، "لا يمكننا الجلوس على طاولة واحدة مع تنظيم إرهابي".

جاء ذلك بحسب بيان صادر عن دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية التركية، الثلاثاء، نقلًا عن تصريحات صحفية أدلى بها الرئيس، أردوغان، على متن الطائرة عائدًا من أذربيجان؛ حيث كان يشارك بالقمة السابعة لـ"المجلس التركي".

الرئيس أردوغان ذكر في هذا السياق أنهم تباحثوا مع الولايات المتحدة وروسيا من أجل تنسيق التطورات الميدانية، مضيفًا "وبالأمس تحدثت مع ترامب، ومن قبله (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون، وسأتحدث بوقت لاحق مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".

وذكر أردوغان في تصريحاته أنه ورد مقترح أمريكي يقول "فلتوقفوا إطلاق النار، ولنقم نحن بدور الوساطة من أجل التفاوض"، مضيفًا كرد على هذا المقترح "نحن لا نجلس مع تنظيم إرهابي(في إشارة لتنظيم بي كا كا/ي ب ك/ب ي د) على نفس الطاولة". 

وتابع قائلا "وقلت له(أي لترامب) أنه ليس من الصائب من حيث علم السياسية ومن حيث قانون الحرب أن تقوم دولة مثل أمريكا بالتدخل في وساطة بين حليف لها - تركيا- وبين تنظيم إرهابي (ب ي د/ي ب ك)". 

وردًا على سؤال عما إذا كان هذا المقترح قد جاء من ترامب، قال أردوغان "نعم. والآن لدينا مقترح لترامب، إذ طلبت منه إرسال لجنة. لأنه يقول أوقفو إطلاق النار. ونحن لن نفعل ذلك مطلقًا". 

وأفاد أن "وقف إطلاق النار لن يتحقق إلا عند تطهير المنطقة بأكملها من العناصر الإرهابية، لأننا نعتبر هذه منطقة آمنة سنعيد إليها من يرغب من اللاجئين الموجودين في أراضينا، وستكفل بالدعم اللوجيستي والحماية اللازمة لذلك".

وأوضح الرئيس التركي أن الثلاثاء كان اليوم السابع لعملية "نبع السلام"، مضيفًا "وتسير العملية بنجاح كما هو مخطط له، ولقد تمكنت القوات من تطهير رأس العين من الإرهابيين في اليوم الرابع، وتل أبيض في اليوم الخامس، وقمنا بتأمين المنطقتين، واليوم(الثلاثاء) وصلنا لعمق 32كم، وسيطرنا على طريق (M4) السريع شمال سوريا".

وشدد على أنهم يبذلون أقصى حرص حتى لا يصاب المدنيون بسوء، وأن القوات المسلحة التركية تبذل كل ما بوسعها في هذا الصدد، مضيفًا "الطرف المقابل يتسم بالوحشية، فقد أطلق علينا قرابة 700 قذيفة هاون وصاروخ، ما أسفر عن وفاة عدد من المدنيين، من بينهم طفل سوري يدعى محمد يبلغ من العمر 9 شهور فقط".

وتابع قائلا "فضلا عن استشهاد 18 مدنيًا و 3 جنود، أحد هؤلاء الجنود استشهد في منبج صباح الثلاثاء، وذلك نتيجة القصف المدفعي الذي قامت به قوات النظام(السوري) على تلك المنطقة، لكننا في المقابل جعلناهم يدفعون الثمن غاليًا".

واستطرد أردوغان قائلا "نحن بكل تأكيد نتصرف بحساسية مفرطة بخصوص مسألة المدنيين، وهذا ما التزمنا به في عمليتي درع الفرات، وغصن الزيتون. وعند النظر إلى الجانب الآخر نجد أن 4 آلاف مدني لقوا حتفهم في الرقة ودير الزور، وحوالي 9 آلاف أو 11 ألفًا بالموصل، لكن الغرب يغض الطرف عن تلك الأعداد، ولم يتحدث عنها مطلقًا".

وأضاف الرئيس التركي قائلا "والآن يحاولون وضعنا تحت ضغط، أما نحن فنقول إن هذه العملية لا نستهدف سوى التنظيمات الإرهابية، والعملية مستمرة حتى تحقق أهدافها".

وجدد التأكيد على أن "هدف عملية نبع السلام واضح؛ وهو تطهير حدودنا من كافة العناصر الإرهابية، والتمكن من إعادة اللاجئين إلى منازلهم بشكل آمن، وهذا بالطبع وفق رغباتهم، وهذه العملية كما قلت مستمرة حتى تصل لأهدافها".

وشدد على أن "كل ما يزعم بأن العملية ضد الأكراد، وتستهدف المدنيين، وستضعف التصدي لتنظيم داعش الإرهابي، وستتسبب في أزمة إنسانية، وعدم استقرار بالمنطقة، كلها أكاذيب مختلقة تهدف لحماية التنظيم الإرهابي (ب ي د/ي ب ك)".

ولفت إلى أن "هناك شيء آخر مثير، بخصوص السجن الذي يقبع فيه عناصر داعش، إذ قال لي الرئيس(الأمريكي دونالد) ترامب: إذا تركنا لكم هذا السجن، هل ستتولونه. فقلت له في اتصال هاتفي: سنتباحث الأمر مع أصدقائنا، ولنخطو هذه الخطوة معهم ونأخذ السجن تحت سيطرتنا". 

وأضاف أردوغان "وردًا على سؤال (من ترامب) عما سنقوم به بعد السيطرة على السجن، قلت له سنرسل من يريدون العودة إلى بلدانهم إلى حيثما أرادوا"، مضيفًا للصحفيين "لكن كما تعلمون فإن تنظيم ب ي د الإرهابي قام أمس(الإثنين) بإطلاق سراح نزلاء السجن".

واستطرد قائلا "لكن هذا الأمر لن يقلل من عزيمتنا، سنواصل العملية، فإرهابي واحد، مثل مئة ومثل ألف، لا شيء يتغير. فهم كالفيروسات، لكم أن تتخيلوا فيروس كفيروس السرطان". 

- (ب ي د/ي ب ك) الإرهابي كان يتحرك مع الولايات المتحدة بالأمس، واليوم يبحث عن سبل للتفاهم مع النظام:

في سياق متصل أوضح الرئيس أردوغان أن "تركيا تكافح تنظيم داعش بشجاعة، إذ تمكنا من تحييد 3 آلاف من عناصره في مدينة الباب وحدها. وتصدينا لهذا التنظيم الإرهابي فيما بعد أيضا، وسيستمر على هذا النحو من العزم دون تراخي".

كما لفت إلى أن "الأجندة الخاصة بتنظيم (ب ي د/ي ب ك) واضحة ومعروفة للجميع، فحتى الأمس كان يتحرك مع الولايات المتحدة، والآن يبحث عن سبل للتفاهم مع النظام السوري. لذلك على الدول الأوروبية التي تقول بإن التنظيم حليف لها، أن تقف وتفكر".

ومخاطبا الدول الغربية أضاف أردوغان "دعوني أسألكم سؤالًا: من حليفكم ؟ أتركيا أم (ب ي د/ي ب ك) أم تنظيم داعش؟ فهذا التنظيم (ب ي د/ي ب ك) هو الذي أطلق سراح عناصر داعش من السجن، ولم تنطقوا بكلمة واحدة".

- هدفنا واضح، ولا تقلقنا مسألة العقوبات مطلقًا:

في السياق ذاته أوضح أردوغان أن تنظيم (ب ي د/ي ب ك) خسر مواقعه بسرعة، مضيفًا "يضغطون علينا لوقف العملية، فنراهم يعلنون عن عقوبات ضدنا، لكن هدفنا واضح، ولن تقلقنا أية عقوبات. فكما تعلمون هناك عقوبات أقرت بحق 3 وزراء أتراك، فضلا عن عقوبات تجارية، لكن المثير أنهم من ناحية أخرى يقومون بدعوتي لزيارة الولايات المتحدة يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني".

وجدد تشديده على أن "هدفنا واضح وهو إخراج الإرهابيين إلى ما بعد 32 كم من الحدود، وتأمين هذا الخط من قبلنا بداية من نهر الفرات وحتى الحدود العراقية. وكما قلت لترامب في الاتصال الهاتفي نحن لا نهدف لشن أي هجوم على عين العرب(كوباني) أو أي مكان آخر، ولا نستهدف الأكراد أو المدنيين، بل هدفنا منحهم الأمان".

وتابع قائلا "وبهذا الخصوص أود لفت الانتباه إلى أمر متناقض، وهو أن الولايات المتحدة تنسحب من المنطقة، ولا ترغب في دخولنا إليها"، مضيفًا "ولا شك أن نبع السلام سيكون لها إسهام كبير في عملية الحل السياسي بسوريا".

- تحييد 611 إرهابيًا حتى الآن 

وعن نتائج عملية "نبع السلام" ذكر الرئيس التركي أن عدد الإرهابيين الذين تم تحييدهم حتى اليوم السابع بلغ 611 إرهابيًا، مضيفًا "556 منهم قتلى، و26 جرحى، و29 استسلموا. فيما استشهد لدينا 20 مدنيًا، و4 جنود، و159 مدنيًا مصابًا، و47 من الجنود".

وتابع قائلا "وفي صفوف الجيش الوطني السوري استشهد 32 فردًا، وأصيب 123 آخرون. وتم إطلاق 820 صاروخا وقذيفة مدفعية، كما قمنا بتطهير مساحة تقدر بـ970 كم".

وعن دخول النظام السوري لمنبج قال الرئيس التركي "هذا أمر ليس سلبيًا للغاية بالنسبة لي، فهذه في النهاية أرضهم. لكن المهم بالنسبة لي ألا تبقى تنظيمات إرهابية هناك، وسبق أن قلت للرئيس بوتين: هل سيبقى تنظيم (ب ي د/ي ب ك) هنا أم لا ؟ فإذا كنتم ستتولون تطهير منبج تفضلوا ووفروا كافة الدعم اللوجيستي أنتم أو النظام، وإن كنتم لن تفعلوا فالعشائر هنا طلبت مجيئنا؛ لأن 80% من منبج من العرب، وليس الأكراد. لكن حتى الآن لم يأتني رد من بوتين أو من النظام".

وتابع "أما بخصوص عين العرب(كوباني) فأغلبية سكانه من الأكراد. لكن بعد إمداد التنظيم الإرهابي هناك بالسلاح، لجأ 300 ألف كردي إلى أراضينا جاءوا من كوباني ليعيشوا في أراضينا، وهذا أمر يتجاهله الغرب ولا يتحدثون عنه، بل هم حريصون على إظهارنا وكأننا نشنق الأكراد، ونذبحهم، ونقتلهم، ولا يوجد شيء من هذا القبيل على الإطلاق".

- عين العرب(كوباني) لها أهمية استيراتيجية فمنها قاموا بضربنا

وردًا على سؤال عما إذا كانت عين العرب من ضمن المنطقة الآمنة المخطط إقامتها أم لا، قال الرئيس أردوغان "بالطبع من ضمنها لأن هذه المدينة لها أهمية استيراتيجية، فمنها قاموا بضربنا من قبل".

- العقوبات بحق تركيا

في السياق ذاته قلل الرئيس التركي من أهمية العقوبات الأمريكية الأخيرة بحق تركيا، وذكر أن بلاده "باتت الآن دولة قادرة على الاعتماد على نفسها، وتؤمن نحو 70% من كافة احتياجاتها المتعلقة بالصناعات الدفاعية. فالأسلحة التي نستخدمها في مواجهة الإرهاب داخليًا وخارجيًا نحن ننتجها".

وتعليقًا على تهديدات وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، بشأن وقف بيع السلاح لتركيا قال أردوغان "هذا رجل لا يعرف حدوده، وتهديده لا يخيفنا فهم الخاسرون وليس نحن. وهذا الوزير لا يعرف السياسية، لأنه لو كان يعرفها لما تحدث بهذا الشكل".

وأكد أردوغان أن زيادة الولايات المتحدة للرسوم الجمركية على بعض المنتجات التركية من شأنه أن يكون له تأثير سلبي على الجانب الأمريكي وليس التركي. 

وفي رده على سؤال حول إمكانية حدوث تأجيل لزيارته المقررة الى الولايات المتحدة في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وتطلعات الجانب الأمريكي من زيارة وفده إلى تركيا، وشكل العلاقات لاحقًا، قال أردوغان: "هم يريدون إعلان وقف إطلاق النار أولًا ثم التحدث في القضايا الأخرى، وأنا أبلغت الرئيس ترامب أن ذلك غير ممكن، بل التفاهم أولًا ثم التحدث عن وقف إطلاق النار، لذلك أبلغت وفدنا أن يتفاوضوا". 

وأشار الرئيس التركي إلى أن الجانب الأمريكي يصر بخصوص إعلان وقف إطلاق النار، مبينًا أن وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو أبلغ نظيره الأمريكي مايك بومبيو بأن يأتي الوفد أولًا وأن يتوصل الجانبان الى تفاهم ثم يتباحثان حول وقف إطلاق النار. 

وأضاف أن الرئيس الأمريكي تحدث عن استعداده للوساطة بين تركيا وب ي د/ ي ب ك؛ موضحا أنه رد على ترامب بالقول: "وهل تجلسون مع داعش على نفس الطاولة؟ فأجاب إنه يجلس عند الضرورة". 

كما شدد أردوغان أنه من المستحيل القبول بالعقوبات الأمريكية، قائلًا: "تقول (الولايات المتحدة) إن تركيا شريك في الناتو وكافحنا بشكل مشترك لسنوات، وحاليًا نحن بين أول 3 أو 4 دول في الناتو، إذ نسدد نفقاتنا بشكل كامل، لذلك فاتباع نهج مغاير بحق تركيا أمر غير مقبول". 

وأكد أن تركيا تستند إلى اتفاق أضنة بخصوص مكافحة الإرهابيين في سوريا، مشددًا على ضرورة وقوف كافة دول الناتو إلى جانب تركيا حاليًا بموجب التزاماتهم المنصوص عليها بالمادة الخامسة من ميثاق الناتو. 

واستدرك: "ولكن مع الأسف دول الناتو لا تطبق ذلك، من هم؟ بداية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ومن جانب أخر، انزعجوا من قولي "سنفتح الأبواب" للاجئين، والآن اتضح مدى خطورة المسألة، وإذا سارت الأمور كما هي الأن فإننا سنسير في ذلك الاتجاه". 

ولدى سؤاله عن احتمال تغير مواقف بقية الفاعلين في الميدان، قال أردوغان إن تركيا أبلغت الجميع بالعملية، بما في ذلك ترامب والاتحاد الأوروبي والناتو، ولم يكن الوضع الحالي قائمًا في ذلك الوقت.

واستطرد الرئيس التركي: "ربما لم يكونوا يأملون أو يتوقعون بأننا سنحقق مثل هذه النتيجة خلال فترة قصيرة".

وردًا على سؤال "هل كانوا يتوقعون انعكاسًا سلبيًا؟"، قال أردوغان: "ربما.. ولكن صدموا عندما حققنا النتيجة خلال هذه الفترة القصيرة. والآن يحاولون إنقاذهم (إرهابيي ي ب ك/ بي كا كا)".

وأوضح أن القوات المشاركة في العملية العسكرية تمكنت من تطهير مساحة 970 كيلومتر مربع حتى اليوم، وهناك عدد كبير من القرى مفرغة بالكامل.. والأصحاب الحقيقيون لهذه القرى يأتون إليها للسكن مجددًا".

من جهة أخرى، أشار أردوغان إلى أن الولايات المتحدة لا تتواجد في المنطقة بطلب من النظام السوري ولا قوات التحالف، ولكن روسيا تتواجد بطلب منه.

وتابع: "نحن أيضًا لا نتواجد هناك بطلب من النظام وإنما بموجب اتفاقية أضنة التي وقعها النظام أصلًا مع تركيا في السابق، لذلك فإننا نشعر بموقف قوي.. هذا فضلًا عن الشعب السوري الذي يريدنا هناك وهو ما لا يتوفر لدى الآخرين".

وأردف: "الولايات المتحدة يريدها التنظيم الإرهابي (ي ب ك/ بي كا كا)، وكذلك قوات التحالف.. لماذا؟ لأن بحوزتهم أسلحة الولايات المتحدة. وعلى سبيل المثال تمتلك شركة لافارج (فرنسية) مصنعًا ضخمًا وخلاطات في هذه المنطقة".

وأوضح أن "تلك الأنفاق وقطع الباكس تم سكبها كلها بالاسمنت المقدم من هذه الشركة.. واليوم هناك أنفاق بمئات الكيلومترات، وفي ظل هذه الظروف تكافح تركيا".

الرئيس التركي قال إن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، سأله عن رأيه في تصريحات رئيس جمهورية شمال قبرص التركية مصطفى أقينجي، التي انتقد فيها العملية، وإنه ردّ عليه بالسؤال "منذ متى وأنتم تعترفون بجمهورية شمال قبرص التركية؟".

وتطرق أردوغان إلى ملف اللاجئين، مؤكدًا أن موضوع فتح الأبواب أمامهم إلى أوروبا مطروح على الطاولة، "حتى أن بعض بلدان الاتحاد الأوروبي قالوا لنا، ليتكم تفتحون الأبواب".

وأشار إلى أنه بحث موضوع عملية "نبع السلام" مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي تعود أصوله إلى ولاية تشانقري التركية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتابع: "بالأمس قلت لترامب ’إنك تغضب من وسائل الإعلام من وقت لآخر.. أنت حاليًا تتعرض لضغوطهم.. لا تأبه بذلك، أنت زعيم قوي وهذا لا يليق بالقادة الأقوياء‘".

وحول تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، قال أردوغان إنه يجري مباحثات معه، "لأنني وقفت بجانبه عندما ترك العالم كله إيران لوحدها. الولايات المتحدة كانت أيضًا ضدها".

وفيما يتعلق بوجهة نظر بوتين، ومساواة الإعلام الروسي بين "بي كا كا" والأكراد، أكّد أردوغان أن العملية لا تمس الأكراد، والمنظمة الإرهابية تضم مواطنيين فرنسيين وهولنديين، "فهل هؤلاء أكراد؟".

وحول الجدول الزمني المتوقع لعملية "نبع السلام"، قال أردوغان: "الموضوع ليس عبارة عن رياضيات وإنما اجتماعي بحت.. لا يكون هناك تاريخ وإنما أهداف.. ونحن أهدافنا واضحة تتمثل تحت عنوان المنطقة الآمنة في طول 444 كيلومتر من الحدود العراقية باتجاه الغرب وعمق 32 كيلومتر".

وأضاف: "هذه نتيجة تفاهم مع ترامب، ولكن الأشخاص الذين تفاهمنا معهم لا يلتزمون للأسف.. وسأضع هذا الموضوع أولًا أمام الوفد (الأمريكي) الذي سيأتي إلى تركيا، ’تفضلوا هذا نص التفاهم الذي أبرمناه مع ترامب‘".

وتابع: "الآن نقول تعالوا لنطرد هذا التنظيم الإرهابي خارج الحدود ونعلن منطقة آمنة هنا.. لنوفر الدعم اللوجستي معًا إذا كانت نيتكم حسنة. لنخلص هؤلاء الناس من الخيم.. إنكم تفكرون بالإرهابيين فلماذا لا تفكرون بملايين الناس في الخيم. تعالوا لنخلص هؤلاء الناس من الحاويات السكنية".

وعما إذا كان ترامب يريد من تركيا أن تتولى مسؤولية عناصر "داعش" المحتجزين بسوريا، قال أردوغان: "السجون التي يوجد فيها عناصر داعش ليست فقط في الرقة، هناك أيضًا في الشمال.. نحن سنأخذ هذه السجون التي يصعب وصفها بأنها سجون، ثم نرسل المقاتلين الأجانب إلى بلادهم".

وشدّد على أن تلك البلدان سترتبك بالتأكيد، وستقول فرنسا وألمانيا "لا ترسلوهم"، وبعدها ستعمل تركيا على محاكمة هؤلاء في محاكم ستقيمها بالسجون، أمّا أولئك المتبقين خارج الحدود فلتفكر بهم الولايات المتحدة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın