طرابزون/ الأناضول

قال الرئيس رجب طيب أردوغان، الأحد، إن شاحنات المساعدات التركية بدأت بالوصول إلى قطاع غزة.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي بحفل افتتاح عدد من المشاريع في ولاية طرابزون شمالي البلاد.

وأشار الرئيس أردوغان إلى أن الخطوة الأولى نحو تحقيق السلام الدائم في غزة اتخذت في الأيام الماضية بعد عامين من الإبادة الجماعية.

والخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل إسرائيل وحماس، لاتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.

وشدد الرئيس أردوغان على أن الفلسطينيين في غزة تنفسوا الصعداء لأول مرة وإن كان ذلك بمرارة وقلوبٍ جريحة، بعد اتفاق وقف إطلاق النار.

وأوضح أن وجوه الأطفال بدأت تبتسم، وأن المدنيين الذين شُرّدوا بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية عادوا إلى المناطق التي أُجبروا على مغادرتها.

وقال أردوغان: "الحمد لله، دخول المساعدات إلى غزة قد تسارع، وشاحناتنا المحمّلة بالمساعدات الإنسانية بدأت تصل إلى القطاع".

ولفت إلى أن هذه التطورات تبعث الأمل وتشرح الصدور بعد عامين من الظلم.

وبيّن أن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار لا يعني نهاية كل شيء، مؤكدا أن العالم الإسلامي والإنسانية ينتظرهما اختبار أكبر بكثير.

وأكد الرئيس التركي ضرورة ضمان التزام إسرائيل بالاتفاقية التي وقعت عليها، وعدم السماح لها بأن تتراجع عن الاتفاق كما فعلت مرارًا في السابق بذريعة ما.

وأشار إلى ضرورة النهوض بغزة من جديد على وجه السرعة.

وذكر أن إسرائيل جعلت 85 في المئة من غزة غير صالحة للعيش، ولوّثت مياهها، ودمّرت بساتينها، وهدّمت مبانيها، وقصفت مدارسها ومستشفياتها ومساجدها، ولم تترك شيئًا من بنيتها التحتية.

الرئيس أردوغان شدد على ضرورة "اتخاذ خطوات قبل أن يشتد الشتاء وإنقاذ أشقائنا في غزة من الملاجئ البدائية العشوائية"، مؤكدا أن تركيا ستبذل كل ما بوسعها بهذا الصدد.

وأردف: "نحن نريد الاستقرار في منطقتنا، ونريد الأمن للجميع. وما نرجوه لأنفسنا نرجوه أيضًا للمظلومين في فلسطين وسوريا والسودان واليمن. وبإذن الله سنواصل السعي بهذا النهج".

- تصدعات تاريخية

وعلى الصعيد الدولي، أشار الرئيس أردوغان إلى أن المنطقة تشهد تصدعات تاريخية.

وأردف: "يشهد محيطنا الجغرافي تصدّعات تاريخية وكما كان قبل قرن من الزمان فإن النظام العالمي الجديد يتشكل اليوم أيضا من خلال الأحداث التي تتمحور حول منطقتنا".

وذكر أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا تقترب من دخول عامها الرابع، وأنها أسفرت عن عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين من كلا الجانبين.

وأوضح الرئيس التركي أن الجهود المبذولة لإنهاء هذه الحرب لم تُحقق بعد النتيجة المرجوة.

ومضى قائلا: "هذه الحرب الدامية، التي تتصاعد من حين لآخر، تُقلق منطقتنا والعالم بأسره، ونحن في تركيا نتبع سياسة متوازنة وعادلة في هذا الإطار".

الرئيس أردوغان نوّه بأن تركيا تواصل اتصالاتها مع روسيا وأوكرانيا بهدف وقف الصراع وإحلال السلام.

- أمن البحر الأسود

وأكد الرئيس أردوغان أن أنقرة تولي أهمية كبيرة لحماية أمن البحر الأسود وتجنيبه المخاطر، وأنها نجحت في تحقيق ذلك حتى اليوم.

ولفت إلى عدم حدوث أي خلل في أمن الملاحة في البحر الأسود، وأن المواطنين الذين يعتاشون من خيرات هذا البحر لم يواجهوا أي مشكلة في أعمالهم.

وأعرب عن أمل تركيا في أن تنتهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا في أقرب وقت ممكن، لأن الطرف الرابح فيها هم أيضا "تُجّار الدم"، كما هو الحال في كل حرب.

وتابع: "بينما تتضخم ثروات بارونات الحرب، نجد أن الخاسرين هم الشعوب، والمواطنون العاديون، والمنطقة هي التي تدفع الثمن".

وأضاف: "نحن مستعدون للقيام بكل ما يقع على عاتقنا من أجل إيجاد حل لهذه الأزمة".

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.