ليث الجنيدي / الأناضول

أصدرت وزارة الدفاع السورية، الجمعة، لائحة قواعد سلوك وانضباط جديدة للجيش، تتضمن تأكيد معاملة المواطنين بكرامة واحترام دون تمييز على أي أساس.

جاء ذلك وفق ما أوردته وزارة الدفاع على حسابها الرسمي عبر منصة تلغرام، بعد ساعات قليلة من إعلان وزيرها مرهف أبو قصرة قرب إصدارها.

وذكرت الوثيقة أن "الجندية ليست مجرد مهنة، بل هي شرف يحمل في طياته رسالة سامية ومسؤولية وطنية جسيمة".

وأضافت: "حرصا على تمثيل أفراد الجيش السوري الجديد بما يليق بمكانة سوريا وشعبها الأبي، تأتي هذه القواعد لتشكل ميثاقا أخلاقيا وسلوكيا ينظم تصرفات كافة العسكريين على اختلاف رتبهم ومواقعهم، سواء في الميدان أو خارجه، في أوقات السلم كما في أوقات الحرب".

وقالت إن هذا الميثاق "يهدف إلى ترسيخ قيم الانضباط، والالتزام، واحترام القانون، وصون الحقوق والحريات، لبناء جيش وطني محترف تتمثل مهمته الأساسية في حماية الوطن والمواطن، والدفاع عن سيادة البلاد ووحدة التراب، والتصدي لكل ما يهدد الأمن والاستقرار".

وأظهرت اللائحة 8 واجبات أساسية للعسكري، وهي: "الدفاع عن الوطن وسيادته ووحدة أراضيه، والتضحية بالنفس في سبيل أمن الوطن والمواطن، وحماية المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء، في جميع الظروف، والالتزام الدقيق بتنفيذ الأوامر المشروعة".

كما تضمنت الواجبات المنصوص عليها باللائحة "احترام الأنظمة والقوانين النافذة، العسكرية منها والمدنية، وصون الممتلكات العامة والخاصة، ومعاملة المواطنين بكرامة واحترام، دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو اللون أو الانتماء، ومراعاة القواعد العسكرية ومعايير حقوق الإنسان في التعامل مع عناصر العدو (قتلى، أسرى، جرحى) وأثناء تنفيذ المهام".

واشتملت على مجموعة من المحظورات، وعددها 11، منها عصيان الأوامر العسكرية المشروعة، والتعدي على المدنيين أو ممتلكاتهم، وممارسة التمييز، وإطلاق شعارات تضر بالوحدة الوطنية أو السلم الأهلي.

كما تمنع اللائحة إساءة استخدام السلطة لتحقيق مصالح شخصية، وإهانة الموقوفين أو المعتقلين، وإفشاء الأسرار العسكرية، وتصوير المواقع والعمليات دون إذن، والإدلاء بتصريحات إعلامية غير مصرح بها.

وتحظر اللائحة أيضا الإخلال بالآداب والتقاليد الاجتماعية العامة في مناطق عمل القوات المسلحة.

وفيما يخص نطاق اللائحة، أوضحت أنها تنطبق على "كل من يرتدي الزي العسكري ضمن الجيش السوري الجديد، وتعد مخالفة أي من أحكامه خاضعة للمساءلة والمحاسبة وفق الأصول القانونية والقضائية المعتمدة".

وقبيل إعلان تلك اللائحة، قال وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة، مخاطبا العاملين في الجيش والقوات المسلحة: "التزامكم بلوائح السلوك والانضباط التي ستصدر بعد قليل يعكس الصورة المشرقة التي نسعى لرسمها في جيش سوريا، بعدما شوّهه النظام البائد وجعله أداةً لقتل الشعب السوري".

وأردف أبو قصرة عبر منصة إكس: "فيما نعمل نحن على ترسيخ الجيش كحام للشعب، ومدافع عن تراب الوطن، ومؤمن بالانضباط والمسؤولية، ليكون مصدرا لها".

وفي مقابلة مع قناة "الإخبارية" الرسمية في البلاد، الاثنين، أعلن أبو قصرة العمل على بناء جيش بـ"عقيدة وطنية لحماية الشعب"، مشددا على أنه "لن يتم السماح بالخروج عن السلطة".

فيما أعلن قبل تلك المقابلة بنحو 10 أيام، دمج جميع الوحدات العسكرية في سوريا تحت مظلة وزارة الدفاع، في خطوة تهدف إلى توحيد البنية العسكرية ضمن إطار مؤسساتي موحد.

وفي 24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اتفقت جميع الفصائل في سوريا مع الرئيس أحمد الشرع، على حل نفسها والاندماج تحت مظلة وزارة الدفاع، خلال اجتماع جرى في العاصمة دمشق.

وفي 8 ديسمبر المنصرم، بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 سنة من حزب البعث الدموي، و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.