الدول العربية, فلسطين, قطاع غزة

قداس الميلاد.. مسيحيو غزة يصلون للسلام بعد عامين من الحرب

- القداس يقام بكنيسة العائلة المقدسة داخل مجمع دير اللاتين شرقي مدينة غزة

Mohamed Majed  | 24.12.2025 - محدث : 25.12.2025
قداس الميلاد.. مسيحيو غزة يصلون للسلام بعد عامين من الحرب

Gazze

غزة / الأناضول

- القداس يقام بكنيسة العائلة المقدسة داخل مجمع دير اللاتين شرقي مدينة غزة
- المشاركون بالقداس حاولوا استعادة شيء من رمزية العيد الدينية والإنسانية
- إدوارد صباغ: الفرح منقوص وأجواء العيد أفضل نسبيا مقارنة بفترة الحرب

أحيا المسيحيون الفلسطينيون، مساء الأربعاء، قداس عيد الميلاد في كنيسة العائلة المقدسة شرقي مدينة غزة، بعد عامين من حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل وخلفت خسائر بشرية كبيرة جدا ودمارا هائلا.

ويقام القداس في كنيسة العائلة المقدسة داخل مجمع دير اللاتين (الكاثوليك)، وسط أجواء حاول فيها المشاركون استعادة شيء من رمزية العيد الدينية والإنسانية.

لكن آثار الحرب الإسرائيلية ما زالت جاثمة على الواقع النفسي والمعيشي للفلسطينيين بغزة، حيث لا يزال الدمار والفقد حاضرَين في تفاصيل الحياة اليومية.

** فرح منقوص

ورغم غياب القصف، لم تختف تداعيات الحرب عن وجوه المشاركين في القداس، الذين عاشوا تجربة النزوح وفقدان الأمان، وترافق حضورهم مع أمنيات بأن يشكل هذا العيد بداية لمرحلة أكثر استقرارا بعد عامين من المعاناة.

وفيما كانت الكنائس في مثل هذا التوقيت تتزين لاستقبال الأعياد، خيم الحزن هذا العام على أروقتها، إثر ما لحق بها خلال عامي الحرب التي بدأتها إسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وانتهت باتفاق لوقف إطلاق نار في 10 أكتوبر 2025.

وقبيل بدء القداس، انشغل المواطنون داخل الكنيسة بتزيين شجرة عيد ميلاد صغيرة والمغارة، في مشهد بسيط حاولوا من خلاله بسط أجواء من الفرح واستعادة شيء من روح العيد.

وعلى وقع التراتيل الخافتة وأضواء الشموع، جلس الحضور داخل الكنيسة في صمت لالتقاط لحظة سلام عابرة، فيما بدت المقاعد شاهدة على أعوام من النزوح والخوف.

** فرح منقوص وأمل بالسلام

إدوارد صباغ، المشارك في القداس، قال للأناضول إن أجواء العيد هذا العام أفضل نسبيا مقارنة بفترة الحرب، رغم ثقل المعاناة التي يعيشها المواطنون.

وأوضح صباغ أن العائلات تحاول إحياء العيد بتزيين شجرة الميلاد والمغارة والكنيسة، واستعادة شيء من الفرح الداخلي بعد عامين من الإبادة.

وأضاف أن مشاعر الفرح تبقى منقوصة لكنها حاضرة جزئيا مع توقف الحرب، معربا عن أمله بأن يسود السلام في البلاد وألا تعود الحرب.

وأكد أن المواطنين بقطاع غزة لا يريدون الدمار، بل الحياة بسلام كما كانت الأوضاع قبل الحرب.

وأشار صباغ إلى أن عائلته نزحت إلى الكنيسة خلال الحرب في التاسع من أكتوبر، قبل أن تتعرض الكنيسة للقصف من الشهر نفسه.

وقال إن العيد هذا العام يختلف عن الأعياد السابقة، إذ لا يمكن الشعور بالفرح الكامل بعد ما شهده القطاع، إلا أن انتهاء الحرب بحد ذاته يمنح الناس سببا للسعادة.

** استهدافات وخسائر بشرية

وخلال العامين الماضيين، تعرضت كنيسة العائلة المقدسة لقصف إسرائيلي عدة مرات، أسفر آخرها في يوليو/ تموز 2025 عن مقتل 3 نازحين وإصابة 9 آخرين، بينهم الأب جبرائيل رومانيللي، كاهن رعية الكنيسة.

فيما قتلت إسرائيل خلال عامي الإبادة، 20 مسيحيا في هجمات على أنحاء متفرقة بالقطاع، كما استهدف الجيش الإسرائيلي 3 كنائس رئيسية بغزة أكثر من مرة.

وإلى جانب الذكريات المؤلمة التي تحتفظ بها الكنيسة، فإنها ترعى بين جدرانها عددا من العائلات المسيحية التي فقدت منازلها خلال الإبادة.

وتحتفل الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي بعيد الميلاد في قداس منتصف ليل 24-25 ديسمبر/ كانون الأول، فيما تحتفل الطوائف التي تتبع التقويم الشرقي في 7 يناير/ كانون الثاني.

ويتبع نحو 70 بالمئة من مسيحيي قطاع غزة لطائفة الروم الأرثوذكس، بينما يتبع البقية لطائفة اللاتين الكاثوليك.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.