الدول العربية, فيروس كورونا

غزة.. طقوس رمضانية "مُعلّقة" بسبب كورونا (تقرير)

تسببت الموجة الثانية من جائحة كورونا في تعليق طقوس رمضانية مختلفة، دينية واجتماعية في قطاع غزة، بعد أن ضربته نهاية الشهر الماضي، وأدت لإصابة أعداد كبيرة من السكان، .

21.04.2021 - محدث : 21.04.2021
غزة.. طقوس رمضانية "مُعلّقة" بسبب كورونا (تقرير)

Gazze

غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول

** عادل الهور، المتحدث باسم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية:
- المساجد مفتوحة أمام المصلين، بشرط الالتزام بإجراءات الوقاية
- مسموح صلاة الجماعة، والتراويح، والدروس الوعظية لمدة لا تزيد عن 5 دقائق
- كافة الأنشطة والفعاليات، التي كانت تعقد خلال شهر رمضان، قبل الجائحة، اليوم غائبة عن المصلين
** سعيد عبد المنعم، أمير سر تجمّع المؤسسات الخيرية:
- نستهدف خلال رمضان نحو 150 ألف أسرة فقيرة
- نوزع الطرود الغذائية، لكنها بالكاد تكفي العائلة الواحدة لنحو 3-4 أيام من شهر رمضان
- موائد الإفطار الجماعية مُغيّبة بسبب كورونا

تسببت الموجة الثانية من جائحة كورونا في تعليق طقوس رمضانية مختلفة، دينية واجتماعية في قطاع غزة، بعد أن ضربته نهاية الشهر الماضي، وأدت لإصابة أعداد كبيرة من السكان، .

وفرضت الحكومة بغزة (تديرها حركة حماس)، إجراءات احترازية لمنع تفشّي الفيروس، بدءا من فرض الإغلاق اليومي بعد آذان المغرب، إلى الإغلاق الكامل يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع.

وألقت الجائحة بظلالها السلبية على جميع مناحي الحياة بغزة، سيما المساجد خلال شهر رمضان، بحسب عادل الهور، المتحدث باسم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة (تديرها حماس).

وقال الهور، خلال حديث مع الأناضول، إن وزارته نجحت في إبقاء المساجد مفتوحة، خلال رمضان، بشرط التزام المصلين بالتباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة، وجلب سجادة الصلاة والمصاحف الخاصة بهم.

ويوضح أن الوزارة تسمح بـ"صلاة الجماعة، والتراويح داخل المسجد، وإعطاء دروس وعظية لا تزيد مدتها عن 5 دقائق".

ويَذكر أن الجائحة غيّبت الكثير من الطقوس الدينية، التي كان المصلون يلتزمون بها.

واستكمل قائلا "كان المصلون يمكثون في المساجد لفترات طويلة، ويقومون الليل، ويعتكفون، ويحضرون دروس الوعظ، كما كانت تنتشر حلقات تحفيظ القرآن، هذا كلّه غير موجود اليوم".

كما ألغت الوزارة، صلاة الجنازة داخل المساجد، لتوفير أكبر قدر من السلامة للمواطنين، وفق الهور.

ورغم عدم إغلاق المساجد، يفضل العديد من الفلسطينيين أداء الصلوات في المنازل، خشية الإصابة بالعدوى.

ويقول رائد الزبدة (36 عاما)، للأناضول، إنه يُفضّل الصلاة في المنزل، خوفا من إصابته بالفيروس، ونقله إلى عائلته.

ويضيف إن كورونا "غيّبت الطقوس الدينية، من الصلاة في المسجد، والجلوس في حلقات ذكر بعد صلاة الفجر، ومن المشاركة في الفعاليات الدينية المختلفة، التي كانت تقام ما قبل الجائحة في المساجد".

ويعرب عن آماله في أن تنتهي هذه الجائحة قبل "العشر الأواخر من رمضان، لشوقه إلى الاعتكاف في المسجد".

بدوره، يفتقد زيد أحمد (28 عاما)، الحلقات الدعوية في المساجد، التي كانت تعقد في شهر رمضان.

ويقول للأناضول، إن هذا العام الثاني، الذي تُغيّب فيه جائحة كورونا "أهم الطقوس الدينية، التي كنا ننتظرها شوقا كل عام".

وتابع: "هذه الحلقات كانت تمدّ المصلّين بمعلومات عامة، وفتاوى حول الصيام وفضائل شهر رمضان، وعلى الصعيد الروحي كانت هذه الحلقات تُضفي الكثير من السكينة على النفس".

كما كانت هذه الحلقات، فرصة جيدة للتواصل، وتبادل وجهات النظر حول المسائل الفقهية والشرعية، على حدّ قوله.

من جانب آخر، فإن إجراءات الإغلاق، التي فرضتها الحكومة، أضفت جوا من "الكآبة على تفاصيل الحياة العامة"، كما قال.

ويتمنى أحمد أن تزول هذه الجائحة في القريب حتّى يتمكن الفلسطينيون من إقامة "الشعائر الدينية كما اعتادوا في هذا الشهر".

**طقوس اجتماعية

وانقطعت الكثير من العائلات عن زيارة ذويها، خلال شهر رمضان، جرّاء إجراءات الإغلاق التي فرضتها الحكومة مؤخرا.

وتقول الفلسطينية آية المناعمة (47 عاما)، إن "رمضان يمرّ هذا العام، غريبا وصعبا، في ظل التغييرات التي فرضتها كورونا، على العادات الاجتماعية، والتي كانت تعطي الحياة لهذا الشهر".

وأضافت للأناضول، إنها ستلتزم خلال شهر رمضان "بزيارة منزل الأقارب من الدرجة الأولى فقط".

وتبرر ذلك بخوفها من الإصابة بالفيروس، مشيرة إلى أهمية الالتزام بإجراءات الوقاية الشخصية.

بدوره، يقول محمد أبو عون (38 عاما)، إنه سيفتقد هذا العام، "الأجواء الرمضانية، وجلسات السمر الشبابية الليلة".

وتابع قائلا، للأناضول، إن إغلاق المقاهي والمطاعم ليلا، "قوّض العلاقات الاجتماعية".

واستكمل: "كانت ساعات الليل، هي الوحيدة التي تجمعنا خلال شهر رمضان، لكن الجائحة غيّبت هذه المظاهر، ومن النادر أن نلتقي في ظل هذه الإجراءات، التي ترافقت مع اشتداد الجائحة".

أما نهال رضوان (56 عاما)، فقد قالت إنها ستمتنع عن دعوة الأقارب لتناول طعام الإفطار في منزلها.

لكنها أضافت للأناضول، أن هذه التغييرات "لها جانب إيجابي، كونه يخفف من أعباء هذه الموائد المادية، التي كانت في بعض الأحيان تكبّدنا تكاليف كبيرة".

وأوضحت أن "الأجواء الرمضانية العامة هذا العام تفتقد ملامح السعادة والبهجة، كونها تتعلق بالتجمّعات سواء الدينية للصلاة، أو الاجتماعية لصلة الرحم".

ومن جانب آخر، غيّبت جائحة كورونا، موائد الإفطار الجماعية، التي كانت تعقد على فترات مختلفة، بتبرع من مؤسسات خيرية محلية وأجنبية.

ويقول سعيد عبد المنعم، أمين سر تجمّع "المؤسسات الخيرية"، إن موائد الإفطار الجماعية متوقفة حاليا، التزاما بقرار منع التجمّعات السكنية ضمن الإجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا.

وأوضح عبد المنعم، في حديث مع الأناضول، أن التجمّع كان يموّل الكثير من موائد الإفطار الجماعية، الخاصة بالفقراء، في شهر رمضان، خلال الأعوام السابقة.

وجرّاء كورونا، أشار إلى أن التجمّع استبدل الإفطار الجماعي، بمشروع لتوصيل هذه الوجبات إلى منازل المواطنين.

وأوضح أن التجمّع يستهدف، خلال شهر رمضان، نحو 150 ألف أسرة، من الفقراء وذوي الدخل المحدود.

واستكمل قائلا: "خلال أول يومين من رمضان نجحنا في استهداف نحو 15 ألف أسرة، وتوزيع الطرود الغذائية عليها".

لكنّه قال إن الطرد الغذائي الواحد، بالكاد يكفي الأسرة لمدة تتراوح بين 3-4 أيام، مشيرا إلى مواصلة الجهود لتدشين المزيد من المبادرات والمشاريع الخيرية.

وبيّن أن جائحة كورونا ضاعفت من عدد الأسر الفقيرة، في ظل فقدان المئات من المواطنين، أعمالهم اليومية، جرّاء الجائحة، وإجراءات الإغلاق الوقائية.

ودعا إلى توفير الدعم للمؤسسات الخيرية، لتمكينها من إغاثة فقراء غزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.