السياسة, دولي, الدول العربية

صحف إسرائيلية: القرار الأمريكي ضوء أخضر لضم المستوطنات

محللون رأوا في القرار ضربة للاتحاد الأوربي ولمنظمات مقاطعة إسرائيل ودعما لموقف إسرائيل بأن الضفة الغربية "أرض متنازع عليها"

19.11.2019 - محدث : 19.11.2019
صحف إسرائيلية: القرار الأمريكي ضوء أخضر لضم المستوطنات

Quds

القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول

رأى محللون إسرائيليون، أن قرار الإدارة الأمريكية، اعتبار المستوطنات غير مخالفة للقانون الدولي، يرسخ الادعاء الإسرائيلي بأن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، هي أراض متنازع عليها، ويعطي الشرعية للمستوطنات المقامة على هذه الأراضي، بما يفسح الطريق أمام إسرائيل في نهاية الأمر لضمها.

واعتبر المحللون، في مقالات رأي، نشروها في وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، أن القرار الأمريكي، يوجه ضربة إلى دول الاتحاد الأوروبي التي تعتبر المستوطنات انتهاكا للقانون الدولي، فضلا عن توجيه ضربة إلى "حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها"، التي تزداد قوة في السنوات الأخيرة.

والإثنين، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في مؤتمر صحفي، أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة "مخالفة للقانون الدولي".

وأضاف بومبيو في مؤتمر صحفي بالعاصمة واشنطن، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب غيّرت نهج إدارة الرئيس السابق باراك أوباما تجاه المستوطنات الإسرائيلية.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الثلاثاء، أن القرار جاء بمبادرة من السفير الأمريكي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، وبمساهمة من وراء الكواليس من السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية، رون ديرمر.

ولكن الصحيفة استدركت:" على الرغم من الفرح في إسرائيل، فإن القرار رمزي في الغالب، ومن غير المرجح ان يقبله المجتمع الدولي".

وأضافت:" قد يُنظر إليه في إسرائيل على أنه يوفر ضوءًا أخضر لتوسيع المستوطنات وعملية ضمها لإسرائيل، وبالطبع، قد يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لفرص تحقيق انفراجة بين إسرائيل والفلسطينيين".

وكان فريدمان قد ساهم في إصدار قرار من وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق من هذا العام، يوقف استخدام تعبير "أراض محتلة" عند الإشارة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان.

ولفريدمان، المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مواقف داعمة للاستيطان منذ عقود.

وبدوره، فقد اعتبر دوري غولد، المدير العام الأسبق لوزارة الخارجية الإسرائيلية والمساعد السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أن القرار الأمريكي الجديد، بمثابة "تصحيح لسياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط".

وأضاف:" إن الإصرار القانوني السابق على أن الإسرائيليين الذين قرروا الإقامة في الضفة الغربية وقطاع غزة (المستوطنون) يفعلون ذلك في انتهاك للقانون الدولي كان دائمًا معيبًا".

وأضاف في مقال في صحيفة "إسرائيل اليوم"، الثلاثاء:" لقد أثرت الظروف الفريدة لقضية الاستيطان الإسرائيلي على القضية بأكملها حول كيفية الحكم عليها، ولكن الآن مع صياغة موقف أمريكي جديد، فإن شرعيتها في طريقها إلى القبول النهائي".

كما رأت الكاتبة اليمينية في صحيفة "إسرائيل اليوم، كارولينا غليك، إن قرار وزارة الخارجية الأمريكية هو بمثابة "نقطة تحول في تاريخ الشرق الأوسط".

وكتبت غليك، الثلاثاء:" إن القرار الأمريكي، يمثل توبيخًا كاملا للاتحاد الأوروبي، الذي اتخذ من موقفه الخاطئ بأن المستوطنات الإسرائيلية أقيمت بشكل غير قانوني، أساسًا لسياساته الاقتصادية والسياسية التمييزية تجاه إسرائيل".

ورأت أن قرار محكمة العدل الأوروبية الأسبوع الماضي والذي يتطلب من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وضع علامات مميزة على الصادرات المصنعة في المستوطنات الإسرائيلية، بمثابة "محاولة لاستخدام تفسير متعمد للقانون الدولي لتنفيذ سياسة معادية للسامية".

بدوره، تساءل يعقوب كاتس، رئيس تحرير صحيفة "الجروزاليم بوست" اليمينية الإسرائيلية، إن كان القرار الأمريكي، يعزز فرص السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وكان جوابه " نعم، ولا".

وقال:" من ناحية، سوف ينظر الفلسطينيون إلى هذا الإعلان كمثال آخر - بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان- للتحيز الأمريكي، وكدليل أن دونالد ترامب غير قادر على العمل كوسيط نزيه".

وأضاف:" من ناحية أخرى، فإن لدى إسرائيل أخيرًا دولة، وليس فقط أي دولة، تقف وراء مزاعمها بأن المستوطنات ليست غير شرعية، ولكنها جزء من أرض متنازع عليها، لا يمكن تحديد مصيرها، إلا من خلال المفاوضات واتفاق السلام".

وتابع كاتس:" ومع ذلك، عندما تصدر دولة مثل الولايات المتحدة مثل هذا الإعلان -سواء عن القدس أو المستوطنات - فإنه يغيّر السرد، والروايات مهمة عندما يتعلق الأمر بصراعات مشحونة عاطفيا مثل الصراع هنا".

ورأى أن القرار الأمريكي الجديد، لا علاقة له بأزمة تشكيل الحكومة في إسرائيل.

وأضاف:" تم إجراء مراجعة منذ أكثر من عام ، قبل أن يعرف أي شخص في واشنطن أو القدس أن إسرائيل ستواجه شلل حكومي وانتخابي، وقُدمت النتائج التي تم التوصل إليها إلى بومبيو مؤخرًا، وقرر وزير الخارجية اعتمادها والإعلان عنها".

واستدرك كاتس:" من ناحية أخرى، كل شيء يدور حول المظاهر، وليس هناك شك في أن بنيامين نتنياهو سوف يستخدم التغيير في السياسة (القرار الأمريكي) للعب أوراق اعتماده الدبلوماسية والتأكيد للإسرائيليين لماذا لا يزال هناك حاجة إليه كرئيس للوزراء".

كما اعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت بإعلانها شطب استخدام تعبير "استيطان" عند الإشارة إلى المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

وقالت الصحيفة، الثلاثاء:" هذه ضربة كبيرة لحركة المقاطعة، التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها، بالإضافة إلى دعوة محكمة العدل الأوروبية الأخيرة لوسم المنتجات من الشركات اليهودية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.