عبد السلام فايز / الأناضول

أفادت قناة "الإخبارية السورية"، الثلاثاء، بمقتل ماهر فلحوط أحد رجال الدين الدروز في محافظة السويداء جنوبي البلاد، بعد يومين من اعتقاله على يد عصابات تابعة لحكمت الهجري أحد مشايخ العقل.

جاء ذلك بعد ساعات من إعلان القناة ذاتها عن مقتل رجل الدين الدرزي رائد المتني، على يد العصابات ذاتها.

ولدروز السويداء 3 مشايخ عقل (مراجع دينية) بمواقف قد تختلف أحيانا، وهم حكمت الهجري، وحمود الحناوي، ويوسف جربوع، بينما يعتبر أتباع الهجري أقلية لا تمثل الموقف الحقيقي للطائفة.

ونقلت "الإخبارية السورية" (رسمية) عن مصادر محلية لم تسمها، قولها: "مقتل الشيخ ماهر فلحوط بعد يومين على اعتقاله من قبل ما يسمى الحرس الوطني التابع لعصابات حكمت الهجري في السويداء".

وأضافت أن "الحادثة تأتي بعد مقتل الشيخ الدرزي رائد المتني الذي قُتل أيضا تحت التعذيب من قبل عصابات الحرس الوطني في السويداء".

وحتى الساعة 21:45 (ت.غ)، لم يصدر عن الهجري أو الحكومة السورية تعقيب بشأن أنباء مقتل فلحوط والمتني.

وتعود أسباب الخلاف بين فلحوط والمتني من جهة والهجري من جهة أخرى، إلى تأسيس الأخير ما يسمى "الحرس الوطني" بعد الاشتباكات التي شهدتها المحافظة في يوليو/ تموز الماضي بين عشائر بدو ودروز.

واعتقلت قوات الهجري المتني وفلحوط ورجال دين آخرين قبل يومين، بذريعة "التعاون مع الحكومة السورية"، بينما انتشرت مقاطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي، تظهر المتني وهو يتعرض للتعذيب أثناء اعتقاله.

وسبق أن أثار أتباع الهجري غضب السوريين، من خلال طلبهم الوصاية من تل أبيب، عبر تنظيمهم أكثر من مرة، مظاهرات رفعوا فيها العلم الإسرائيلي، وناشدوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التدخل في الشؤون الداخلية لبلادهم.

من جانبه، قال ليث البلعوس القيادي في "تجمع رجال الكرامة" في محافظة السويداء، إن قوات حكمت الهجري أحد مشايخ العقل "تستعين بأزلام النظام الساقط (نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد)".

و"تجمع رجال الكرامة" حركة مسلحة تأسست عام 2013 في السويداء، برئاسة وحيد البلعوس، والد ليث، بهدف منع تجنيد الشباب الدروز للقتال في الحرب التي شنها نظام الأسد على السوريين، والتزام الطائفة بالحياد.

وأضاف البلعوس في تصريحاته لقناة الإخبارية السورية الرسمية، أن "الطريقة التي قتل فيها الشيخ رائد المتني بشعة جدا ودخيلة على المجتمع".

وخلال اليومين الماضيين، انتشرت مقاطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي، تظهر المتني وهو يتعرض للتعذيب أثناء اعتقاله من قبل قوات الهجري.

**طريق اللاعودة

البلعوس أضاف: "لدينا مخاوف على المعتقلين الموجودين حاليا لدى ميليشيا ما يسمى الحرس الوطني في السويداء".

وحذر من أن "ميليشيا ما يسمى الحرس الوطني بقيادة حكمت الهجري سلكوا طريق اللاعودة، وأصبحت أعمالهم مدانة من قبل أبناء المحافظة".

البلعوس لفت إلى أن "ميليشيا ما يسمى الحرس الوطني يستعينون بأزلام النظام الساقط (نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد) في محافظة السويداء، وحكمت الهجري يتهم كل من يتواصل مع الدولة السورية بالخيانة".

وعن المرجعيات الدينية في المحافظة، قال البلعوس إنهم "أكدوا دعمهم للدولة، فيما استغل الهجري أحداث السويداء لاتهام هذه المرجعيات بالخيانة".

كما أشار إلى أن "التفاقم الذي نراه في السويداء اليوم، هو نتيجة تسلط أذناب النظام الساقط في المحافظة".

وحذر من وجود "شخصيات متسلطة من أذناب النظام الساقط داخل السويداء، ويتحدثون باسم المحافظة".

**قائد متسلط

كما وصف البلعوس الهجري بأنه "القائد الأكبر للشخصيات المتسلطة داخل السويداء، والسقوط بات حتميا بالنسبة للشخصيات المتحكمة في المحافظة".

ومنذ 19 يوليو الماضي، تشهد السويداء وقفا لإطلاق النار عقب اشتباكات مسلحة دامت أسبوعا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلفت مئات القتلى.

ورغم إعلان الحكومة السورية التزامها بالاتفاق، وإدخالها مساعدات إنسانية إلى السويداء، ارتكب أتباع الهجري عدة خروقات، مستهدفين عناصر الأمن والجيش.

وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودا مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بنظام بشار الأسد، بعد 24 عاما في الحكم.