الدول العربية, فلسطين, قطاع غزة

اتحاد بلديات غزة: تكدس 700 ألف طن نفايات في القطاع ينذر بكوارث (مقابلة)

جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع نائب رئيس الاتحاد علاء البطة، تطرق فيها إلى التحديات التي تواجه بلديات القطاع تحت وطأة أزمة الوقود والمياه ووسط تراكم النفايات.

Hosni Nedim  | 14.11.2025 - محدث : 14.11.2025
اتحاد بلديات غزة: تكدس 700 ألف طن نفايات في القطاع ينذر بكوارث (مقابلة)

Gazze

غزة/ حسني نديم / الأناضول

** نائب رئيس اتحاد بلديات قطاع غزة علاء الدين البطة بتصريحات للأناضول:
- أزمة الوقود الأخطر والأكثر إلحاحا والبلديات تعمل بالاستدانة أو بتقليص الأعمال
- تدمير 700 بئر مياه والحصة اليومية للفرد تراجعت من 90 لترا إلى 15 لترا
- 5 آلاف موظف بلدي يواصلون العمل بلا رواتب منذ 735 يوما

حذر اتحاد بلديات قطاع غزة، الجمعة، من تداعيات تكدس 700 ألف طن من النفايات في مكبات عشوائية، وسط عجز البلديات عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات الأساسية جراء النقص الحاد في الوقود والمعدات للتعامل مع الدمار الهائل الذي خلفه الجيش الإسرائيلي.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع نائب رئيس الاتحاد علاء البطة، تطرق فيها إلى التحديات التي تواجه بلديات القطاع تحت وطأة أزمة الوقود والمياه ووسط تراكم النفايات.

وأضاف البطة أن البلديات تواجه "معادلة مستحيلة" بسبب الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية، ونقص الوقود، وتدمير الآليات والمعدات، خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على الفلسطينيين.

وذكر أن هذه العوامل مجتمعة أدت إلى عجز البلديات عن توفير الحد الأدنى من الخدمات الحيوية للمواطنين والنازحين، رغم مرور شهر على إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" دون تحسن ملموس.

وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل حيز التنفيذ، منهيا إبادة جماعية خلفت أكثر من 69 ألف قتيل فلسطيني وما يزيد عن 170 ألف جريح، ودمارا هائلا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية بخسائر أولية تقدر بحوالي 70 مليار دولار.

** تكدس النفايات

المسؤول الفلسطيني حذّر من كارثة صحية وبيئية جراء تراكم النفايات بكميات مهولة في محافظات القطاع.

وذكر أن نحو 700 ألف طن من النفايات تتكدس في مناطق شمالي وجنوبي القطاع، في ظل منع إسرائيل الوصول للمكبات المركزية التي تقع في المناطق الحدودية التي تسيطر عليها إسرائيل بموجب وقف النار، شرق ما يُعرف بـ"الخط الأصفر".

فيما يقع غرب هذا الخط المناطق التي يٌسمح للفلسطينيين بالحركة فيها، بينما ترتكب إسرائيل خروقات بإطلاق النار صوب المدنيين ما يسفر عن وقوع قتلى وجرحى.

وهذا المنع تسبب أيضا، وفق البطة، بعودة ظاهرة مكبات النفايات العشوائية، التي سعت البلديات للقضاء عليها قبيل اندلاع الإبادة.

وأشار إلى أن تكدس النفايات أدى أيضا إلى انتشار البعوض والقوارض فضلا عن تلوث المياه الجوفية.

** نقص الوقود

"البطة" وصف أزمة نقص الوقود التي يمر بها قطاع غزة خاصة البلديات بـ"الأخطر والأكثر إلحاحا في الفترة الحالية".

وبيّن أن بلديات القطاع تلجأ إلى "استدانة الوقود"، وفي حال تعذر ذلك تضطر إلى تقليص أعمالها اليومية لعدم قدرتها على تشغيل الآليات والمرافق الخدماتية وسط النقص الحاد.

وأكد أن كميات السولار الواصلة "قليلة" ولا تكفي لتشغيل البلديات لأيام محدودة فقط، لافتا إلى أن الحاجة الفعلية للوقود "مضاعفة في ظل اتساع مهام رفع الركام وفتح الطرقات وتسهيل عودة النازحين".

ودعا نائب رئيس اتحاد البلديات إلى تحرك عربي ودولي عاجل لتزويد البلديات بالوقود اللازم لاستمرار الخدمات الأساسية.

والثلاثاء، قالت حركة "حماس" إن إسرائيل تفرض قيودا على دخول المساعدات والوقود لغزة منتهكة بذلك اتفاق وقف إطلاق النار.

وذكرت أن إسرائيل لم تسمح منذ سريان الاتفاق بدخول سوى "38 شاحنة غاز و92 شاحنة سولار"، أي ما يعادل 8.4 بالمئة من الكمية المتفق عليها، والبالغة 50 شاحنة وقود يوميا بمختلف أنواعه.

** أزمة مياه

وعن أزمة المياه، قال البطة إنها تفاقمت بشكل غير مسبوق جراء تدمير إسرائيل أكثر من 700 بئر بمختلف مناطق القطاع خلال عامين من الإبادة، ما يعادل 80-85 بالمئة من إجمالي آبار البلديات.

وأوضح أن الحصة اليومية للفرد الواحد من المياه تراجعت من 90 لترا قبل اندلاع الإبادة، إلى 10 - 15 لترا فقط في هذه الفترة.

وإلى جانب تدمير الآبار وشبكات المياه، فإن تدمير المولدات الكهربائية اللازمة لضخ المياه فاقم من معاناة الفلسطينيين وحال من وصول الحد الأدنى من الكميات المطلوبة لمناطقهم، وفق قوله.

وأشار إلى تلوث المياه الجوفية والبيئة جراء تسرب المياه العادمة إلى باطن الأرض، وذلك جراء تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف شبكات الصرف الصحي خلال عامي الحرب.

وقال بهذا الصدد: "نتحدث عن دمار شبه كامل لنحو 2 مليون متر طولي من شبكات الصرف الصحي، والبلديات لا تملك المعدات والآليات اللازمة لإعادة تأهيلها أو صيانتها".

** صعوبات إضافية

إلى جانب ذلك، ذكر البطة أن موظفي البلديات واجهوا ظروفا قاسية خلال حرب الإبادة ما تسبب بمقتل عدد منهم بينما يعمل الآخرون بلا رواتب.

وقال: "لدينا أكثر من 200 شهيد من موظفي البلديات الذين استُشهدوا أثناء أداء واجبهم المهني والإنساني تجاه أبناء شعبهم".

وأوضح أن نحو 5 آلاف موظف بلدي في قطاع غزة يعملون منذ 735 يوما بلا رواتب، رغم ظروف الحرب والاستهداف.

وفي هذا السياق، طالب الجهات العربية والدولية بتبني مشروع لدعم رواتب هؤلاء الموظفين بما يضمن استمرار تقديم الخدمات الأساسية.

وعن استهداف مقرات البلديات، قال البطة إنها تعرضت للاستهداف المباشر خلال عامي الحرب إضافة لقصف آليات بلديات غزة وخان يونس (جنوب) وجباليا (شمال)، ما أدى إلى تدمير عشرات الآليات الحيوية.

وأشار إلى أن إسرائيل دمرت أيضا خلال أشهر الحرب 15 جرافة قدمتها سابقا دول عربية ومصر إلى القطاع، خلال فترة الهدنة الماضية التي بدأت في يناير/ كانون الثاني 2025، وانتهت في مارس/ آذار الماضي.

وبحسب أحدث معطيات المكتب الإعلامي الحكومي، فإن مجموع الخسائر الأولية للقطاع الخدماتي والبلديات جراء عامين من الإبادة تقدر بنحو 6 مليارات دولار.

وأكد البطة عدم سماح إسرائيل بدخول آليات جديدة، مشددا على أن غياب هذه المعدات يشلّ قدرة البلديات على إزالة الركام والنفايات وفتح الشوارع ويفاقم من الأزمات التي يعيشها القطاع.

ووفق تقديرات المكتب الحكومي بغزة، فإن الإبادة خلفت نحو 70 مليون طن من الركام، تخفي تحتها آلاف الجثامين التي تعود لفلسطينيين قتلوا خلال الحرب.

وتشير تلك التقديرات إلى وجود 9500 فلسطيني مفقود إما تحت ركام المنازل المدمرة، أو ما زال مصيرهم غير معروف.

ويلجأ فلسطينيون لوسائل بدائية من أجل الوصول إلى جثامين ذويهم تحت الأنقاض من خلال رفع الحجارة الإسمنتية يدويا أو قصها عبر معدات كهربائية بسيطة في عملية تستغرق أياما وأسابيع، فيما يعجز آلاف آخرون عن إزالة الركام وانتشال ذويه.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.