الدول العربية

14 عاما على اغتيال رفيق الحريري (إطار)

اليوم، وبعد خمس سنوات على بدء المحاكمات في اغتياله ووصولها مرحلتها النهائية من المنتظر أن تصدر المحكمة الدولية حكمها هذا العام

14.02.2019 - محدث : 14.02.2019
14 عاما على اغتيال رفيق الحريري (إطار)

Lebanon

بيروت / وسيم سيف الدين / الاناضول

يصادف اليوم الرابع عشر من فبراير / شباط الذكرى الـ14 على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق بهاء الدين الحريري وغيابه عن المشهد السياسي.

ولد الحريري في نوفمبر / تشرين الثاني 1944، في عائلة متواضعة، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدينة صيدا جنوبي لبنان.

وتابع دراسته الجامعية في مجال إدارة الأعمال في جامعة بيروت العربية، ليغادر عام 1965 إلى المملكة العربية السعودية حيث عمل بداية في التعليم، ثم انتقل للعمل في شركة مقاولات، لينشئ بعدها شركته الخاصة Ciconest - في العام 1969.‎

وإثر نجاح هذه الشركة العقارية وتقديرا لجهوده، منحته العائلة المالكة السعودية، الجنسية، عام 1978.

وتوالت بعدها النجاحات ليصبح في مقدمة رجال الأعمال في السعودية حيث امتلك شركة Oger في العام 1979، وأسس بعدها Oger الدولية في باريس، ثم توسعت أعماله لتطال العمل المصرفي، والعقارات، والبترول والصناعة والاتصالات.

وفي العام 1993 أسس الحريري محطة تلفزيونية (المستقبل)، ثم جريدة المستقبل كما كان له أسهم في صحف لبنانية عدة.

بدأ ظهوره السياسي على ساحة الأحداث عام 1982 من الباب الاقتصادي، حيث يتذكره اللبنانيون "كفاعل خير" وضع إمكاناته بتصرف الدولة، وساهم في إزالة الآثار الناجمة عن الاجتياح الإسرائيلي للبنان ووصوله العاصمة بيروت 1982.

رجل الدولة كان اللقب الأحب إلى قلب رفيق الحريري الذي ترك بصماته في لبنان وإن كان كثيرون لا يتفقون معه على جميع المسارات السياسية والاقتصادية التي اتبعها، حسب مقربين منه.

وفي 1989 أسهم أيضا في عقد مؤتمر الطائف الذي وضع حدا للحرب الأهلية اللبنانية.

ترأس رفيق الحريري حكومات لبنان لخمس دورات خلال فترتين 1992-1998، ثم 2000-2004، مقدماً استقالته بتاريخ 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2004.

يذكر أن الحريري أطلق خلال مشاركته غير المنقطعة في الحكم على امتداد 6 سنوات (بين 1992 و1998) أضخم عملية إعمار وبناء في تاريخ البلاد، من علاماتها البارزة إعادة إعمار وتأهيل وسط بيروت التجاري ومرافقها الحيوية الذي بدأ عام 1994 عبر شركة سوليدير.

في نوفمبر 1998، وسط تنافر واضح بين الحريري ورئيس الجمهورية الجديد اميل لحود حول صلاحيات الرئيسين، ومن منهما الرأس الفعلي للسلطة التنفيذية، أحجم الحريري عن ترؤس الحكومة، فكلف لحود بتشكيلها سليم الحص المعروف بأنه من منتقدي الحريري وخصومه السياسيين.

أشرفت حكومة الحص على انتخابات نيابية عام 2000 شابتها حملات إعلامية حكومية منظمة ضد الحريري عبر عدد من السياسيين وأجهزة الإعلام الرسمية.

إلا أن هذا العداء والاستهداف المباشر للحريري أوجد حالة تعاطف إسلامية غير مسبوقة له في الشارع كانت نتيجتها، في سبتمبر/ أيلول 2000 اكتساح قوائم الحريري الثلاث العاصمة مجدداً حاصدا المقاعد الـ18 المخصصة للمدينة، وسقوط الرئيس الحص نفسه في هذه الانتخابات.

وكانت تلك أول حالة سقوط لرئيس وزراء في السلطة، وعلى الأثر، ونتيجة المشاورات النيابية اضطر الرئيس لحود، لتكليف الحريري مجدداً بتشكيل حكومته الرابعة بعدما رشحه لرئاستها 103 نواب (من أصل 128).

ثم عاد الحريري وشكل حكومته الخامسة في أبريل / نيسان 2003 بعدما رشحه للمنصب 93 نائباً، إلا أن علاقاته برئيس الجمهورية ظلت على حالها من السلبية.

وفي صيف 2004 اشتد التجاذب في الساحة السياسية، وازدادت الضغوط السورية لتعديل الدستور كي يتسنى تمديد فترة حكم الرئيس لحود، مقابل تردد الحريري ومعارضة حليفه القوي الزعيم الاشتراكي الدرزي وليد جنبلاط وكذلك الرفض المعلن من جانب الولايات المتحدة وفرنسا للتعديل.

وفي نهاية المطاف، تجاوبت حكومة الحريري مع الضغوط السورية ووافقت على التمديد.

فيما امتنع معظم أعضاء كتلته عن تأييد القرار لدى إحالته في مجلس النواب، حيث صوتت كتلة جنبلاط علناً ضد التمديد.

وبعدها شعر الحريري أنه لم يعد قادرا على البقاء في الحكم في وجه تأييد دمشق الواضح للرئيس لحود، فاستقال.

وقاطع نواب كتلته ونواب حليفه جنبلاط الحكومة البديلة التي كلف لحود بتشكيلها رئيس الوزراء الأسبق عمر كرامي، أحد أشد خصوم الحريري.

وجاء تشكيل الحكومة بمثابة إعلان حرب على حلف الحريري ـ جنبلاط، إذ ضمت عدداً من ألد خصومهما السياسيين إلى جانب حلفاء للحود وممثلين عن الأحزاب المؤيدة أو التابعة لدمشق.

غير أن هذا السيناريو ساهم في استحصال واشنطن وباريس على قرار من مجلس الأمن الدولي (رقم 1559) يطالب بانسحاب القوات السورية من لبنان وتجريد كل القوى غير الشرعية (بما فيها حزب الله) من أسلحتها وإرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب.

كذلك ساعد على تنامي صفوف المعارضة، إذ طوى جنبلاط صفحة عداوته القديمة مع قوى اليمين المسيحي، بما في ذلك جماعة ميشال عون قائد الجيش السابق المقيم في فرنسا، وجماعة القائد السابق لحزب القوات اللبنانية سمير جعجع السجين في مقر وزارة الدفاع اللبنانية بضواحي بيروت.

وبالتدريج أخذ نواب كتلة الحريري يعمّقون تنسيقهم مع تحالف جنبلاط والمعارضة المسيحية في وجه الرئيس لحود وداعميه من القوى المؤيدة لدمشق وعلى رأسها القوتان الشيعيتان الرئيسيتان حزب الله وحركة أمل.

الحالة الشخصية

ـ متزوج مرتان. زوجته الثانية نازك عودة الحريري، لديه البكر بهاء الدين ومن ثم سعد الدين وأيمن وفهد وهند، وتوفي ابنه حسام الدين.

وتشغل شقيقته النائب بهية الحريري أحد المقعدين البرلمانيين لمدينة صيدا (مسقط رأسه).

الاغتيال

اغتيل رفيق الحريري عند الساعة 12:55 من ظهر الإثنين، 14 فبراير 2005، في منطقة فندق السان جورج وسط بيروت.

وذهب ضحية الانفجار الذي استهدفه (بقوة ألف وثمانمئة كلغ من مادة ت ن ت) 21 شخصا آخر، بينهم وزير الاقتصاد السابق باسل فليحان ومجموعة من مرافقي الرئيس.

محكمة خاصة باغتيال الحريري

اليوم، وبعد خمس سنوات على بدء المحاكمات في اغتيال الحريري، ووصولها مرحلتها النهائية حيث ستصدر حكمها هذا العام وفق ما قالت المتحدّثة باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وجد رمضان، للأناضول، في تصريحات سابقة أصبح الكشف الرسمي عن هوية المتورطين قاب قوسين أو أدنى.

وفي 21 سبتمبر / أيلول الماضي أعلنت المحكمة الدولية الخاصة ب‍لبنان، انتهاء جلسات المرافعات الختامية بقضية اغتيال الحريري، مشيرةً أن الحكم بالقضية سيصدر "في الوقت المناسب".

فيما أعلن سعد الحريري الابن، الذي تولى مهمة والده بتسلمه رئاسة الوزراء، تمسكه بنهج وخط وتوجهات والده، مصرًا على دعم المحكمة الخاصة بلبنان "من أجل كشف الحقيقة وإحقاق العدالة وتكريس مبدأ عدم إفلات المجرمين من العقاب".

سعد الحريري، الذي يقود نهجًا معاديًا لـ حزب الله وللنظام السوري، استطاع صنع مكانة سياسية له في لبنان برئاسته للحكومة التي قادها والده قبله.

وتأسست المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عام 2007 بقرار من مجلس الأمن الدولي، بطلب من بيروت لمحاكمة المسؤولين عن التفجير الذي أودى بحياة الحريري، وفي يناير / كانون الثاني عام 2014 بدأت بمحاكمة المتهمين في عملية الاغتيال.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın