مسؤول الجمعية المصرية للغاز: مرحلة جديدة لشراكات واسعة بالطاقة مع تركيا (مقابلة)
الأمين العام للجمعية محمد فؤاد: مصر جاهزة لتكون شريكًا قويًا وموثوقًا لتركيا في كافة القطاعات

Istanbul
إسطنبول/ هندان قازانجي/ الأناضول
** الأمين العام للجمعية محمد فؤاد:- مصر جاهزة لتكون شريكًا قويًا وموثوقًا لتركيا في كافة القطاعات
- القاهرة مستعدة لدعم هدف تركيا في أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة
- ندعو تركيا لاكتشاف الإمكانات الواسعة بمصر في أنشطة الاستكشاف والإنتاج والنقل والمعالجة
قال محمد فؤاد، الأمين العام للجمعية المصرية للغاز (أهلية)، إن بلاده وتركيا دخلتا مرحلة جديدة لتعزيز التعاون الثنائي بينهما في قطاع الطاقة، وأكد أن هذه المرحلة ستفتح الباب أمام استثمارات وشراكات واسعة النطاق، وفي مقدمتها أنشطة التنقيب والإنتاج.
وفي مقابلة مع الأناضول، أشار فؤاد إلى الجذور التاريخية العميقة التي تربط بين البلدين، موضحًا أن السنوات الأخيرة شهدت تغيّرًا ملحوظًا في العلاقات السياسية والتجارية بين الجانبين.
وأضاف أن المرحلة القادمة ستشهد بروز العديد من الفرص المتبادلة بين مصر وتركيا، لافتًا إلى أن غرفتي التجارة والسفارتين تعمل على تعزيز الاتصالات بين الحكومتين والقطاع الخاص من أجل جذب المزيد من الاستثمارات التركية إلى مصر، وتقوية الروابط في مجال الطاقة.
وأوضح فؤاد أن البلدين يلعبان دورًا مهمًا في منطقة البحر المتوسط، ويتمتعان بخبرات واسعة في هذا المجال.
وأشار إلى أن حجم التفاعل المتزايد بين الجانبين "لن يظل حبيس قطاع الطاقة فحسب، بل سيتوسع ليشمل مجالات متعددة"، بما في ذلك التحول الطاقي والطاقة الخضراء، وأنشطة الاستكشاف والإنتاج، بالإضافة إلى إقامة شراكات جديدة في ميدان التكنولوجيا.
دعم مصري لتركيا
وفي حديثه عن الديناميكيات المتغيرة لقطاع الطاقة، عبّر فؤاد عن قناعته بأن "شهية الاستثمار في كل من تركيا ومصر لن تظل محصورة في مجال الطاقة، بل ستتطور إلى تعاون اقتصادي أشمل".
وأكد أن مصر مستعدة لدعم هدف تركيا في أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة، وتشارك معها في شراكة استراتيجية تعزز أمن إمدادات الطاقة وتنوع مصادرها في المنطقة.
وقال: "مصر مستعدة لتكون شريكًا قويًا وموثوقًا لتركيا في رحلتها نحو أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة، لا سيما خلال فترات الطلب العالي من أوروبا".
كما أشار إلى أن الموقع الاستراتيجي لمصر، إلى جانب قدرتها المتنامية على إنتاج وتصدير الطاقة، يمنحها ميزة مهمة في ما يتعلق بأمن الإمدادات في المنطقة.
وبيّن أن التعاون في مجالات الاستخدام الفعال للموارد الحالية، والبنى التحتية المشتركة، والنقل يمكن أن يسهم في بناء سوق طاقة "أكثر استقرارًا".
وأضاف أن هذا الوضع يشكّل نموذجًا ملموسًا على قدرة التعاون الإقليمي على المساهمة في سوق الطاقة العالمية.
دعوة مفتوحة
وفي سياق متصل، شدّد فؤاد على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الجمعيات الناشطة في هذا المجال، مثل الجمعية المصرية للغاز، في بناء جسور الحوار مع نظيراتها التركية، وخلق شراكات مثمرة.
وأوضح أن "التفاعل المباشر، وتبادل المعرفة، وتأسيس منصات مشتركة تشكّل عوامل حيوية في سبيل تحديد الأهداف المشتركة، وتخطي العقبات، واستكشاف فرص جديدة على امتداد سلسلة توريد الطاقة".
وأكد فؤاد أنه "من خلال تنظيم فعاليات لبناء العلاقات المتبادلة، والمشاريع المشتركة، والنقاشات المركّزة، يمكن تنمية الثقة والتفاهم اللازمين لتحويل الرؤى المشتركة إلى مشاريع ملموسة، وهو ما سيعزز بدوره الروابط بين قطاعي الطاقة في البلدين".
ولفت فؤاد أيضًا إلى وجود فرص متزايدة في قطاع الهيدروكربون، وخاصة الغاز في مصر، موجهًا دعوته لمستثمري الطاقة الأتراك والمستثمرين المصريين المهتمين بالسوق التركية.
وأوضح أن مصر توفّر بيئة استثمارية جذابة بفضل منظومتها القانونية الواضحة، واحتياطياتها المؤكدة من الغاز، واستراتيجيتها الطموحة التي تستهدف فتح السوق عبر النمو المستدام.
وأضاف: "ندعو تركيا لاكتشاف الإمكانات الواسعة التي تمتد من أنشطة الاستكشاف والإنتاج إلى البنى التحتية للنقل وقطاعات المعالجة والصناعة. ونحن على يقين بأنكم ستحصلون على كامل دعمنا للعثور على طريقكم في السوق، وتأسيس شراكات طويلة الأمد تساهم في رفاهية البلدين".
كما أشار إلى أن الهدف في المرحلة المقبلة هو رفع حجم التبادل التجاري الثنائي إلى 15 مليار دولار (يبلغ حاليا حوالي 9 مليارات دولار).
يُشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زار العاصمة المصرية القاهرة في فبراير/ شباط من العام الماضي، بينما أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارة رسمية إلى أنقرة في سبتمبر/ أيلول من العام ذاته.
وفي مايو/أيار الماضي، اتخذت تركيا ومصر خطوة مهمة لتعزيز التعاون في قطاع الطاقة، حيث تم توقيع اتفاق بين شركة "بوتاش" التركية لنقل النفط عبر الأنابيب والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، ينص على تقديم وحدة عائمة لتخزين وتغويز الغاز الطبيعي المسال تتبع شركة بوتاش التركية، خدماتها في مصر خلال صيف عام 2025، وهو ما سيساهم في تعزيز أمن إمدادات الغاز الطبيعي في البلاد.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.