كازاخستان.. إقبال على تركستان العاصمة الروحية للعالم التركي (تقرير)
مدينة تركستان تتحول إلى وجهة سياحية رائدة بفضل الاستثمارات التركية والموروث الثقافي والتاريخي العريق للمدينة

Istanbul
تركستان/ فرقان كنج أوغلو/ الأناضول
- مدينة تركستان تتحول إلى وجهة سياحية رائدة بفضل الاستثمارات التركية والموروث الثقافي والتاريخي العريق للمدينة- نائب الوالي، ذو الفقار جلداسوف: تركستان لها إمكانات سياحية واعدة ومنطقة وسط آسيا ليست غريبة على الأتراك
- مدير السياحة بالولاية، نوردولت ماديووف: عدد السياح الذين زاروا تركستان عام 2024 بلغ نحو 600 ألف شخص
- سوينج أيدوغان، مديرة شركة تركية للسياحة والسفر: تركستان جوهرة من جواهر طريق الحرير التاريخي ويمكن أن تتحول إلى وجهة سياحية رائدة
تحظى مدينة تركستان جنوب كازاخستان، التي تُعد واحدة من أبرز الحواضر الثقافية والروحية للعالم التركي، باهتمام متزايد من الزوار، لتتحول تدريجيًا إلى واحدة من أبرز وجهات السياحة في آسيا الوسطى.
وأسهمت الاستثمارات التي نفذتها شركات مقاولات تركية مثل مطار تركستان الدولي، وترميم خانات تاريخية، والفنادق، في تحويل مركز المدينة إلى نقطة جذب بارزة في مجالات السياحة الدينية والثقافية وتذوق الأطباق الشعبية.
وبثرائها التاريخي والثقافي تحولت مدينة تركستان إلى نقطة جذب للسياح، خاصة بعد إعلانها "عاصمة روحية للعالم التركي" بقرار من زعماء الدول الأعضاء في منظمة الدول التركية، عام 2021.
وفي حديثه للأناضول، قال نائب والي تركستان، ذو الفقار جلداسوف، إن الشعبين التركي والكازاخستاني ينتميان إلى "أمة واحدة"، مشيرًا إلى استمرار التضامن والتعاون مع الدول التركية الشقيقة في شتى المجالات.
وأضاف جلداسوف أن تركستان تملك إمكانات سياحية عالية، لافتًا إلى أن الجمهورية التركية كانت من أوائل الدول التي اعترفت بكازاخستان بعد استقلالها عن الاتحاد السوفيتي.
وأشار إلى أن الخطوات الأولى لتأسيس جامعة مشتركة بين البلدين بدأت عام 1993.
وأوضح المسؤول الكازاخستاني أن منطقة وسط آسيا ليست غريبة على الأتراك في تركيا.
ومضى قائلا: "ندرك أن تركيا حققت تطورًا كبيرًا في مجال السياحة، وكثير من الكازاخستانيين زاروا تركيا ولو مرة واحدة في حياتهم".
وتابع: "كما نلاحظ تزايد اهتمام إخوتنا الأتراك بزيارة مدينتنا. نتمنى أن يتمكن كل من يعيش في تركيا من رؤية مدينة تركستان، مدينة المتصوف التركي الشهير خوجة أحمد يسوي".
- حضور بارز للشركات التركية
وأكد جلداسوف أنهم يشعرون بالرضا حيال اهتمام الشركات التركية بالاستثمار في المنطقة.
وأوضح أن الشركات التركية أنشأت مطار المدينة ورممت الخانات التاريخية الكبرى التي تمثل أصالة تاريخ المدينة.
"كما تحتضن مدينتنا جامعة تركية كازاخستانية دولية بمكانة رفيعة. لدينا رحلتان مباشرتان أسبوعيًا من مطارنا إلى إسطنبول"، أردف جلداسوف.
وتابع: "تركستان التاريخية، التي تمتد جذورها إلى ألفي عام، كانت موطنًا للعلماء. آلاف الطلبة الذين تتلمذوا على يد خوجة أحمد يسوي وصلوا إلى تركيا والسعودية ودول أوروبا، وأسهموا في نشر الدين الإسلامي وخدمة الحضارة الإنسانية".
وأعرب جلداسوف عن سعادته بالاهتمام المتزايد بقطاع السياحة في بلاده، مضيفًا: "قبل أشهر، أجرينا زيارة إلى جمعية وكالات السفر التركية في إسطنبول، وها نحن اليوم نستضيفهم في تركستان. نحن مستعدون لتقديم كل دعم ممكن لوكالات السفر التركية والعاملين والمستثمرين في مجال السياحة. نلحظ وجود اهتمام متزايد بقطاع السياحية في كازاخستان، ونحن من جهتنا، سنواصل تعزيز أواصر التضامن والتعاون المتبادل مع الأشقاء في تركيا".
- اهتمام دولي وتركي متزايد بالمنطقة
بدوره، لفت مدير السياحة في ولاية تركستان، نوردولت ماديووف، إلى أن المدينة تشهد اهتمامًا دوليًا ملحوظًا، موضحًا أن عدد السياح الذين زاروا تركستان عام 2024 بلغ نحو 600 ألف شخص.
وأشار ماديووف إلى أن اهتمام السياح الأتراك بالمدينة ينبع من بعدها الثقافي ومكانتها في الثقافة التركية المشتركة.
وأضاف: "نلاحظ أيضًا تدفقًا كبيرًا من دول الجوار. واعتبارًا من مايو/ أيار 2025، بدأت شركات الطيران تسيير رحلات جوية مباشرة من مدن أبوظبي والكويت وسمرقند إلى جانب إسطنبول. أعتقد أن عدد الوجهات الدولية سيتزايد شهريًا".
وأضاف أن عدد الفنادق في تركستان ارتفع من 22 فندقًا عام 2019 إلى 68 فندقًا خلال خمس سنوات، مشيرًا إلى أن الخانات التاريخية التي رممتها الشركات التركية وجرى تحويلها إلى فنادق، تحظى بإقبال كبير بفضل العروض والأجواء التقليدية التي توفرها.
- رواد القطاع السياحي يشيدون بتطور تركستان
من جهتها، أعربت سوينج أيدوغان، المديرة العامة لشركة "غزيجي ياك ترافيل" للسياحة والسفر (GeziciYAK Travel)، عن سعادتها بزيارتها الثانية لتركستان بعد 15 عامًا.
وأضافت قائلة لمراسل الأناضول: "يسعدني كثيرًا رؤية التقدم الكبير الذي حققته المنطقة في هذه الفترة. لقد أصبح سكان تركستان أنفسهم جزءًا من هذا التطور".
وأكدت أيدوغان أن المدينة لا تقتصر على رمزيتها ومكانتها التاريخية فقط كإحدى الحواضر التاريخية للأتراك، بل إن احتضانها على مر العصور شخصيات عظيمة مثل خوجة أحمد يسوي، والفارابي، وتيمور لنك، ممن تركوا بصماتهم في مجالات الدولة والسياسة والدين والفلسفة والعلم والأدب، عزز مكانتها الثقافية والروحية لدى سائر أبناء الأمة التركية.
وأضافت: "تركستان، التي تُعد جوهرة من جواهر طريق الحرير التاريخي الممتد من الصين إلى أوروبا، تملك ثراءً كبيرًا في الموروث والتاريخ والطبيعة والأطباق التقليدية، ويمكن أن تتحول إلى وجهة سياحية رائدة بفضل هذه المقومات".
أما بهاء الدين آبي، المدير العام لشركة "ليساف ترافيل" للسياحة والسفر (Lisav Travel)، فأشاد بحفاوة الاستقبال الذي حظي به الزوار القادمون من تركيا.
وأشار إلى أن البرامج التي تنظمها جمعية وكالات السفر التركية إلى تركستان أتاحت للمستثمرين والمبادرين السياحيين فرصة التعرف عن كثب على الثراء التاريخي والثقافي للمدينة والمنطقة عمومًا.
وختم آبي تصريحه بالتأكيد على أن تركستان تُعد وجهة سياحية لا بد من زيارتها واستكشافها.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.