السياسة, دولي, الدول العربية, التقارير

قُبيل الانتخابات الإسرائيلية.. كيف تُدار المعارك في غزة؟

تشتد وتيرة معركة "عض الأصابع"، التي تُدار بين قطاع غزة وإسرائيل "بحسابات دقيقة"، قبيل بدء الانتخابات الإسرائيلية والمقررة، الثلاثاء 17 سبتمبر/ أيلول الجاري.

16.09.2019 - محدث : 16.09.2019
قُبيل الانتخابات الإسرائيلية.. كيف تُدار المعارك في غزة؟

Gazze

غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول-
محللون سياسيون لوكالة "الأناضول":

-قواعد الاشتباك الحالية بين غزة وإسرائيل قائمة على قاعدة المصلحة، وقدرة أي طرف بالضغط على الآخر لتحقيق أهدافه.
-الطرفان غير معنيين بالتدحرج نحو الحرب؛ إلا في حالة وصل نتنياهو إلى حدّ اليأس من نجاحه بالانتخابات.
-التصعيد الحاصل محدود، وبحسابات مدروسة ومنضبطة.
-نتنياهو يتجنب التصعيد من أجل عدم إعطاء فرصة لفشله في الانتخابات.
-غزة تسعى من وراء إطلاق الصواريخ، الضغط على الجانب الإسرائيلي، لإلزامه بتفاهمات التهدئة.
-مشهد هروب نتنياهو، يعتبر إهانة للدولة على المستوى الوطني

تشتد وتيرة معركة "عض الأصابع"، التي تُدار بين قطاع غزة وإسرائيل "بحسابات دقيقة"، قبيل بدء الانتخابات الإسرائيلية والمقررة، الثلاثاء 17 سبتمبر/ أيلول الجاري.

ففي أبرز أحداث هذه المعركة، صرح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الجمعة الماضي (13 سبتمبر/أيلول)، أن بلاده قد تشن حربا على قطاع غزة "في أي لحظة".

وأضاف نتنياهو في تصريحه، لعدة وسائل إعلام إسرائيلية، بأنه "لا مفر من تنفيذ عملية عسكرية ضد قطاع غزة".

وسبق هذا التصريح، حدث، أثار جدلا واسعا في إسرائيل، يوم الثلاثاء الماضي (10 سبتمبر/أيلول)، حيث أنهى نتنياهو كلمة انتخابية كان يلقيها لأنصاره جنوبي إسرائيل؛ إثر إطلاق صواريخ من القطاع.

وعبر البث المباشر، تم التقاط لحظة هروب نتنياهو من "المنصة"، وخروجه إلى ملجأ آمن، محاطا بحراسة شديد، فيما لاقى مقطع الفيديو هذا انتشارا واسعا.

هذه الصورة التي تلاحق نتنياهو في حملته الانتخابية، وصفها مراقبون سياسيون وإعلاميون بـ"الإهانة الشديدة والمُذلة".

ولم يُعلن أي فصيل في قطاع غزة، مسؤوليته عن إطلاق هذه الصواريخ.

بدوره، ردّ الجيش الإسرائيلي على هذه الإهانة، من خلال استهداف عدة مواقع في قطاع غزة، قال إنها تابعة لحركة حماس.

هذه الحادثة لم تكن الأولى، لكنها كانت الأبرز، حيث شهد قطاع غزة منذ بداية الأسبوع الجاري، عدة حالات لإطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، والتي ردّ عليها الجيش بشكل محدود، من خلال قصف عدة أهداف.

**قراءة في مشهد "الهروب"

الصحفي المختص بالشأن الإسرائيلي، خلدون البرغوثي، يقول إن صورة الهروب التي تلاحق نتنياهو، هي صورة مهينة له ولإسرائيل، استغلها المعارضون، لانتهازه والمزاودة عليه في الانتخابات.

ويضيف البرغوثي، في حديثه لـ"الأناضول"، إن الإعلام الإسرائيلي يصف هذا المشهد بـ"ألف صاروخ"؛ وليس بألف كلمة كما يُقال في الإعلام عن توصيف الصورة.

ويوضح أن هذا المشهد استغله المعارضون لنتنياهو، حيث وصف وزير التعليم السابق نفتالي بينيت، هروبه من المنصة، بالإهانة الموجّهة لإسرائيل، أي إهانة على المستوى الوطني.

ورغم الإهانة التي يحملها مشهد هروب نتنياهو، إلا أن البرغوثي يعتقد أن إجراء الهروب إلى الملاجئ، في حال إطلاق الصواريخ، هو إجراء روتيني في إسرائيل، من أجل إبعاد المسؤول عن دائرة الخطر.

**قواعد الاشتباك

ويضيف البرغوثي:" المعايير التي تحكم المعركة بين غزة وإسرائيل، في الفترة الحالية، قائمة على أساس المصلحة، وقدرة أي طرف بالضغط على الآخر لتحقيق أهدافه".

ويعتقد أن الفصائل الفلسطينية "فهمت اللعبة العسكرية والسياسية، وأدركت نقطة ضعف نتنياهو في رغبته بتجنّب أي حرب، بأي شكل كانت، خلال العام والنصف الماضي".

وتابع:" منذ تلك الفترة، وشبح الانتخابات يحوم حول رأسه، وعندما اتضحت الأمور أنه ستوجه له لائحة اتهام، والذهاب لانتخابات مبكّرة، بات يتجنب الدخول بأي مواجهة من شأنها أن تؤثر سلبا على الانتخابات، لأنه الفشل في تحقيق أهداف أي حرب يعني فشله بالانتخابات".

وأوضح أن رد الجيش الإسرائيلي في غزة، حال إطلاق صواريخ من القطاع، يكون محدودا.

لذا، فإن حسابات الطرفين ( أي غزة وإسرائيل)، ضمن هذه المعركة محسوبة، فالاثنين لا يرغبان الدخول في مواجهة مفتوحة بالوقت الحالي.

وفيما يتعلق بالرد الإسرائيلي، فإنه يُحصر بشكل عام بين "استهداف مناطق فارغة، وأراض زراعية، وتجنب وقوع مجازر، وتجنب دخول اشتباك مباشر"، على حدّ قوله.

** رسائل متبادل

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، وديع أبو نصار، قال إن حالة التصعيد العسكري بغزة، ناجمة عن رغبة كل طرف من الأطراف، سواء فصائل المقاومة أو إسرائيل بإيصال رسالة للطرف الآخر.

وتابع نصار في حديثه لـ"الأناضول":" هذه قاعدة قائمة على المصالح، فمرة تختلف وفي المرة الأخرى تتلاقى".

وبيّن أن رسالة الفصائل تركز على رغبتها في تخفيف الحصار قدر المستطاع عن قطاع غزة.

لكن الطرف الإسرائيلي بدوره، يرسل رسائل، تحمل دلالة بعدم رغبته بالانجرار للحرب أو العدوان الواسع.

ويعتقد أبو نصار أن الطرف الإسرائيلي الرسمي يبدي استعدادا لتخفيف الحصار، لكن ليس بالطريقة التي تحرجه انتخابياً أمام الأحزاب المنافسة.

واستكمل قائلا:" لكن أنا لا أرى أن الأمور ستتحسن في الفترة القادمة، لأن الأطراف بغزة ليس لديها قدرة إجبار إسرائيل على تغيير الوضع، كما أن الأخيرة غير معنية بتغيير الوضع بشكل جذري، كي لا تظهر وكأنها طرف ضعيف أمام الفلسطينيين".

**التدحرج لعدوان واسع

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، يقول إن هذا الاشتباك الحاصل بين الطرفين "منضبط" ويقع ضمن حسابات معينة، من غير المتوقع أن يتدحرج إلى عدوان واسع.

لكن الحسابات الإسرائيلية قد تتغير، وتتجه الأخيرة لشن عدوان على غزة، في حال وصل نتنياهو إلى حدّ اليأس من إمكانية نجاحه في الانتخابات، كما قال عوكل لـ"الأناضول".

ويريد نتنياهو من أي مواجهة محتملة بغزة، وفق عوكل، خلط الأوراق وتأجيل الانتخابات؛ في حال كانت خسارته وشيكة.

واستكمل قائلاً:" أما حاليا، يريد أن يستثمر الوضع بغزة من أجل تحسين وضعه الانتخابي".

ويعتبر عوكل أن ما ترتكبه إسرائيل بحق قطاع غزة، في الفترة الأخيرة، يأتي ضمن السياق العام للسياسة الإسرائيلية التي يتبعها نتنياهو، سواء في العراق أو سوريا أو ضد حزب الله، في محاول منه لتحسين وضعه الانتخابي؛ وفي المقابل، فإن تصعيد الفصائل الفلسطينية، يأتي ردا على التنصل الإسرائيلي من تفاهمات التهدئة، وعدم تطبيق بنودها.

وبيّن عوكل أن الصواريخ التي تطلق من غزة تأتي في محاولة لـ" الضغط على نتنياهو من أجل الزامه بالتفاهمات".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.