أنقرة / غوكسل يلدرم / الأناضول

نجحت شركة "رامسا" التركية للصناعات الدفاعية والطيران، في تطوير نظام ذكي جديد يحمل اسم "قورتاران 2"، لاستخراج الذخيرة العالقة في سبطانات المدافع الميدانية، بما يضمن استمرار القوة النارية وسلامة الطاقم في أثناء المهام القتالية والتدريبية.

الشركة التابعة لمجموعة تورالي للصناعات الدفاعية، تمكنت من خلال خبرات كوادرها المتخصصة في الصناعات العسكرية، من تطوير نظام "قورتاران" لاستخراج الذخيرة العالقة، الذي أصبح من المنتجات الرائدة في مجال سلاح المدفعية.

وتسعى الشركة، في الوقت نفسه، إلى تطوير وإنتاج أنظمة فرعية ومنتجات تقنية عالية محلية، لتلبية احتياجات القوات المسلحة وقوات الأمن.

واستجابة للاحتياجات الميدانية، جرى أولاً تطوير نظام "قورتاران 1" وإدخاله الخدمة، ثم تطوير نظام جديد أُطلق عليه "قورتاران 2"، استنادًا إلى الخبرات المكتسبة والمتطلبات التي ظهرت خلال المرحلة السابقة.

ويساهم "قورتاران 2" في تمكين وحدات الدعم الناري من تنفيذ مهامها القتالية والتدريبية ومهام الرماية الميدانية بشكل متواصل وآمن، دون الحاجة إلى طواقم إضافية قبل أو أثناء أو بعد المهمة، كما يوفّر النظام صيانة فعالة وسريعة للسلاح.

و"قورتاران 2" من المنتجات الدفاعية المجنزرة التي تتميز بالابتكار والتطور وخفة الوزن، فضلًا عن قابلية التحكم عن بعد، وإمكانية تأدية المهام في أقصر وقت بشكل آمن ودون تدخل بشري.

ويمكن استخدام "قورتاران 2" مع جميع أنواع وعيارات المدافع الميدانية التي تعتمد نظام الذخيرة المائلة، وهو نظام تخزين وتلقيم الذخيرة في الأسلحة النارية، إذ يتم من خلاله ترتيب الذخيرة بزاوية مائلة أو بشكل غير عمودي، ما يسمح بزيادة سعة المخزن أو تسهيل عملية التعبئة والتلقيم.

** حلول واحتياجات

يُعد الحفاظ على استمرارية سرعة الإطلاق وصيانة وحدات الدعم الناري التقليدية، من الاحتياجات المشتركة لجميع الجيوش.

فعند حدوث خلل في أسلحة وحدات المدفعية المكلّفة بتنفيذ أهداف خطط الدعم الناري من حيث الأهداف وسرعة واستمرارية الإطلاق، قد يطرأ عطل يعوقها عن تأدية دورها في توفير دعم ناري مستمر لإرباك العدو وشلّ حركته وتحقيق التفوق الناري.

هذا الخلل أو العطل، قد يتسبب بحدوث حالات استعصاء للذخيرة داخل سبطانة المدافع التي تعتمد على نظام الذخيرة المائلة، من عيارات 105 ملم، و155 ملم، و175 ملم، و203 ملم، الموجودة ضمن وحدات الدعم القتالي.

وتحدث حالات الاستعصاء تلك نتيجة عيوب في الذخيرة أو عبوات البارود، أو بسبب تراكم بقايا الغازات والبارود في السبطانة لعدم تنظيفها قبل أو أثناء أو بعد الإطلاق، أو نتيجة أعطال ميكانيكية في نظام الإشعال.

ومهما كان سبب الاستعصاء، فإن إعادة تشغيل المدفع الميداني في أقصر وقت يُعد أمرًا ضروريًا لتحقيق التفوق الناري، خاصة أن بقاء قذيفة غير منفجرة داخل السبطانة يوقف عملية الإطلاق، وقد يشكّل خطرا على سلامة الطاقم عند التعامل مع الحالة بطريقة خاطئة تؤدي لانفجار القذيفة.

** تعزيز قدرة القوات في المعركة

كما يترتب على بقاء السلاح معطّلًا تعطل الطاقم أيضًا، وضرورة التخلص من الذخيرة، ما يؤدي إلى متطلبات إضافية من حيث التخطيط والدعم اللوجستي.

وهنا، يأتي دور "قورتاران 2" الذي يتيح عبر التحكم عن بُعد، التدخل السريع في حالات الاستعصاء في ظل العمليات القتالية، أو التمارين، أو المناورات العسكرية، ويعيد تشغيل منظومة السلاح بسرعة وكفاءة. وبذلك، يتمّ تفادي خطر تعطّل السلاح في الميدان أو وقوعه في أيدي العدو عند العجز عن إزالة الاستعصاء.

ويمتاز "قورتاران 2" بمجنزراته التي تُمكّنه من التحرك بسهولة في التضاريس الوعرة، كما يُمكن تشغيله عن بعد دون الحاجة إلى توصيله بمصدر طاقة إضافي، وبطريقة متكاملة مع المدافع الميدانية لاستخراج الذخيرة العالقة بأمان وإزالة الاستعصاء عبر التحكم عن بُعد.

إضافة إلى ما سبق، يُجنّب "قورتاران 2" القوات العسكرية والفنية إجراء أي تدخل يدوي لإزالة الاستعصاء، الذي قد يؤدي إلى إتلاف سبطانة المدفع، لا سيما أن النظام يتيح للفرق الفنية متابعة العملية عن بعد من خلال كاميرا مثبّتة عليه.

وإضافة إلى مهمته في استخراج الذخيرة وإزالة الاستعصاء، يقوم النظام بصيانة وتنظيف السبطانة، ما يقلّل الحاجة إلى عدد أفراد الطاقم الفني المختص، ويجعل "قورتاران 2" أداة تعزز قدرة القوات على الصمود والبقاء في ساحة المعركة.

وتُشير المصادر المفتوحة إلى عدم امتلاك أي دولة أخرى لنظام مشابه في ترسانتها العسكرية.