الدول العربية, التقارير, قطر

قطر.. مهرجان الصقور والصيد يكرّس الهواية الخليجية الأبرز (تقرير)

الصيد بالصقور من الهوايات التراثية الخليجية المحببة لدى الأجيال الناشئة، وكبار السن على حدٍ سواء.

28.01.2022 - محدث : 28.01.2022
قطر.. مهرجان الصقور والصيد يكرّس الهواية الخليجية الأبرز (تقرير) قطر.. مهرجان الصقور والصيد يكرّس الهواية الخليجية الأبرز

Doha

الدوحة/ أحمد يوسف/ الأناضول

-يُعد الصيد بالصقور من الهوايات التراثية الخليجية المحببة لدى الأجيال الناشئة، الشباب، وكبار السن على حدٍ سواء
-كان الصقر ولا يزال الدافع الأكبر لانتشار هذه الهواية في قطر والخليج، باعتباره رمزا من رموز العزة والقوة والتحدي والمنافسة
-يُعتبر "مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد"، في دورته السابعة هذا العام في سيلين بمدينة مسيعيد، إحدى المنافسات الدولية المهمة
 

الصيد بالصقور من الهوايات التراثية الخليجية المحببة لدى الأجيال الناشئة، وكبار السن على حدٍ سواء.

الصقر، رمز من رموز العزة والقوة والتحدي والمنافسة، كان ولا يزال الدافع الأكبر لانتشار هذه الهواية في قطر والخليج، فيما تشكل المسابقات الدولية والخليجية حافزًا كبيرًا لارتفاع أسعار الصقور المشاركة، لا سيما الفائزة منها والتي تصل إلى 500 ألف ريال قطري (قرابة 137 ألفا و350 دولارا)، بحسب من رصدته "الأناضول".

ويُعد "مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد - مرمي"، الذي تُنظم دورته السابعة هذا العام في سيلين بمدينة مسيعيد، إحدى المنافسات الدولية التي يتنافس فيها أكثر من 1500 متسابق من دول مجلس التعاون الخليجي.

ويتميز المهرجان بالدعم اللامحدود، وقوة المنافسة، والحضور الجماهيري الكبير من مختلف الدول، لا سيما المشاركة الواسعة من جانب الصقارين في دول مجلس التعاون.

ويهدف المهرجان، الذي تقدر قيمة جوائزه بنحو مليون دولار أميركي ويحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة، إلى الحفاظ على التراث الخليجي، وتعريف الأجيال الجديدة بهذا التراث.

ويحظى المهرجان بمشاركة واسعة من الصقارين، تقترب من ألفي متسابق سنوياً في مختلف البطولات التي يتضمنها، وأهمها "هدد التحدي" و"الطلع" و"الدعو" لمختلف الفئات، حتى أنه خصص للصقارين الواعدين والصغار بطولتين للمنافسة والتعرف إلى هذا العالم عن قرب.

ويقام المهرجان تحت رعاية الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، وتنظمه جمعية القناص القطرية في الفترة بين 1 و29 يناير/ كانون الثاني الجاري.

يقول رئيس جمعية القناص القطرية ورئيس المهرجان علي بن خاتم المحشادي إن "الإعداد لهذه المحطة السنوية المهمة التي ينتظرها الصقارون ومحبو الصيد التقليدي بفارغ الصبر استغرق فترة طويلة نظرا إلى أهمية المهرجان في المجتمع ومكانته لدى عشاق الصقارة."

ويؤكد أن "مهرجان مرمي الدولي يُعد مجالا خصبا من أجل الحفاظ على تراث الآباء والأجداد."

وشهد الأربعاء نهائي السباق (السلوقي) وختام شوط النخبة (الدعو)، بمشاركة متسابقين قطريين وخليجيين.

ويقول المحشادي، في حديثه إلى "الأناضول"، إن "المنافسات قوية جدا، إذ فاز في المركز الأول بنهائي (السلوقي) فريق الشحانية، وحصل فريق قطري أيضًا على المركز الثاني، فيما نال فريق سعودي المركز الثالث."

ويقام شوط النخبة في الدعو بين المتأهلين الخمسة في فئات المحلي (فرخ حر، قرناس حر، وقرناش شاهين)، إضافة إلى المتأهلين الخمسة في شوطي الدولي لفئتي الحر (فرخ وقرناس وقرناس الشاهين).

ويشير المحشادي إلى أن مجموعتين ستتنافسان على نهائي سباق "هدد التحدي": الأولى مكونة من 34 طائرا، والثانية من 33 طائرا، لإجمالي 67 صقارا تأهلوا بجدارة، بحيث شهدت الأشواط منافسات نارية قوية جدًا، وحصل كلٌ منهم على 100 ألف ريال، فيما سيحصل الفائزون في النهائي على 100 ألف ريال أخرى وسيارات "ليكزس".

ويقول المحشادي إن ما يميز هذا المهرجان، مقارنة بالنسخ السابقة منه، أنها ستشهد "أشواط المزاين"، وهي مسابقة أجمل صقر، بحيث ستنظم السبت المقبل في ختام المهرجان.

وسيتم تتويج جميع الفائزين في بطولات المهرجان الميدانية، وهي بطولات هدد التحدي، الطلع، الصقار الصغير، الصقار الواعد، الدعو محلي بأشواطه المختلفة، بطولة الدعو الدولي، شوط النخبة (دعو)، ثم بطولة سباق السلوقي.

** نحو الجيل الناشئ

ولتعزيز هذا الموروث في نفوس الأجيال القطرية الناشئة، تعمل جمعية القناص القطرية على نشر هذه الثقافة كموروث شعبي لترويج هواية الصيد بالصقور، كهواية بشرية يحترمها الإنسان في كل مكان، عبر فعاليات كثيرة.

واهتمت جمعية القناص بإقامة معسكر "معزاب القناص الصغير"، وهو أحد الفعاليات السنوية الموجهة نحو فئة الجيل الناشئ لتعزز في نفوس الأبناء القيم الروحية والتربوية وتعمّق فيهم ثقافة الأصالة بالموروث الشعبي وتقديرها.

وإلى الاستثمار النافع في وقت الفراغ للأجيال الناشئة، تعمل الجمعية على توجيههم نحو احترام العادات والتقاليد العربية الأصيلة وإكسابهم مهارات في التعامل مع معطيات التراث الشعبي في ممارسة هواية المقناص، باستخدام الصقور وركوب الخيل والإبل والتعامل مع السلوقي (كلب الصيد) كرفيق دائم للقناص ضمن معسكر "معزاب القناص الصغير".

وبحسب موقعها الإلكتروني، تخصص جمعية القناص القطرية جائزة لأفضل "مقيض" وأفضل فكرة، وذلك تشجيعا منها للمحافظة على سلامة الصقر وصحّته وتوفير البيئة المناسبة أثناء مدة المقيض.

ويعرف "مقيض الطيور" على أنه المدة التي يقضيها الصقر لحين إنهاء تبديل ريشه القديم بريش جديد، إذ يحتاج الصقر في هذه الفترة إلى أن يكون أقرب ما يمكن إلى الحالة التي كان يعيشها عندما كان في بيئته البرية، وذلك من حيث المكان الذي يقضي فيه هذه المدة، وكذلك من حيث الغذاء الذي يتناوله في حجرة المقيض.

وتوارثت بلاد العرب وغيرها مهنة الصيد بالصقور وغيرها سعياً إلى الرزق منذ قديم الزمان، ولكن مع تطور الحياة البشرية أصبح هذا الموروث معرضاً للاندثار.

وسعت 11 دولة عربية وأجنبية إلى وضع الصقارة على قائمة "يونيسكو" للتراث الإنساني، بهدف تشجيع الدول على تبنّي استراتيجيات وخطط عمل واضحة ومُحكمة لصون هذا التراث، ومنح الصقارة المشروعية وفق مبدأ الصيد المستدام، الأمر الذي تحقق عام 2010.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın