الدول العربية, التقارير, فلسطين, قطاع غزة

رصاص إسرائيل يصطاد الجوعى في غزة (تقرير)

الجيش الإسرائيلي يطلق النار على فلسطينيين تجمهروا للحصول على مساعدات شمال غزة ما أدى لمقتل وإصابة فلسطينيين..

Mohamed Majed, Ramzi Mahmud  | 22.06.2025 - محدث : 22.06.2025
رصاص إسرائيل يصطاد الجوعى في غزة (تقرير)

Gazze

غزة/ الأناضول

في ظل المجاعة المتفاقمة التي تضرب قطاع غزة، يواجه الفلسطينيون خطر الموت يوميا أثناء محاولاتهم الحصول على مساعدات غذائية محدودة تدخل إلى القطاع المحاصر.

وتدفع الظروف الإنسانية الكارثية آلاف السكان إلى التجمهر في مناطق دخول المساعدات، وسط قصف مستمر وحصار خانق، ما يجعل من البحث عن الغذاء مغامرة محفوفة بالموت، وفق شهادات شهود عيان للأناضول.

في منطقة زكيم شمالي القطاع، احتشدت جموع كبيرة من الفلسطينيين على جانبي الطريق، على أمل الظفر بكيس دقيق أو علبة طعام تنقذهم وأطفالهم من شبح الهلاك.

لكن، وبحسب الشهادات، كثيرا ما تتحول هذه اللحظات إلى كابوس، إذ يفتح الجيش الإسرائيلي النار لتفريق التجمعات، ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

وفي وقت سابق الأحد، قتل 5 فلسطينيين وأصيب أكثر من 15 جراء إطلاق نار إسرائيلي استهدف منتظري المساعدات شمالي القطاع.

والسبت، أكد المفوض العام لوكالة الأونروا الأممية فيليب لازاريني، أن مليوني فلسطيني بقطاع غزة يتعرضون للتجويع، متهما إسرائيل باستخدام الطعام "سلاحا لتجريدهم من إنسانيتهم"، معتبرا أن آلية المساعدات الجديدة تحولت إلى "فخ للموت".

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها خلال اجتماع الدورة الـ51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد في مدينة إسطنبول.

وانتقد لازاريني "آلية المساعدات" التي أُنشئت مؤخرا في غزة بدعم أمريكي وإسرائيلي، معتبرا أنها "عمل بغيض يهين الفلسطينيين، وتحولت إلى فخ للموت"، في إشارة إلى سقوط قتلى خلال محاولتهم الوصول إلى المساعدات.

وفي وقت سابق السبت، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، أن إسرائيل قتلت 450 فلسطينيا وأصابت 3466 آخرين، فيما لا يزال 39 في عداد المفقودين، منذ 27 مايو/ أيار الماضي، خلال محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء المعروفة بـ"الآلية الأمريكية ـ الإسرائيلية".

وتقول "أم يحيى"، وهي أم لخمسة أطفال أحدهم من ذوي الإعاقة، للأناضول، أن الجوع دفعها للخروج للبحث عن أي شيء يسد رمق أطفالها.

وأوضحت أن المكان خطر جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي الرصاص.

ولفتت إلى أنها لا تملك طعام وأقصى أحلامها الدقيق.

أحد الشبان الذين تمكنوا من التقاط بعض العبوات الغذائية قبل تفرق الحشد، قال: "لو كنت أملك ثمن كيلو طحين ما جئت إلى هذا المكان الخطير".

وأضاف للأناضول "نحن نموت جوعا".

وخلال الأسابيع الماضية، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن الجيش الإسرائيلي يدخل "مساعدات محدودة" إلى القطاع، لكنها تعرضت للاستهداف المباشر أو لعمليات سطو نفذتها عصابات مسلحة مدعومة ضمنيا من إسرائيل لإشاعة الفوضى.

وأضاف أن "دبابات الاحتلال وطائراته المسيرة تطلق النار على المدنيين المجوعين عند تجمعهم بحثا عن الغذاء، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى".

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو الماضي، تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي مدعومة إسرائيليا وأمريكيا ومرفوضة من الأمم المتحدة.

يأتي ذلك بينما تغلق إسرائيل منذ 2 مارس/ آذار بشكل محكم معابر قطاع غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود.

ولم تسمح إسرائيل إلا بدخول أعداد محدودة من شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، الخاضع لسيطرتها شرق مدينة رفح، في حين يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى نحو 500 شاحنة يوميا كحد أدنى.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 187 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.

وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.