الدول العربية, التقارير

"الكولورابي"... نبتة علاجية تنجح زراعتها لأول مرة في غزة (تقرير)

على مساحةٍ أرضية صغيرة لا تتجاوز الـ 150 متر، تقع في أقصى شرق محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزّة، أجرى المزارع توفيق قديح تجربةً نباتية ناجحة في زراعة شتلة "الكولورابي"، التي يصفها كثير من المختصين بأنّها "صيدلية متكاملة".

23.01.2020 - محدث : 23.01.2020
"الكولورابي"... نبتة علاجية تنجح زراعتها لأول مرة في غزة (تقرير)

Gazze

غزّة/ محمد أبو دون/ الأناضول

- الفلسطيني توفيق قديح نجح لأول مرة في زراعة نبتة "الكولورابي" العلاجية في قطاع غزة
- لاقت ثمار النبتة إقبالا كبيرا لدى المهتمين نظرا لفوائدها العلاجية
- لا يستخدم في زراعة النبتة أي من المبيدات الزراعية أو المواد الكيميائية وتعتمد على الزراعة الآمنة
- تعمل النبتة التي تنتشر زراعتها في الهند، على الوقاية من مرض سرطان الثدي والمعدة والقولون وكذلك علاج قرحة المعدة
- فرحة نجاح زراعة هذه النبتة الجديدة ينغصها الاعتداءات الإسرائيلية التي تتعرض لها أرض المزارع قديح

على مساحةٍ أرضية صغيرة لا تتجاوز الـ 150 متر، تقع في أقصى شرق محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزّة، أجرى المزارع توفيق قديح تجربةً نباتية ناجحة في زراعة شتلة "الكولورابي"، التي يصفها كثير من المختصين بأنّها "صيدلية متكاملة".

وشرع قديح البالغ من العمر (53 عاماً) في تلك التجربة قبل نحو شهرين، وبدأت بشائر نجاحها تظهر قبل أسبوعين، مع اكتمال نمو بعض الثمر ذو اللون الأبيض والعروق الخضراء الطويلة.

ويقول المزارع في حديثٍ لمراسل وكالة الأناضول: "النبتة غريبة عن أهل غزّة، وهذه هي المرّة الأولى، التي ستستضيفها موائدهم، وبشكلٍ مبدئي هي وجدت قبولاً لدى كلّ من شاهدها".

ويضيف أنّ معظم زراعته في أرضه ترتكز على أنواع النباتات النادرة، والتي يستخدمها المواطنين للتداوي من الأمراض، وللحفاظ على انتظام عمل أجهزة أجسادهم المناعية والعادية.

** التجربة الأولى

وتعمل النبتة على تنشيط البنكرياس وغيره من أعضاء الجسم، كونها تحتوي على عدد من المغذيات الطبيعية، ولا يستخدم في زراعتها أي نوع من المبيدات الحشرية أو النباتية، كما يبيّن قديح.

ويوضح أنّ كلّ حبّة من ثمار "الكولورابي"، ممكن أن يصل وزنها لحوالي نصف كيلو غرام، وتكفى في حال تناولها لشخصين أو ثلاثة أشخاص، ويشبه طعمها لحد كبير الفجل والبنجر.

ويشير إلى أن تقبل الناس لهذه الثمرة حفزه على وضع خطة عملية لزراعتها في مساحات كبيرة خلال الأعوام القادمة.

** الزراعة الآمنة

وتعتمد زراعة نبتة "الكولورابي" العلاجية على طريقة الزراعة الآمنة، والتي تعني إنبات الشتل في ظروفٍ طبيعية، دون تعريضه لأيّ مؤثرات أو صناعات بشرية.

وحصل المزارع قديح قبل فترة قصيرة على تدريبٍ نظمته كلية الزراعة والبيئة بجامعة الأزهر في غزة، استهدفت فيه عدد من المزارعين في المناطق الحدودية، ودربّتهم على طرق وآليات الزراعة الآمنة.

ويسرد الخمسيني أنّ تلك التدريبات أعطته قدرات رائعة في كيفية التعامل مع النباتات وأوقات تقديم المغذيات لها، وريها بالمياه، كما أنّها ساهمت في رفع وعيه تجاه أنواع نباتات جديدة.

وحصل الرجل على بذور النبتة من داخل إسرائيل، حيث طلب من أحد الأشخاص القادمين للقطاع، حمل البذور معه، وتعامل معها فور وصولها، إذ حفظها في ظروفٍ مناسبة، وزرعها مع قدوم فصل الشتاء.

وتشبه النبتة في شكلها إلى حدٍ كبير، نبات الفجل والبنجر، وهي من بين الأصناف الزراعية الشتوية التي يُقبل أهالي قطاع غزّة عليها بشكلٍ كبير، لأجل تحصيل الفوائد الغذائية والعلاجية.

** فوائد النبتة

وبحسب تقارير صحية فإن نبات "الكولورابي" يعتبر من أكثر منظفات القناة الهضمية وذلك لاحتوائه على الألياف الأمر الذي يساعد على طرد الفضلات المتبقية في المعدة والأمعاء.

وتعمل النبتة على الوقاية من مرض سرطان الثدي والمعدة والقولون وذلك لأنّها تضم خمسة إنزيمات هاضمة، ويصفها الأطباء كذلك لمرض قرحة المعدة والأمعاء.

ويحتوي "الكولورابي" كذلك على الفيتامينات، السبب الذي يجعله علاجاً مهماً للبشرة وحب الشباب والجروح والقروح وغيرها من الأمراض الخاصّة بالجلد.

و"الكولورابي" يزرع في معظم دول العالم، لكنّ أشهر من يزرعه هم الهنود ودول القارة الأسيوية بشكلٍ عام.

** اعتداءات إسرائيلية

فرحة نجاح زراعة هذه النبتة الجديدة ينغصها الاعتداءات الإسرائيلية التي تتعرض لها أرض المزارع قديح وبقية الأراضي الفلسطينية المحاذية للحدود الشرقية والشمالية للقطاع مع إسرائيل.

وتعرضت أرض المزارع قديح، خلال السنوات الماضية، لأكثر من اعتداءٍ إسرائيلي وتجريف، الأمر الذي كبّده خسائر كثيرة وأدى لضعف إنتاجيته في كثير من المواسم.

ويوضح أنّ ذلك لم يؤثر أبداً على طاقته وعمله في الأرض التي توارثها عن أبائه وأجداده وحبّه للزراعة، الذي تحّول مع الوقت لشغفٍ كبير، لا يظن أنّه ممكن يخبو مع الوقت، بحسب قوله.

ويروي: "أبدأ عملي في الأرض، يومياً مع بزوغ الفجر، وأنهيه بعد مغيب الشمس، وأبقى هناك كل تلك الساعات، لأنّي بدون مبالغة لا أجد في أي مكان آخر، الراحة التي أجدها في الأرض".

ويرافق الخمسيني في عمله أبناءه وبعض العمال، لكنّه يصرّ هو دائماً على مراقبةِ كلّ حركة تدور في الأرض بنفسه.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.