السياسة, الدول العربية, التقارير

"الدستورية السورية".. تفاؤل حذر في أوساط المعارضة (تقرير)

شهدت الجولة السادسة لأعمال اللجنة الدستورية السورية التي انطلقت في جنيف الإثنين على أن تختتم الجمعة، لقاءات هي الأولى من نوعها، بجلوس الرئيسين المشاركين عن النظام والمعارضة وجها لوجه للمرة الأولى.

21.10.2021 - محدث : 21.10.2021
"الدستورية السورية".. تفاؤل حذر في أوساط المعارضة (تقرير)

Geneve

جنيف/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول

عضوان في الهيئة المصغرة باللجنة الدستورية السورية للأناضول:
- طارق الكردي: النظام السوري جاء بشكل مختلف عما اعتدنا عليه في الجولات الخمس الماضية.. وننتظر النتائج وليس فقط الأقوال
- محمد أحمد: النظام السوري بدأ للمرة الأولى بالحديث عن المبادئ الأساسية للدستور.. سنرى إن كان النظام سيتهرب أو أنه سيقول توافقنا

شهدت الجولة السادسة لأعمال اللجنة الدستورية السورية التي انطلقت في جنيف الإثنين على أن تختتم الجمعة، لقاءات هي الأولى من نوعها، بجلوس الرئيسين المشاركين عن النظام والمعارضة وجها لوجه للمرة الأولى.

وتحركت المياه الراكدة قليلا بعد أن قبِل وفد النظام الجلوس إلى طاولة التفاوض مع الأطراف السورية من المعارضة وممثلي المجتمع المدني، ومع جلوس الرئيسين المشتركين وجها لوجه.

** خطوة إيجابية

وقبل انطلاق الجولة بيوم، عقد المبعوث الأممي غير بيدرسون، اجتماعات مع رئيسي الوفدين؛ عن النظام أحمد الكزبري، وعن المعارضة هادي البحرة، وأعلن الأحد، عن توافقهما على البدء بكتابة صياغات لمبادئ دستورية.

ونشرت الأمم المتحدة صورة الاجتماع، الذي جرى الأحد، بين الكزبري والبحرة، وظهرا فيه جالسين وجها لوجه، ويتناقشان في أمور إدارة الجولة السادسة، وهو ما جرى في الأيام التالية.

ورأت أطراف في المعارضة أن انخراط النظام في العملية الدستورية وتبادل النقاشات والأوراق خطوة إيجابية، ولكن لا يمكن التعويل عليها للوصول إلى تقدم إيجابي، بانتظار نتائج الجولة.

وينتظر أن يتم الإعلان عن نتائج الجولة، الجمعة، بعد اختتام أعمالها، والخروج بملخص لأربعة مبادئ قدمتها الأطراف المشاركة في اجتماعات اللجنة الدستورية، والمشتركات فيما بينها، وتحديد مواعيد الجولات المقبلة.

و حتى الآن قدم النظام مبدأ يتعلق بسيادة الدولة، وقدمت المعارضة مبدأ يتعلق بالجيش والقوات المسلحة والأمن والاستخبارات، وقدم ممثلو المجتمع المدني مبدأ سيادة القانون، والإرهاب والتطرف.

وتجتمع في الجولة السادسة لأعمال اللجنة الدستورية الهيئة المصغرة للجنة المكونة من 45 عضوا، موزعين بالتساوي بين النظام والمعارضة وممثلي المجتمع المدني.

وتأسست اللجنة الدستورية السورية في 2019 بعد جهود من الدول الضامنة لمسار أستانة؛ تركيا وروسيا وإيران، وتتكون من 150 عضوا يشكلون الهيئة الموسعة بالتساوي بين الأطراف السورية الثلاثة.

ولم تنجح خمس جولات عقدت منذ تأسيس الجولة حتى الآن من تحقيق أي تقدم، لتأتي الجولة السادسة التي شهدت انخراط النظام مع الأطراف الأخرى في العملية الدستورية.

** اللقاء المباشر الأول من نوعه

طارق الكردي، عضو الهيئة المصغرة للجنة الدستورية السورية، قال للأناضول، متحدثا عن جلوس رئيسي الوفدين بشكل مشترك "نعم هي المرة الأولى التي يجتمع فيها الرئيسين المشتركين وهذا الموضوع موجود في القواعد الإجرائية الناظمة لعمل اللجنة الدستورية والتي أعلنتها الأمم المتحدة مع إطلاق عمل اللجنة، ولكن لم يحصل هذا خلال الجولات الخمس الماضية".

وأضاف "الكردي"، أن الاجتماعات بين الرئيسين المشتركين تجري كل يوم؛ حيث جرت الأحد، تحضيرا لجلسة الإثنين، كما جرت الإثنين والثلاثاء، وجميعها بحضور بيدرسون، وهذا تطور إيجابي.

وشدد قائلا: "لا شك أن اللجنة بدأت بأعمالها وفقا لولايتها بصياغة دستور جديد لسوريا، ونأمل الانتهاء من هذه المناقشة حول الصيغ الدستورية قريبا، وتكون حقيقة اللجنة الدستورية هي مفتاح للعملية السياسية، والتطبيق الكامل للقرار 2254 بكل بنوده".

وختم بالقول: "نستطيع القول إن الطرف الآخر (النظام) يأتي بشكل مختلف عما اعتدنا عليه في الجولات الخمس الماضية، ولكن هذا لا يكفي حتى نقول أن الأمور إيجابية، أو أننا متفائلون، نستطيع القول أننا متفائلون بحذر، لأننا ننتظر النتائج وليس فقط الأقوال".

** النظام يتحدث للمرة الأولى عن الدستور

من ناحيته، قال محمد أحمد، عضو الهيئة المصغرة في اللجنة الدستورية السورية للأناضول، "وصلنا السبت إلى جنيف، والأحد عقد الرئيسان المشاركان لقاء مشتركا قبل المؤتمر الصحفي للمبعوث الأممي بيدرسون، واستمر الاجتماع بعد المؤتمر الصحفي وكانت اللقاءات إيجابية".

وتابع: "لا يمكن اعتبار اللقاء أنه ليونة من قبل النظام، بل ضغوطا مورست عليه، لأن النظام لم يقترب بشكل إيجابي أبدا لموضوع اللجنة الدستورية، ويمكن أن يكون ذلك نتيجة الضغوط الدولية عليه، وقد يكون هناك تأثير روسي أو تركي".

وأشار أحمد، أن "الاجتماع السابق لنا كان في شباط/فبراير الماضي، والنظام تهرب أيضا، ولم يدخل في موضوع الدستور والمبادئ الأساسية".

واستطرد "يبدو أن المبعوث الأممي بيدرسون، كان غير مرتاح من ذلك، وأفاد أن الاجتماع كان سيئا، وقلنا في المعارضة أنه إذا لم يتم البدء بكتابة الدستور والمبادئ الأساسية فإنه لا يمكننا أن نعود إلى طاولة التفاوض".

وأكمل: "بعدها كانت هناك مفاوضات في موسكو ودمشق، التي لم تستقبل المبعوث الأممي طيلة 4 أشهر، لتقابله بعدها، وعقب ذلك كان هناك حراك دبلوماسي أمريكي روسي تركي، قاد إلى عودة المفاوضات مجددا".

وفيما يتعلق بالجديد في هذه الجولة، أفاد أحمد، "هذه الجولة يمكن القول إنها مختلفة لأن النظام بدأ بالحديث عن المبادئ الأساسية للدستور للمرة الأولى، كما بدأت مرحلة الصياغة، والنقاشات".

وتابع: "يمكن القول بالفعل بدأنا في مفاوضات الدستور للمرة الأولى، فاللجنة الدستورية للمرة الأولى تقوم بمهامها".

وكشف عضو اللجنة الدستورية، أن "هناك نقطة أو نقطتان للتوافق بيننا وبين النظام، ولكن نحن الآن نعمل على 4 مبادئ أساسية، قدم النظام أولاها وتتعلق بسيادة الدولة، ونحن قدمنا مبدأ الجيش والقوات المسلحة والاستخبارات، وقدمت منظمات المجتمع المدني مبدأ سيادة القانون والإرهاب".

وأوضح: "الجمعة الأخير سيتم نقاش المبادئ في اللجنة مرة أخرى، وكتابة النقاط المشتركة، والنية الأساسية للنظام يمكن القول أنها ستكون واضحة".

وبيّن أحمد، أن "هناك نقاط مشتركة وقدموا مبادئ ونحن كذلك، قدمنا ملاحظاتنا وهم كذلك، والجمعة سنجتمع مع بعض، وكذلك الرئيسين المشاركين، وبناء عليه سيتم اختيار النقاط المشتركة".

وختم بالقول: "سنرى إن كان النظام سيتهرب أو أنه سيقول توافقنا على النقاط التالية، بختام الجولة سيتحدد الموعد الذي قد تستغرقه كتابة الدستور ومواعيد الجولات اللاحقة".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın