الدول العربية, التقارير, بروفايلات

الحوثي عبد الله الحكيم.. "السجين الفار" و"الرجل الثاني" (بروفايل)

أدرجته واشنطن على قائمة "الإرهابيين الدوليين"، برفقة زعيم الجماعة اليمنية، عبد الملك الحوثي، وشقيقه عبد الخالق..

20.01.2021 - محدث : 21.01.2021
الحوثي عبد الله الحكيم.. "السجين الفار" و"الرجل الثاني" (بروفايل)

Yemen

عزيز الأحمدي/الأناضول

دخل قرار الولايات المتحدة تصنيف جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن "منظمة إرهابية"، حيز التنفيذ الثلاثاء، بعد نحو أسبوع على إعلانه من وزارة الخارجية، وعدم اعتراض الكونغرس عليه.

وبجانب إدراج الجماعة في قائمة الإرهاب، وضعت واشنطن ثلاثة من قادتها على قائمة "الإرهابيين الدوليين"، تمهيدا لفرض عقوبات عليهم.

وكان ملفتا في تلك القائمة حضور اسم عبد الله الحكيم، رئيس هيئة استخبارات الحوثيين، بجانب زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، وشقيقه عبد الخالق.

فمن هو عبد الله الحكيم؟ ولماذا يعتبره البعض الرجل الثاني في جماعة الحوثي؟ ولماذا أدرجته واشنطن بـ"قائمة الإرهابيين"؟

** الميلاد والنشأة

ولد عبد الله الحكيم، وكنيته "أبو علي الحاكم"، في مديرية ضحيان، مسقط رأس زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في محافظة صعدة (شمال)، منتصف ثمانينيات القرن الماضي.

تلقى "الحكيم" دراسته الابتدائية والثانوية في ضحيان، ونال شهادة الثانوية من المعهد العلمي بالمنطقة.

في 2004، مع اندلاع شرارة المواجهات بين الحوثيين وقوات الرئيس اليمني آنذاك، علي عبد الله صالح، انخرط "الحكيم" في القتال، بجانب زعيم الجماعة حينها، حسين الحوثي، شقيق زعيمها الحالي.

لكن قوات صالح تمكنت، خلال شهرين، من حسم المعركة، وقتل حسين الحوثي، وأسر معظم المقاتلين معه، وبينهم "الحكيم".

أُودع "الحكيم" في سجن البحث الجنائي بالعاصمة صنعاء (شمال)، لكنه، ووفق مصادر صحفية، تمكن بعد أشهر من الفرار من السجن، متنكرا بزي امرأة، عقب زيارة عائلية له.

** تشريد السلفيين

بدأ صيت "الحكيم" يذيع في أرجاء اليمن، عندما قاد حملة عسكرية حوثية لطرد جماعة دعوية تنتمي إلى التيار السلفي، المدعوم سعوديا، من منطقة دماج بصعدة، في أكتوبر/ تشرين الأول 2013.

فرض المسلحون الحوثيون، بقيادة "الحكيم"، حصارا خانقا على دماج، وخاضوا قتالا ضاريا ضد طلبة "دار الحديث" السلفي، استمر 3 أشهر، ما أسقط مئات القتلى والجرحى من الطرفين.

وفي 15 يناير/ كانون الثاني 2014، غادر أكثر من 12 ألف طالب من جماعة السلفيين دماج، إثر اتفاق بين الطرفين، برعاية الحكومة، أنهى ثلاثة عقود من التواجد السلفي في صعدة.

** إسقاط عمران

مطلع يوليو/ تموز 2014، قاد "الحكيم"، وبجانبه عسكريين آخرين من الجماعة، هجوما واسعا على مدينة عمران (50 كم شمال صنعاء).

وفي الثامن من الشهر نفسه، سيطر الحوثيون على المدينة، ومقر قيادة "اللواء 10" مدرع"، وسط اتهامات من مكونات سياسية وشعبية لوزارة الدفاع بالتخلي عن "اللواء"، وعدم مساندته.

وفي 26 يوليو، ظهر وزير الدفاع اليمني حينها، محمد ناصر أحمد، بجانب "الحكيم"، في منطقة همدان (20 كم شمال غرب صنعاء)، في محاولة منه لإنهاء التوتر، إثر اقتحام الحوثيين للمنطقة، ما تسبب بموجة انتقادات حادة للوزير بلغت اتهامه بـ"الخيانة".

خلال تلك المعارك، انتشرت شائعات عديدة عن مقتل "الحكيم"، غير أنه كان يظهر مع كل "انتصار" تحققه الجماعة، ما أكسب شخصيته "هالة أسطورية" في الأوساط الشعبية.

** اجتياح صنعاء

ظهر "الحكيم" كقائد ميداني لقوات الحوثي في معارك اجتياح مدن يمنية، بينها صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014.

ومنذ ذلك التاريخ يخوض الحوثيون، المدعومين من إيران، حربا ضد القوات الموالية للحكومة، المسنودة بتحالف عسكري عربي، تقوده الجارة السعودية، منذ مارس/ آذار 2015.

وفي 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات على كل من عبد الله الحكيم، عبد الخالق الحوثي، وعلي عبد الله صالح، شملت تجميد الأرصدة والمنع من السفر، بتهم "الضلوع في أعمال تهدد السلام والأمن والاستقرار في اليمن".

وفي 20 أغسطس/ آب 2017، عين المجلس السياسي الأعلى، برئاسة القيادي الحوثي صالح الصماد، عبد الله الحكيم رئيسا لهيئة الاستخبارات بوزارة الدفاع في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، بالرغم من معارضة حليفهم، الرئيس السابق صالح، الذي كان يتقاسم معهم عملية التمثيل داخل المجلس.

** قتل صالح

مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2017، قاد "الحكيم" مواجهات شرسة ضد العناصر الموالية لصالح، في صنعاء، إثر انفراط تحالف بين الطرفين استمر 3 سنوات.

وفي 3 ديسمبر، قبل يوم من مقتل صالح، ظهر "الحكيم" وهو يخطب في عشرات من شيوخ القبائل وسط صنعاء، طالبا منهم التدخل لإقناع صالح بالبقاء في منزله ووقف القتال.

وقال مخاطبا الشيوخ: "أخبروه يقر في منزله (يلتزم منزله) وسنقوم بحمايته (..) أما أنه يستمر في القتال والتحريض تحرم عليه (الحياة محرمة عليه)".

وفي 5 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه، وضع التحالف العربي "الحكيم" في المرتبة الخامسة ضمن قائمة تضم "40 إرهابيا حوثيا"، ورصد 20 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال "الحكيم"، رئيس استخبارات الحوثيين.

لكن "الحكيم" استمر في لعب دور محوري، باعتباره الرجل الأكثر نفوذا في الجناح العسكري للحوثيين، ما استدعى أن تدرجه واشنطن على قائمة "الإرهابيين الدوليين"، ما يعني ملاحقته ومنعه من السفر وتجميد أي أرصدة مالية له إن وجدت.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.