الدول العربية, التقارير, رمضان

"الأقصى" يعانق عاشقيه.. فقط في رمضان (تقرير)

تمنع إسرائيل الفلسطينيين بالضفة الغربية من دخول القدس عدا شهر رمضان، وتشترط لمن هم دون سن الـ 40 عاما الحصول على تصاريح

19.05.2019 - محدث : 19.05.2019
"الأقصى" يعانق عاشقيه.. فقط في رمضان (تقرير)

Ramallah

رام الله / قيس أبو سمرة / الأناضول 

منذ ساعات الفجر الأولى، حزم إبراهيم ناجي (43 عاما) أمتعته، وتوجّه بلهفة لأداء صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأقصى المبارك.

وطوال أيام السنة، يمنع "ناجي" من الوصول لمدينة القدس، كونه يقطن مدينة جنين، بالضفة الغربية.

وتسمح إسرائيل، خلال شهر رمضان فقط، للرجال من سكان الضفة الغربية، بأداء صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى، إذا كانت أعمارهم أكبر من 40 عاما.

كما تسمح للأطفال دون سن الـ16 عاما، والنساء من كافة الأعمار بدخول المدينة للصلاة.

أما الذكور البالغين، ومن هو دون سن الـ 40، فلا يسمح لهم بالدخول، إلا بتصاريح خاصة، يصعب الحصول عليها.

وتقتصر التسهيلات الخاصة بالصلاة بالمسجد الأقصى، على أيام الجمعْ، والعشر الأواخر من شهر رمضان.

ويبلغ عدد سكان الضفة الغربية 3 ملايين نسمة، وفق جهاز الإحصاء الفلسطيني.

وتسعى إسرائيل منذ احتلالها لمدينة القدس، عام 1967 إلى فصلها عن الضفة الغربية، وتحويلها إلى عاصمة لها، في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.

ويقول "ناجي" لمراسل الأناضول، بينما كان يهمّ بقطع حاجز قلنديا العسكري الفاصل بين مدينتي رام الله والقدس: "رمضان فرصة لمرة واحدة في السنة، يسمح لنا بدخول المدينة دون الحاجة لتصاريح خاصة كون أعمارنا أكبر من 40 سنة".

وتابع: "إسرائيل تدّعي أنها تمنح الفلسطينيين تسهيلات لدخول المدينة، أي تسهيلات؟ هذا حق نمنع منه بقوة السلاح (..) من هم دون سن الـ 40 عاما من الرجال يمنعون من دخول المدينة وأداء الصلاة".

ويصطحب "ناجي" نجله أيمن، البالغ من العمر 11 عاما، لأداء الصلاة.

لكنه يضيف بألم وسخرية: "بعد خمس سنوات سيُمنع ابني هذا من دخول المدينة، عليه أن ينتظر حتى يصبح في سن الـ 40 عاما".

وتشهد الحواجز العسكرية الفاصل بين مدينة القدس ومدن الضفة الغربية، أيام الجمعْ من شهر رمضان حركة نشطة منذ ساعات الفجر.

ويقول سلامة مصطفى (45 عاما) من سكان مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، إنه يستغل شهر رمضان، لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى.

ويقول لوكالة الأناضول: "رمضان فرصة لا تتكرر، إسرائيل تمنعنا من دخول المدنية بقية أيام السنة".

وبيّن أنه "يعتكف" خلال الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان، في المسجد الأقصى.

وقال:" بالرغم من الإجراءات الإسرائيلية، وتهويدها للمدينة، فالمدينة عربية إسلامية، ولن نقبل التخلي عنها".

ويتمسك الفلسطينيون بحقهم في مدينة القدس، ويريدونها عاصمة لدولتهم المستقلة في حال قيامها، وهو ما ترفضه إسرائيل.

**منع أمني

ورغم القرار الإسرائيلي بالسماح لمن هم فوق الـ 40 عاما، بالدخول للقدس، بدون تصاريح، إلا أن الشرطة تمنع الكثيرين منهم من الوصول للمدينة، بدعوى "الرفض الأمني".

وتستخدم إسرائيل هذا المصطلح "الرفض الأمني" لمنع الفلسطينيين الذين ينشغلون بالسياسة، أو المنتمين للفصائل الفلسطينية، من دخول القدس.

وفي هذا السياق، يقول خالد شقيرات، البالغ من العمر (45 عاما) إن السلطات الإسرائيلية منعته من دخول مدينة القدس، بذريعة "الرفض الأمني".

وأضاف شقيرات لوكالة الأناضول: "أي تسهيلات التي يتحدثون عنها ؟ إسرائيل تكذب".

**تسلل .. للصلاة

ورغم الإجراءات الأمنية المشددة، إلا أن الكثير من الفلسطينيين، الممنوعين من دخول القدس، يجدون طرقا للتسلل للمدينة بغرض الصلاة في المسجد.

ويشير مراسل "الأناضول"، إلى أن شبانا تسلقوا جدار الفصل بالقرب من بلدة الرام شمالي القدس، عبر سلالم خشبية.

وقال أحدهم الذي فضل عدم ذكر اسمه خشية الملاحقة: "إسرائيل تمنعنا من دخول المدينة والصلاة لا لسبب سوى أننا دون سن الـ 40 عاما، لكننا نتمسك بحقنا في المدينة ونصل إليها بكل السبل".

وأضاف: "ليست هذه المرة الأولى التي نتسلق فيها الجدار، لكن الطريق محفوف بالمخاطر، قد نتعرض لملاحقة الشرطة الإسرائيلية، والاعتقال والاعتداء بالضرب".

والخميس الماضي، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إنها استلمت من قوات الاحتلال شابيْن جرى الاعتداء عليهما بالضرب داخل القدس بعد اقتيادهما لمركز عسكري.

وأضافت الجمعية: "تم نقل المصابيْن إلى مستشفى رام الله الحكومي"، واصفة إصابتهما بالمتوسطة، حيث تعرضا لرضوض كثيرة في أنحاء مختلفة من الجسم.

**منع سكان غزة

وتمنع إسرائيل الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة، البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، من أداء الصلاة بالمسجد الأقصى في شهر رمضان.

وتسمح السلطات الإسرائيلية لمئات فقط، من سكان غزة، ممن تزيد أعمارهم عن الـ50 عاما من زيارة القدس، شريطة حصولهم على تصاريح خاصة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.