الدول العربية, التقارير

"اعتقدوا أنني استُشهدت".. رصاصة إسرائيلية في رأس مصور الأناضول (قصة انسانية)

الجيش الإسرائيلي أصاب "علي جاد الله" خلال تغطيته لمسيرات "العودة" شرقي مدينة غزة 30 أغسطس/ آب الماضي جاد الله يعاني من آلام شديدة ودوار مستمر وانعدام للشهية وعدم القدرة على النوم بقدر كافٍ ويحتاج جراحة تجميلية

13.09.2019 - محدث : 14.09.2019
"اعتقدوا أنني استُشهدت".. رصاصة إسرائيلية في رأس مصور الأناضول (قصة انسانية)

Gazze

غزة / مصطفى حبوش / الأناضول

يحتضن الطفل "حسن" (3 أعوام) والده، علي جاد الله، وهو مصور صحفي، ولا يتوقف عن محاولة لمس ضماد يلف رأسه، فقبل نحو أسبوع كاد أن يفقده، إثر إصابته في رأسه مباشرة برصاصة معدنية إسرائيلية.

في 30 أغسطس/آب الماضي، أصيب مصور وكالة الأناضول في قطاع غزة، علي جاد الله (29 عاما)، خلال تغطيته لمسيرات "العودة وكسر الحصار" الاحتجاجية، قرب الحدود الشرقية لمدينة غزة، برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط، أطلقها الجيش الإسرائيلي؛ ما تسبب له بجرح في جبينه استدعى تقطيبه بـ12 غرزة.

** رصاصة ودماء

جاد الله قال لمراسل الأناضول إنه ذهب مع فريق الوكالة كالمعتاد لتغطية مسيرات "العودة" في منطقة "ملكة"، قرب الحدود الشرقية لمدينة غزة، وكان يحمل كافة المعدات التي تشير إلى أنه مصور صحفي.

وأضاف: "بعد دقائق قليلة من وصولي إلى منطقة تجمع المتظاهرين والتقاط بعض الصور للفعاليات الاحتجاجية، شعرت بشيء معدني يرتطم برأسي بقوة وفقدت الرؤية حينها تمامًا، قبل أن أسقط على الأرض".

وتابع: "كنت أشعر بآلام شديدة تقطع جسدي. حملني الزملاء وهم يعتقدون أنني استشهدت؛ فالدماء كانت تتدفق من جبيني".

واستطرد: "فقدت الوعي على الفور بعد أن حملني الزملاء، وعلمت بعد ذلك أنهم نقلوني إلى نقطة طبية ميدانية داخل منطقة المسيرات تلقيت فيها الإسعافات الأولية، ومن ثم نُقلت بسيارة إسعاف إلى مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، ليتم هناك تقطيب جرحي بـ 12 غرزة، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة".

بعد نحو أسبوع على إصابة المصور الصحفي جاد الله مازال يعاني من آلام شديدة في رأسه وجسده عمومًا، ويشعر بدوار مستمر وانعدام للشهية، إضافة لعدم قدرته على النوم بقدر كافٍ؛ بسبب شدة الألم.

وقال إنه يحتاج بعد شفاء إصابته إلى جراحة تجميلية، لإخفاء ندبة كبيرة ظهرت بمنتصف جبينه؛ نتيجة تقطيب الجرح بخيوط غير مناسبة.

** 4 إصابات

تلك ليست الإصابة الأولى التي يتعرض لها جاد الله، فقد أصيب 4 مرات، خلال أقل من عامين، أثناء تغطيته لمسيرات "العودة وكسر الحصار"، التي بدأت نهاية مارس/آذار 2018.

ففي 22 مارس/آذار الماضي، أصيب مصور الأناضول بشظايا رصاصة إسرائيلية متفجرة في كف يده اليمنى، أثناء تغطيته لمسيرات "العودة" شرقي مدينة غزة.

وأوضح أنه منذ تلك الإصابة لا يستطيع استخدام يده اليمنى بشكل طبيعي؛ بسبب تضرر بعض الأوتار والأعصاب في ظهر كفه.

كما أصيب جاد الله، في 22 يونيو/حزيران 2018، بشظايا رصاص حي استقرت في يده اليسرى، ووصفت جروحه آنذاك بـ"الطفيفة".

وفي 25 مايو/أيار 2018، أصيب بقنبلة غاز في صدره، اخترقت درعه الصحفي، وتتسبب له بحروق ورضوض، خلال تغطيته لمسيرات العودة شرقي غزة.

** إخفاء الجرائم

قال جاد الله إن الجيش الإسرائيلي يهدف من تلك الإصابات المتتابعة إلى إخفاء الحقيقة ومنع إيصالها للعالم.

وزاد بقوله: "الصحفيون يوثقون الجرائم الإسرائيلية بحق المتظاهرين السلميين في غزة، وتصل صورهم للعالم، وهذا ما لا يريده الجيش الإسرائيلي، لذلك يستهدفهم بشكل متواصل".

ودعا جاد الله المؤسسات الدولية والإقليمية المعنية بالدفاع عن حقوق الصحفيين إلى العمل على محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها بحق الصحفيين الفلسطينيين، وحمايتهم من الاستهداف الإسرائيلي المتواصل.

وتتهم مؤسسات حقوقية وصحفية فلسطينية الجيش الإسرائيلي بتعمد استهداف الصحفيين خلال مسيرات الجمعة، في محاولة لإخفاء الحقيقة ومنعهم من توثيق جرائمه بحق المتظاهرين المدنيين شرق غزة.

وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، سلامة معروف، في تصريح سابق للأناضول، إن هناك "استهداف إسرائيلي ممنهج ومقصود للأطقم الصحفية التي تعمل على تغطية مسيرات العودة قرب حدود غزة".

وأضاف أنه منذ بداية مسيرات "العودة" استشهد صحفيان وأصيب 360 آخرون بإصابات مختلفة، وجميعهم كانوا يرتدوا زي الصحافة المميز، وجزء كبير منهم كان يعمل بعيدًا عن المتظاهرين.

وتنفي إسرائيل عادة صحة تلك الاتهامات، فيما يستمر سقوط الضحايا.

ويقمع الجيش الإسرائيلي بعنف مسيرات العودة السلمية؛ ما أسفر عن استشهاد أكثر من 300 فلسطيني، وإصابة الآلاف بجراح مختلفة.

ويطالب المحتجون بإنهاء حصار إسرائيلي مستمر لأكثر من مليوني نسمة في غزة، منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية، صيف 2006.

كما يطالبون بعودة اللاجئين إلى القرى والمدن التي هُجروا منها، في 1948، وهو العام الذي قامت فيه إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.