الحياة, الدول العربية, التقارير, مصر

"إبل برقاش".. مزاد أضاحي شهير بمصر يضبط ميزان الثروة الحيوانية (تقرير)

سوق "برقاش" الواقع بمحافظة الجيزة غرب العاصمة القاهرة يعد الأكبر منذ عام 1995 في العالم العربي والشرق الأوسط والأقدم في مصر..

Hussien Elkabany  | 31.05.2025 - محدث : 31.05.2025
"إبل برقاش".. مزاد أضاحي شهير بمصر يضبط ميزان الثروة الحيوانية (تقرير)

Al Qahirah

حسين القباني/ الأناضول

في مثل هذه التوقيت من العام بمصر، تتسارع الخطى نحو البحث عن آخر الفرص لشراء أضحية عيد الأضحى الذي يحل الجمعة المقبل، وسط خيارات متعددة بين المواشي والأغنام، غير أن سوق "برقاش" الواقع بمحافظة الجيزة غرب العاصمة القاهرة له ميزة مختلفة حيث يخصص لبيع الإبل.

** سباق شراء

على بوابة سوق برقاش، يبدو تدفق مئات من الجمال بين صغار وكبار، وكأنه سباق في مضمار يحث فيه مالكوها من التجار تلك الإبل على إسراع الخطى بحثا عن المركز الأول في نيل الأرباح لاسيما في تلك "الجمعة الأخيرة" قبل عيد الأضحى.

لا تتدفق تلك الإبل بسهولة، إذ تحتاج بحسب ما تابعته "الأناضول"، إلى حث عصا بعض التجار أو شدها من حبال تلف عنقها المتميز الطويل لتندفع للأمام، في سوق يعج بالمتواجدين الباحثين عن "سفينة الصحراء" كأضحية تدخل البهجة على ذويهم من داخل ذلك السوق، الذي يغطي مساحة 25 فدانا (الفدان يساوي 4200 م2)، ويعد الأكبر منذ عام 1995 في العالم العربي والشرق الأوسط والأقدم في مصر، بحسب ما تشير معلومات غير رسمية.

كل جمل يدخل له علامة ترقيم تكتب على جسمه، يقف مع أقرانه من الإبل في تجمعات يقف عليها مالكوها بحوزة كل منهم عصا طويلة، انتظارا لقبول الباحث عن أضحية العيد، ويجذب الأسماع رغاء الجمال، ذلك الصوت المميز الذي يضفي نوعا من الاهتمام لهذا السباق السنوي للشراء، الذي ينتظر أن يتكرر الأحد، إذ يعمل السوق يومي الأحد والجمعة من كل أسبوع.

** رواج

تجار ذلك السوق يتأملون إبلهم ويأملون كما توحي نظرات عيونهم في بيع سريع في هذا الموسم المميز، وبعضهم يضع العصا أسفل خده منتظرا الفرج، وآخر يهش بها على جمالهم ليعلو الرغاء لعله يلفت المارة، وآخر ينادي بعبارة "معانا يا رب" كدعوة لجلب الرزق.

خالد زعلول، أحد تجار ذلك السوق قال للأناضول، إن هناك أنواع عديدة تأتي للسوق، وهذا العام يشهد أنواعا قادمة من السودان، رغم ما بها من مشاكل، وكذلك الصومال وجيبوتي وإثيوبيا بخلاف البلدي (المصري)، لافتا إلى أن أوازن الجمال متوسطها 300 كيلو غرام.

على مقربة من حديث زغلول تتعالى الأصوات وتتسارع، مع بدء مزاد لبيع أحد الجمال، وتخرج الآلاف من الجنيهات لحين ما يرسو رزق الجمال على صاحبه، وسط مزاد من التقديرات المختلفة.

وأوضح تاجر الجمال "زغلول" أن الجمال لا تباع بالكيلو كما هو الحال في الأبقار والخراف، ولكن بالنظر لحجم الإبل وتقدير البائع والمشتري، ويبدأ السعر من 30 أو 40 ألف جنيه (606 دولارات) إلى 180 ألف جنيه (3600 دولار) ويكون هذا للجمال الضخمة، لكن متوسط الأسعار بين 90 و130 ألفا (الدولار يساوي نحو 50 جنيها مصريا)".

** وداع

بخلاف الدخول في رحلة الصباح وكأنه سباق، وتلك المزادات المنتشرة بالجمعة الأخيرة بالسوق، أيضا تمضي الإبل في رحلة العودة عقب البيع مربوط عنق بعضها بحبل في أعلى سيارة نصف نقل صغيرة، وهو يلتف برأسه يمينا ويسارا بعيون تبدو تودع آخر عهده بهذا السوق، ولكن بجوارها أشخاص كثيرا ما يطيبون خاطرها بالمسح بيدهم على عنقها الطويل.

وليس الوداع يكون لذلك الجمل الذي عرف مصيره، فأعناق الإبل الأخرى القريبة أيضا فيما يبدو تتطلع من وقت لآخر على تلك السيارة التي غادرت برفقة أحد أقرانهم سابقا، في لحظة وداع لا تخلو من الحيرة والشفقة.

وكلما خرجت سيارة برزقها من الإبل، ازداد أمل التجار في بيع جديد، خاصة في الجمعة الأخيرة قبل عيد الأضحى، وحسب زغلول: "نرى زحاما وفرص كثيرة للشراء في هذا اليوم".

ولا تخلو تلك الأوقات الهامة في سوق برقاش، من مظاهر احتفائية، يطلق فيها بعض المشاركين ألعابا نارية في الهواء بجانب التصفيق، وصفارات متتالية تطلقها السيارات المغادرة برزقها من الجمال تعبيرا عن الفرح.

** أضحية مميزة

رئيس شعبة القصابين (الجزارين) بالغرفة التجارية بالقاهرة، مصطفى وهبة، قال للأناضول: "الجمال لا توزن تباع بالتقدير حسب الحجم وأشياء أخرى".

ولفت أن هناك إقبالا من المصريين على الجمال كأضحية ليس ارتباطا بالسعر، لكن حبا في مذاق لحمه المتميز عن باقي المواشي وهذا يتوقف على حسب إمكانيات وقدرات المضحي.

وأشار وهبة إلى أن الجمال لها ميزة كالمواشي أنه يمكن مشاركة أكثر من شخص فيها كأضحية بخلاف الخروف، الذي يقتصر على شخص واحد لقلة وزنه بخلاف الجمل الذي يكون لحمه وفير.

** أهمية اللحوم البديل

المفتش الرقابي السابق بمديرية الطب البيطري في محافظة الجيزة، والخبير البيطري الحالي الدكتور محمد يوسف، يروي في حديث للأناضول أهمية تشجيع اقتناء أضحية عيد الأضحى من الجمال والإبل.

وأوضح يوسف أنه "من مصلحة البلاد التشجيع على شراء الأضحية من الجمال والأغنام ولحومها، وتقليل الاعتماد على أضحية المواشي ولحومها، في ظل تراجع كميات الأخيرة وحاجة البلاد لدعمها لنعيد ميزان الثروة الحيوانية لسابق عهده".

وأكد الخبير البيطري المصري أن الجمال مقاومة للأمراض ولحمها ممتاز، وليس صحيحا أنه لا ينضج سريعا، خاصة أن معظم المذبوح منه جمال صغيرة، وحاليا الكبدة الجملي من الصعب أن نجدها في ظل الإقبال الكبير عليها.

وشدد يوسف على أن التركيز على اللحوم البديلة للمواشي، كالجمال تحديدا مهما للغاية لتفادي أي نقص فيها مستقبلا أو ارتفاع أسعارها.

ووفقًا لتقارير وزارة الزراعة، تصل حركة تداول الإبل في سوق برقاش ما يقرب من 150 ألف رأس من الجمال والنوق سنويًا، بمتوسط يصل إلى 12 ألف رأس شهريا.

ويخضع السوق لرقابة بيطرية قبل وصول الإبل البلاد من مختلف الدول عبر جنوب مصر، خاصة أن معظمها قادم من السودان، وهي نقطة التقاء الإبل من عدة دول ويتم من خلال السوق إعادة تسويقها إلى مختلف المحافظات.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın