اقتصاد, الدول العربية, التقارير

الزراعة ملاذ جامعيات في غزة لمكافحة البطالة (تقرير)

على أطراف بلدة "خزاعة"، الواقعة شرق مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، تنشغل ثلاث شابات في تجهيز أرض تبعد 500 متر عن السياج الحدودي الفاصل، للبدء بزراعتها، ضمن مشروع اقتصادي صغير "ذاتي" لإعالة أنفسهن وعائلاتهن.

29.10.2020 - محدث : 29.10.2020
الزراعة ملاذ جامعيات في غزة لمكافحة البطالة (تقرير)

Gazze

غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول

ثلاث شابات خريجات جامعيات بدأن مشروعهن الزراعي:

- المشروع جاء لتوفير مصدر دخل لهن ولعائلاتهن في ظل عدم توفر فرص العمل.
- محاولات البحث عن فرصة عمل في مجال تخصصاتهن باءت بالفشل.
- مخاوف كبيرة تحف هذا المشروع قائمة على وجود الاحتلال.
- رش إسرائيل الأرض الزراعية بالمبيدات السامة يعني موت المحصول وفشل المشروع.
- تخوفات من تجريف الأراضي الزراعية وإطلاق النيران نحوهن.

على أطراف بلدة "خزاعة"، الواقعة شرق مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، تنشغل ثلاث شابات في تجهيز أرض تبعد 500 متر عن السياج الحدودي الفاصل، للبدء بزراعتها، ضمن مشروع اقتصادي صغير "ذاتي" لإعالة أنفسهن وعائلاتهن.

تشتهر "خزاعة" بمهنة الزراعة كونها منطقة ريفية فلسطينية، تمتلك مساحات واسعة من الأراضي الخضراء.

داخل حدود هذه البلدة الريفية، لا تبدو مهنة "الزراعة" أمرا غريبا للنساء، حيث تعمل غالبيتهنّ في الزراعة والمهن المرتبطة بها.

وتحت سيف تردي الأوضاع الاقتصادية، وندرة توفّر فرص العمل للخريجين، توجّهت الشابات الثلاث، صاحبات الشهادات الجامعية، نحو الزراعة.

يعيش في قطاع غزة ما يزيد عن مليوني فلسطيني، يعانون من أوضاع اقتصادية ومعيشية متردية للغاية؛ جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 2007.

تظهر بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن نسبة البطالة بغزة بلغت حتى نهاية الربع الثاني الماضي، نحو 49 بالمئة بعدد عاطلين عن العمل بلغ 203.2 آلاف فرد.

كما يعاني نصف سكان القطاع من الفقر، فيما يتلقى 4 أشخاص من بين كل 5 مساعدات مالية، حسب إحصائية للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مؤسسة حقوقية مقرها جنيف)، أصدرها نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي.

** تحدي للبطالة

الشابة أسيل النجّار (26 عاما)، خريجة تعليم أساسي تقول لـ"الأناضول"، إن هذه الخطوة جاءت لتحدّي ظاهرة البطالة والقفز عن حاجز تردّي الأوضاع الاقتصادية.

وتضيف أنها بحثت عن فرصة عمل في مجال تخصصها، منذ تخرّجها من الجامعة قبل نحو 5 سنوات، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل.

فاتجهت النجار، برفقة صديقتيها من خزاعة، بالتفكير في مشروع اقتصادي ذاتي، يحقق لهن الربح ويتماشى مع الحرفة الأساسية في هذه البلدة.

وبعد عملية من البحث المكثّف، اتفقت الشابات على تخصيص مشروعهن الصغير لزراعة "البازيلاء"، كونها نبتة لا يتطلب رعايتها الكثير من الوقت والجهد خاصة إذا ما كان القائم عليها من النساء.

وبعد وضع الأسس النظرية، والدراسة الاقتصادية لهذا المشروع، استأجرت الشابات أرضا زراعية بمساحة 3 دونمات (الدونم يعادل ألف متر)، قريبة من أماكن سكنهنّ، على أن يتم دفع أجارها "على الخير" ( أي بعد جني المحصول).

**مخاوف حقيقية

هذه التجربة الأولى من نوعها في عالم شابات درسن في الجامعة وحلمن بوظيفة في مجال تخصصاتهن، تصطدم بمخاوف حقيقية قائمة على وجود "الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته بحق مزارعي المنطقة الحدودية".

تقول النجّار إن أولى المخاوف، قائمة على قرب الأرض الزراعية من السياج الأمني الفاصل بين شرقي القطاع وإسرائيل.

وتستكمل قائلة: "خلال عملنا في مد شبكة الري كان هناك إطلاق للنيران، من قبل الجيش الإسرائيلي باتجاه الأرض، شعرنا بالكثير من الخوف، لكننا اضطررنا لاستكمال العمل من أجل لقمة العيش".

كما أن الانتهاكات الإسرائيلية، التي حذّرت مؤسسات حقوقية من مخاطرها، والمتمثّلة في رش الأراضي الزراعية بالمبيدات السامة تشكّل مخاوفا كبيرة بالنسبة للشابات.

وتقول النجار إن رش الأرض بالمبيدات يعني "موت كافة المحصول وبالتالي فشل المشروع".

في يوليو/ تموز 2018، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير لها، إن السلطات الإسرائيلية تستخدم مبيدات ذات تأثيرات خطيرة، في منطقة السياج المحيط بقطاع غزة، لمنع النباتات من النمو، وإبقاء المنطقة فارغة كي يتسنى لقوات الجيش مراقبتها بشكل جيد.

**أهداف وطموح

بدورها، تقول صديقتها نادين أبو روك (23 عاما)، خريجة العلوم "المالية والمصرفية والمحاسبة"، إن الفكرة حظيت بتشجيع ودعم عائلتها، وعائلتا صديقتيها.

وتضيف أن "عمل العائلات في القطاع الزراعي كان حافزا لهم على قبول هذه الفكرة ودافعا لتشجيعنا في البدء، وتقديم التوجيه حول طرق الزراعة الصحيحة".

من جانبها، تقول صديقتهما غيداء قديح (24 عاما)، خريجة تجارة إنجليزي قسم المحاسبة، إن انعدام توفر فرص العمل في مجال تخصصها، دفعها للموافقة على فكرة البدء بمشروع زراعي.

وتعتبر قديح التوجّه نحو الزراعة، رغم حصولهن على الشهادة الجامعية، محاولة لـ"التمرّد على الواقع الاقتصادي الصعب الذي أفرزته الظروف المعيشية والسياسية التي يعيشها القطاع المُحاصر إسرائيليا للعام الـ14 على التوالي".

وتوضح أن قربهن من هذه المهنة، والعمل بها منذ أن كنّ صغارا، ساعدهن في البدء بهذا المشروع.

وتضيف: "منذ أن كنا صغارا، كنا نساعد أهلنا في جني المحصول، والزراعة، والعناية بالأرض، ما شكّل لدينا تجربة أولى للخوض بغمار هذا المشروع لتحقيق سبل المعيشة".

وتطمح الشابات الثلاث، وفق قديح، بتحويل هذه الأرض إلى "حاضنة تضم كافة الخريجين، قائمة على المشاريع المرتبطة بالقطاع الزراعي، وذلك في إطار مواجهة البطالة".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.