دولي, الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

فلسطينية محررة: الجيش الإسرائيلي فتشنا عراة وعذبنا وسرقنا (مقابلة)

المعتقلة الفلسطينية المحررة عبير غبن في مقابلة مع الأناضول: تعرضنا للتفتيش العاري والمتكرر والمؤذي خلال فترة الاعتقال التي دامت 63 يوما

Hosni Nedim  | 23.03.2024 - محدث : 24.03.2024
فلسطينية محررة: الجيش الإسرائيلي فتشنا عراة وعذبنا وسرقنا (مقابلة)

Gazze

غزة/ حسني نديم/ الأناضول

المعتقلة الفلسطينية المحررة عبير غبن في مقابلة مع الأناضول:
- تعرضنا للتفتيش العاري والمتكرر والمؤذي خلال فترة الاعتقال التي دامت 63 يوما
- قام الجنود بوضع القيود في يداي وقدماي وعصبوا عيناي ثم قاموا بجري إلى أحد المواقع
- نقلونا إلى مبنى كبير مليء بالعساكر والجيش وأجبرونا على خلع ملابسنا
- قاموا بضربي وشد شعري وأجبرونا على ارتداء زي السجن الخفيف في الأجواء الباردة

تروي الفلسطينية عبير غبن، من شمال قطاع غزة، والتي أفرج عنها قبل أيام، تفاصيل صادمة لظروف الاعتقال والاحتجاز والتعذيب وأساليب التحقيق التي اتبعها الجيش الإسرائيلي من لحظة الاعتقال حتّى الإفراج.

وتكشف غبن وهي أم لثلاثة أطفال (ولدان وبنت) أعمارهم 9 و7 و5 سنوات، في حديث لمراسل الأناضول، تعرضها للتفتيش العاري والمتكرر والمؤذي خلال فترة اعتقالها التي دامت 63 يومًا متواصلة.

واعتقلت غبن (39 عامًا)، من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بعد قصف الجيش الإسرائيلي لمدرسة الفاخورة التي لجأت إليها رفقة أطفالها الثلاثة وآخرين.

وفي 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية في قطاع غزة، ومنذ منتصف ديسمبر/كانون أول 2023، بدأ بالانسحاب تدريجيا من مناطق بمحافظة شمال القطاع، ليتبعها في بداية يناير/ كانون الثاني المنصرم انسحابات جزئية من أحياء ومناطق بمحافظة غزة.

وأعاد الجيش توغله في بعض المناطق بمحافظتي غزة والشمال، منتصف يناير لتنفيذ عمليات سريعة قبل الانسحاب منها، حيث يغير أماكن التوغل بين الفينة والأخرى فيما يتراجع بعد انتهاء عملياته إلى أماكن تموضعه قرب الأطراف الشرقية والشمالية من محافظة الشمال، والشرقية والغربية بغزة.

النزوح والاعتقال

وتقول غبن: "عندما بدأت الحرب كنت في مستشفى كمال عدوان، وبعد انتهاء فترة علاج ابني، لجأت إلى مدرسة الفاخورة، وقصفها الاحتلال علينا فاستشهدت الزوجة الثانية لزوجي وأولادها".

وتضيف: "قررت ترك البلدة وخرجت جريًا رفقة أولادي بعد اقتحام الجيش لها، متوجهين نحو مدينة رفح عبر الممر الذي ادعى الاحتلال أنه آمن".

وتبين أن الجيش طلب منها عند وصولها إلى الحاجز العسكري أثناء محاولتها النزوح بالتوجه إليه دون أطفالها، وعندما حاولت اقناعهم بعدم القدرة على ترك الأطفال، هددها الجنود بإطلاق النار، وطلب من الأطفال الثلاثة مواصلة السير لوحدهم.

وبعد أن اتجهت غبن نحو الجيش، سألها الجنود عن اسمها ورقم هويتها، وطلب منها التوجه إلى منطقة خلف أكوام من الرمال، وحين وصلت فوجئت بتجمع للجنود والمجندات.

تفتيش عار

‏وأمر الجنود غبن بخلع ملابسها فرفضت تنفيذ ذلك أمام الجنود فقاموا بتهديدها بالقتل، فاضطرت إلى تنفيذ ذلك، وخضعت للتفتيش.

وتستكمل الحديث: "بعد ارتداء ملابسي من جديد قام الجنود بوضع القيود في يداي وقدماي وعصبوا عيناي، ثم قاموا بجري إلى أحد المواقع ونقلنا بواسطة جيب عسكري الى موقع آخر حيث نمنا فيه ليلة ونحن معصوبي العينين ومقيدي الأيدي والأقدام".

وتوضح غبن أنها خضعت عدة مرات للتفتيش العاري من قبل الجيش أثناء اعتقالها، إضافة إلى التعذيب والضرب الشديد والشتم بألفاظ نابية وبذيئة.

وتقول: "نقلونا إلى مبنى كبير مليء بالعساكر والجيش وأجبرونا على خلع ملابسنا وقاموا بايذائي وضربي وشد شعري وأجبرونا على ارتداء زي السجن الرمادي الخفيف في الأجواء الباردة".

وتضيف: "بعد ذلك نقلونا بجيب عسكري إلى معتقل عنتوت العسكري بين الخليل والقدس لمدة 8 أيام وأجبروني هناك أيضًا على خلع ملابسي وضربت وشتمت وتعرض لمواقف سيئة".

ويتعمد الجيش ترك المعتقلين والمعتقلات مقيدي الأيدي والأقدام لساعات طويلة، ويقوم بضربهم وتعذيبهم، وفق غبن التي واصلت حديثها: "في البداية، وضعنا في مكان اعتقد أنه خيمة، وبدأوا يستجوبوننا ويطرحون علينا أسئلة مرتبطة بالانتماء لحماس".

وتضيف: "عرض علي صور وقالوا هذا زوجك، قلت لهم هذا ليس زوجي، وإنما هناك تشابه أسماء فقط، وبعد قضاء 8 أيام من التحقيق والتعذيب أحضروا حافلة ونقلوني إلى سجن ديمونا".

لحظة الافراج

ونقل المعتقلون والمعتقلات إلى السجن بعد انتهاء التحقيق، ومكثوا 54 يومًا.

وتوضح أن الجيش قبل اطلاق سراحهم نقلهم إلى سجن جديد، قضوا ليلة كاملة فيه قبل ترحيلهم فجرًا، وهم معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي والأقدام إلى مكان كانوا يجهلونه.

وتقول غبن: "اجبرني الجنود على التوقيع على ورقة تفيد باستلام أماناتنا، حيث كان بحوزتي مجوهرات من الذهب بقيمة 12 ألف دينار أردني و3000 دينار أردني نقدًا ومقتنيات شخصية".

وتؤكد أن الجنود سرقوا كل مقتنياتها ولم يعيدوا إليها شيئًا عدا هويتها الشخصية فقط، ولم يفكوا قيودهم إلا عند وصولهم إلى معبر كرم أبو سالم، حيث كان هناك مندوبين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي تسلموا المعتقلين وسلموهم مبلغ 500 شيكل.

ولم تشعر بفرحة الإفراج حينها لأنها كانت تجهل مصير ومكان أطفالها الثلاثة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.