فلسطين تعتبر استهداف إسرائيل للمُجوّعين بغزة "تطهيرا عرقيا"
رئيس المجلس الوطني روحي فتوح حذر من أن السياسات الإسرائيلية "تهدد الأمن الإقليمي وتدفع المنطقة نحو الانفجار الواسع"..

Quds
أيسر العيس/ الأناضول
وصف رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، السبت، استهداف إسرائيل لمدنيين يبحثون عن المساعدات الغذائية في قطاع غزة بأنه "تطهير عرقي"، في ظل تفاقم المجاعة الناجمة عن الإغلاق الإسرائيلي المشدد لأكثر من 3 شهور.
وقال فتوح في بيان، إن سياسات إسرائيل بغزة "تهدد الأمن القومي، وتدفع المنطقة نحو الانفجار الواسع" وسط استمرار حرب الإبادة الجماعية منذ 21 شهرا.
وأكد أن إسرائيل ترتكب "جريمة حرب دموية" عبر استدراج الفلسطينيين المُجوّعين بغزة إلى "مصائد الموت" التي تنصبها تحت غطاء إنساني، في إشارة إلى نقاط توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية.
وأضاف: "هذه السلوكيات الوحشية لحكومة الاحتلال، تدخل ضمن سياسات التطهير العرقي، وتهدد الأمن الإقليمي (...) في ظل صمت ورقابة وشراكة مكشوفة من بعض الأطراف الدولية".
وطالب فتوح، المجتمع الدولي ومجلس الأمن والمنظمات الأممية "بالتحرك العاجل لإنقاذ الأبرياء ووقف هذه الجرائم، وإدخال المساعدات الإنسانية عبر قنوات أممية نزيهة، بعيدا عن خدع الموت والتجويع المبرمج".
وأشار فتوح في بيانه، إلى المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين عند نقطة وادي غزة شمال النصيرات (محور نتساريم)، وغرب مدينة رفح جنوب القطاع، اليومين الماضيين، حيث قتل واصاب عددا من الفلسطينيين عبر إطلاق النيران والقذائف.
وقال عن هذه المجازر إنها "ليست سوى برنامج قتل يومي في يوميات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة".
وفي وقت سابق السبت، أفاد مصدر طبي للأناضول بمقتل 15 فلسطينيا وإصابة العشرات بمجزرة إسرائيلية ارتكبها الجيش بحق المُجوّعين قرب محور نتساريم وسط القطاع.
وقال شهود عيان للأناضول بأن آليات الجيش الإسرائيلي ومسيراته أطلقت نيرانها العشوائية صوب تجمعات من المُجوّعين كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات قرب مركز توزيع تابع للآلية الأمريكية-الإسرائيلية" في منطقة محور نتساريم.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي، تنفيذ خطة توزيع مساعدات إنسانية عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأمريكيا، لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة.
يأتي ذلك بينما تغلق إسرائيل منذ 2 مارس/ آذار بشكل محكم معابر قطاع غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود.
ولم تسمح إسرائيل إلا بدخول أعداد محدودة من شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، الخاضع لسيطرتها شرق مدينة رفح، في حين يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى نحو 500 شاحنة يوميا كحد أدنى.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 183 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.