دولي, التقارير, إسرائيل

عدوان إسرائيل على إيران.. مخاطر إقليمية تهدد التجارة العالمية (تقرير)

تشهد البنية التحتية اللوجستية وسلاسل التوريد في منطقة الشرق الأوسط اضطرابات غير مسبوقة، بفعل التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وإيران، وسط تحذيرات من تداعيات تمتد خارج حدود الإقليم، لتشمل الأسواق العالمية وسلاسل الإنتاج الدولية.

Emirhan Yılmaz, Yunus Türk, Hişam Sabanlıoğlu, Tariq Abdulaziz  | 23.06.2025 - محدث : 23.06.2025
عدوان إسرائيل على إيران.. مخاطر إقليمية تهدد التجارة العالمية (تقرير)

Istanbul

إسطنبول/ أميرهان يلماز، يونس تورك/ الأناضول

- التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وإيران تسبب باضطرابات في سلاسل التوريد بمنطقة الشرق الأوسط
- خبراء حذروا من تداعيات تمتد خارج حدود الإقليم، لتشمل الأسواق العالمية وسلاسل الإنتاج الدولية
** رئيس قسم العلوم السياسية والإدارة العامة في جامعة مرمرة التركية علي أري:
- التأثير تجاوز الإقليم ليطال الأسواق العالمية وسلاسل الإنتاج الدولية
ـ دول المنطقة طورت مشاريع بديلة مثل سكة حديد سعودية وخط أنابيب عراقي-تركي لتقليل الاعتماد على المضائق
- تجاوز مضيق هرمز بالكامل غير واقعي بسبب محدودية طاقة الخطوط البديلة
** رئيس مجلس إدارة جمعية منتجي خدمات النقل واللوجستيات الدولية بيلغهان أنكين:
- دول عديدة بدأت بتخزين السلع تحسبًا لانقطاع الإمدادات
- الطلب المسبق فاقم الضغط على المعروض، خاصة في الأسواق الكبرى
- توقف منشآت إنتاج في مصر بعد وقف الغاز الإسرائيلي يهدد أسواق أوروبا وإفريقيا
 

تشهد البنية التحتية اللوجستية وسلاسل التوريد في منطقة الشرق الأوسط اضطرابات غير مسبوقة، بفعل التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وإيران، وسط تحذيرات من تداعيات تمتد خارج حدود الإقليم، لتشمل الأسواق العالمية وسلاسل الإنتاج الدولية.

فبينما تتوسع رقعة الاشتباكات وتتعاظم المخاطر الأمنية، خصوصا في ممرات بحرية استراتيجية كمضيق هرمز، والبحر الأحمر، والمنافذ المتصلة بالبحر المتوسط، أُجبرت العديد من شركات الشحن والتجارة الدولية على البحث عن مسارات بديلة، في محاولة لتفادي المناطق الملتهبة.

وبالتزامن، قامت شركات التأمين العالمية برفع أقساط التغطية على السفن والبضائع، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل والشحن البحري، بينما تسببت تأخيرات في نقل الحاويات بتعطيل إمدادات حيوية في قطاعات تشمل الغذاء، الطاقة، الأدوية، والإلكترونيات.

ويرى خبراء أن استمرار الاشتباكات قد يُحدث تصدعا لا يقتصر على المنطقة فحسب، بل يمتد إلى سلاسل الإنتاج العالمية، مخلفا تأثير دومينو واسع النطاق.

** تكاليف إضافية

وفي حديث للأناضول، قال نائب رئيس قسم العلوم السياسية والإدارة العامة في جامعة مرمرة التركية، البروفسور الدكتور علي أري، إن تصاعد التوتر في الشرق الأوسط يرفع من تكاليف التأمين والمخاطر الأمنية في الطرق البحرية المحيطة، مما قد يعيق تدفق حركة النقل.

وأشار أري إلى أن تهديدات إيران المتكررة بإغلاق مضيق هرمز خلال السنوات الأخيرة، وهجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر، دفعت دول المنطقة إلى تطوير مشاريع بديلة لتقليل الاعتماد على الممرات الخطرة.

وأوضح أري، أن تلك المشاريع البديلة جاءت من بينها مشروع سكة حديد سعودية لربط الخليج بالبحر الأحمر، واتفاقية كويتية-عمانية لإنشاء خط حديدي مشترك، فضلا عن مشروع خط أنابيب نفطي عراقي-تركي يربط البصرة بميناء جيهان التركي على المتوسط، بقدرة 1.5 مليون برميل يوميا.

لكن رغم هذه الجهود، يؤكد أري أن تجاوز مضيق مثل هرمز بشكل كامل أمر غير واقعي في ظل محدودية طاقة الخطوط البديلة، التي تعمل أصلا بكامل طاقتها التشغيلية.

وأضاف أن هشاشة سلاسل التوريد تمتد إلى قطاعات غير نفطية، مشيرا إلى أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر أواخر 2023 دفعت شركات النقل البحري إلى الالتفاف عبر رأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى انخفاض مرور السفن في قناة السويس وارتفاع حاد في كلفة الشحن بين أوروبا وآسيا، الأمر الذي يعكس تأثير اضطرابات الشرق الأوسط على قطاعات أخر من التجارة العالمية.

وأوضح أري أن المسارات الجديدة المخطط لها في المنطقة قد توفر بعض الانفراج على المدى الطويل، "إلا أن الصورة الواقعية حتى يونيو/حزيران 2025 تفيد بأن دول المنطقة لا تزال تعتمد بشكل كبير على المضائق، خاصة في ظل استعدادات لا تسمح إلا بحلول جزئية ومؤقتة"، مشددا على أن الوصول إلى حل دائم يتطلب تحقيق استقرار إقليمي وتسريع الاستثمارات في البنية التحتية.

** تهافت على الطلب وانكماش المعروض

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة جمعية منتجي خدمات النقل واللوجستيات الدولية، بيلغهان أنكين للأناضول، إن الصراع الإسرائيلي الإيراني بدأ يؤثر بشكل متسلسل على اقتصادات المنطقة، وأسعار الطاقة، وكفاءة سلاسل الإمداد.

وتابع أنكين: "بسبب الدور الكبير الذي تلعبه دول المنطقة في إنتاج وتصدير الطاقة، فإن استمرار الصراع ينعكس بعمق على اقتصاداتها".

وأوضح أن دولًا مثل مصر، وقطر، والسعودية، وتركيا، والهند، وبنغلاديش، وبعض بلدان إفريقيا من بين الأكثر تضررا حتى الآن، مشيرا إلى أن دولة مثل مصر، توقفت بعض منشآت الإنتاج بها بعد وقف إسرائيل لتدفق الغاز، ما يهدد أسواق التصدير إلى أوروبا وإفريقيا.

ولفت أنكين إلى أن قطر رغم بنيتها التحتية القوية، بدأت تشهد تأخيرات لوجستية مرتبطة بخطر إغلاق مضيق هرمز، وهو ما تزامن مع ارتفاع تكاليف النقل في السعودية نتيجة التهديدات البحرية.

وأشار أنكين إلى بروز موجة من "الشراء الذعري" لدى بعض الدول والمستوردين، الذين يسعون إلى تأمين احتياجاتهم مبكرا تحسبا لأي انقطاع، مما أدى إلى تقلص المعروض من السلع، لا سيما في الأسواق الاستهلاكية الكبرى.

** الشريان الحيوي

وأوضح أنكين أن مضيق هرمز، الواقع بين إيران وسلطنة عُمان، يعد شريانا حيويا لقطاع اللوجستيات العالمي، حيث تمر عبره نحو 20 بالمئة من إمدادات النفط العالمية، ما يجعله عنصرا مؤثرا بشكل مباشر في استقرار الاقتصادات الدولية.

وتحدث أنكين عن تصاعد التهديدات الجيوسياسية، مشيرا إلى وجود تكهنات بقيام إيران بزرع ألغام بحرية في مضيق هرمز، إضافة إلى مخاطر استئناف الحوثيين المدعومين من طهران هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر.

وحذر أنكين من أن إغلاق مضيق هرمز، الذي يعد ممرا استراتيجيا حيويا لسفن نقل النفط والغاز، قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط العالمية، ويُحدث اختلالا واسعا في سلاسل الإمداد الدولية.

ونظرا للصعوبات التي تواجه عبور قناة السويس في مثل هذه الظروف، لفت إلى أن هناك مساعٍ جارية منذ فترة لتطوير طرق بديلة لضمان استمرارية حركة التجارة، منها تحويل مسارات السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح أو مسارات أطول بديلة عن هرمز.

واستدرك: "إلا أن ذلك سيؤدي إلى زيادة زمن العبور، وارتفاع تكاليف الشحن، وأقساط التأمين، الأمر الذي سينعكس مباشرة على أسعار الطاقة والمواد الخام عالميا".

ومنذ 13 يونيو/ حزيران الجاري تستهدف إسرائيل منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين بإيران، التي ترد بضرب مقرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، مما خلف قتلى وجرحى لدى الجانبين.

وفجر الأحد، لم تكتف الولايات المتحدة بتقديم الدعم العسكري والاستخباري واللوجستي للعدوان الإسرائيلي على إيران، وشنت غارات جوية على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın