اليمن / الأناضول

أعلن زعيم جماعة أنصار الله في اليمن عبد الملك الحوثي، الخميس، أن قواته استهدفت 102 سفينة أمريكية وبريطانية وإسرائيلية منذ بدء تل أبيب حربها على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

جاء ذلك في كلمة متلفزة لزعيم الحوثيين، بثتها قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للجماعة، تابعها مراسل الأناضول.

وقال الحوثي: "جبهة اليمن وعملياته العسكرية البحرية مستمرة، ونسعى لتوسيعها وتقويتها في مسرحها الجديد بالمحيط الهندي".

وكشف أن قوات جماعته "استهدفت 102 سفينة أمريكية وبريطانية وإسرائيلية خلال 202 يوم من العدوان الإسرائيلي على غزة".

وأضاف: "معدل عملياتنا في استهداف السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي بلغ سفينة كل يومين".

وقدر الحوثي "تراجع حركة السفن الأمريكية في البحر الأحمر بنسبة 80 بالمئة"، واعتبر ذلك "انتصارا وإنجازا كبيرا".

واعتبر أن "الحضور البحري الأمريكي انكمش، وغابت كثير من قطعه الحربية لتنتشر في أطراف البحر الأحمر".

وتابع أن "الجانب الأمريكي أصبح يعتمد في حركته بالبحر على التخفي والتمترس بالأوروبيين ودفعهم إلى مناطق لا يجرؤ على التواجد فيها".

وذكر أن "البارجات الأمريكية والبريطانية لا تجرؤ على أن تستقر في مناطق تتوقع أن يتم استهدافها بالصواريخ".

وزاد: "الجانب الأمريكي استبدل حركة سفنه (التجارية) إلى طرق بعيدة (عن البحر الأحمر) مثل المحيط الهندي، ورغم ذلك يواجه خطرا متزايدا يوما بعد آخر".

وعن تداعيات ذلك، قال إن "اللجوء إلى طرق بحرية بعيدة تؤثر على الاقتصاد الأمريكي في تأخر البضائع وكلفة الشحن وتأمين النقل البحري وارتفاع الأسعار".

وأوضح الحوثي أن "عمليات التأمين على السفينة الواحدة لبعض الشركات في أمريكا بلغت 50 مليون دولار، وهذا غير مسبوق ويمثل مشكلة حقيقية لهم".

وفي 18 أبريل/ نيسان الجاري، دعا زعيم الحوثيين الدول الأوروبية إلى سحب "قطعها الحربية" من البحر الأحمر، حيث شدد آنذاك على أنه "لا خطر على الملاحة الأوروبية التي لا تتجه إلى إسرائيل".

ومعقبا على ذلك، قال الحوثي، في كلمته اليوم، إن "بعض القطع (الحربية) الأوروبية انسحبت من البحر الأحمر"، معربا عن أمله انسحاب "ما تبقى منها".

وأكمل: "نسعى لطمأنة سفن بقية البلدان (بأنها لن تتعرض لهجمات) طالما لم تكن لدعم العدو الإسرائيلي، وطالما لم تتورط بلدانهم في العدوان على بلدنا".

ولم يصدر تعقيب فوري من واشنطن أو تل أبيب أو لندن أو بروكسل بشأن كلمة الحوثي حتى الساعة 16:45 (ت.غ).

وكانت قناة "دويتشه فيله" الألمانية أفادت بأن الفرقاطة الألمانية "هيسن" أنهت، السبت، مشاركتها ضمن مهمة "أسبيدس" الأوروبية لحماية السفن التجارية من المسلحين الحوثيين في اليمن، وغادرت البحر الأحمر.

و"تضامنا مع غزة" التي تواجه حربا إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني، استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات، مؤكدة العزم على مواصلة عملياتها حتى إنهاء الحرب على القطاع.

وردا على هذه الهجمات، بدأت واشنطن ولندن منذ مطلع العام الجاري، شن غارات جوية وهجمات صاروخية على "مواقع للحوثيين" باليمن، وهو ما قابلته الجماعة بإعلانها أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية، وتوسيع هجماتها إلى السفن المارة بالبحر العربي والمحيط الهندي.

ولاحقًا، أعلن الاتحاد الأوروبي في 19 فبراير/ شباط، انطلاق مهمة بحرية أوروبية باسم "أسبيدس" لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين.

ورغم أن المهمة البحرية الأوروبية منفصلة عن الهجمات التي تشنها واشنطن ولندن، فإن هناك تنسيقا بينهما.