دولي, الدول العربية, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

أكاديمية يونانية: صمت أثينا تجاه الإبادة بغزة خطأ استراتيجي (مقابلة)

اعتبرت الأكاديمية اليونانية ماريا إليني كوبّا، صمت أثينا إزاء الإبادة الجماعية الإسرائيلية على مدار عامين في قطاع غزة "خطأ استراتيجيا" يضع البلاد في تناقض مع تاريخها السياسي القائم على دعم القانون الدولي.

Derya Gülnaz Özcan, Hişam Sabanlıoğlu  | 07.12.2025 - محدث : 07.12.2025
أكاديمية يونانية: صمت أثينا تجاه الإبادة بغزة خطأ استراتيجي (مقابلة)

Atina

أثينا/ الأناضول

الأستاذة في جامعة بانتيو، ماريا إليني كوبّا:
- التحالف غير المشروط مع إسرائيل يضر بمصداقية أثينا ويقوّض مبادئ القانون الدولي
- إذا بقيت اليونان صامتة إزاء انتهاك مبادئ القانون الدولي في غزة فستفقد مصداقيتها عندما تحتاج إليه
- أثينا مطالبة بإعادة تقييم علاقتها مع تل أبيب وفقًا للمبادئ التي تؤمن بها أوروبا واليونان

اعتبرت الأكاديمية اليونانية ماريا إليني كوبّا، صمت أثينا إزاء الإبادة الجماعية الإسرائيلية على مدار عامين في قطاع غزة "خطأ استراتيجيا" يضع البلاد في تناقض مع تاريخها السياسي القائم على دعم القانون الدولي.

وفي مقابلة مع الأناضول، أضافت كوبّا، الأستاذة في جامعة بانتيو اليونانية، والنائبة في البرلمان الأوروبي بين عامي 2007 و2014، أن التحالف الذي تصفه الحكومة بـ"الاستراتيجي" مع إسرائيل لم يعد "منسجمًا مع الواقع".

وأضافت: "عندما يرتكب هذا الحليف (إسرائيل) جرائم حرب وينتهك القانون الدولي ويُتهم بارتكاب إبادة جماعية، وتلتزم حكومة رئيس الوزراء كيرياكوس ميستوتاكيس الصمت، هنا بالتحديد تبدأ المشكلة، الحليف الحقيقي هو الذي يلتزم بالمبادئ لا بالصمت".

وبدعم أمريكي شنت إسرائيل لمدة عامين منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 70 ألف قتيل وما يزيد على 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.

وجرى التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة حماس دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن تل أبيب تخرق الاتفاق يوميا، ما أدى إلى مقتل 367 فلسطينيا وإصابة 953 آخرين منذ سريانه، بحسب وزارة الصحة في غزة، السبت.

وعلى وقع تلك الإبادة، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في غزة.

** المصداقية في خطر

وبحدة، انتقدت كوبّا موقف الحكومة اليونانية من حرب الإبادة بغزة، قائلة: "يحزنني كثيرًا أن تلتزم اليونان الصمت إزاء الإبادة الجماعية الصارخة المرتكبة في الأراضي الفلسطينية".

وأوضحت أن "الدعم غير المشروط لإسرائيل يضعف قدرة اليونان على الاستناد لاحقًا إلى القانون الدولي في قضاياها الوطنية".

وتابعت: "إذا بقيت اليونان صامتة إزاء انتهاك مبادئ القانون الدولي في غزة، فستفقد مصداقيتها عندما تحتاج إليه".

النائبة السابقة في البرلمان الأوروبي أشارت إلى أن التحالف مع إسرائيل "ليس غير محدود"، وأكدت أن أثينا مطالبة بإعادة تقييم علاقتها مع تل أبيب وفقًا للمبادئ التي تؤمن بها أوروبا واليونان.

** صراع النفوذ

وتعليقًا على تصريحات السفيرة الأمريكية لدى أثينا، كيمبرلي غولفويل، حول احتمال طرح ميناء بيرايوس اليوناني للبيع مستقبلًا، رأت كوبّا أن اتجاه الحكومة لمنح تشغيل منشآت الميناء لشركات أمريكية، "يعكس سعي واشنطن لموازنة النفوذ الصيني المتصاعد في المنطقة".

وأضافت: "لا يمكن لواشنطن أن تحلّ محل بكين في جميع القطاعات، إنها (واشنطن) تسعى لفرض وجود رمزي، على حساب تطوير البنية التحتية في القطاعات اليونانية".

وأشارت إلى أن الاتفاقية الصينية اليونانية بشأن ميناء بيرايوس أثبتت فائدتها للطرفين، "إذ أسهمت الاستثمارات الصينية في تطوير الميناء ورفع مستوى العمل فيه ضمن إطار قانوني يوناني".

** ولاء بلا مقابل

الأكاديمية اليونانية، انتقدت أيضا توجه الحكومة نحو الاعتماد المتزايد على الغاز الطبيعي المسال القادم من الولايات المتحدة، قائلة إن هذا التوجه لم يحقق أي فائدة للمواطنين.

وأكملت: "لم يحصل اليونانيون على طاقة أرخص. كان يمكن فرض أسعار أفضل في عقود الغاز المسال، لكن ذلك لم يحدث".

ورأت أن الكلفة المرتفعة لنقل الغاز المسال وتخزينه تجعل هذه الصفقات "عبئًا اقتصاديًا"، معتبرة أن أثينا "كسبت لقب الحليف الوفي لواشنطن فقط، دون مردود حقيقي".

وفي تقييمها لسياسة بلادها الإقليمية، قالت كوبّا إن اليونان، التي لعبت تاريخيًا دور "جسر للتفاهم والحوار" بين أوروبا وتركيا وفلسطين، فقدت هذا الدور بسبب "التبعية الكاملة" للولايات المتحدة.

وأضافت: "ما تفعله الحكومة يتعارض مع تاريخ اليونان نفسها. نحن الآن نتبنى سياسة أحادية، وهذا مكلف دبلوماسيًا".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.