السياسة, الدول العربية, أخبار تحليلية, فلسطين, الأردن

الأردن و"حماس".. علاقة مستقرة وفرص محدودة للتطور (تحليل)

يغلف الاستقرار طبيعة العلاقة القائمة بين الأردن وحركة "حماس" التي باتت لاعبا مهما في الساحتين الفلسطينية والإقليمية، وسط معطيات طرأت مؤخرا قد تساهم في زيادة التقارب بين الطرفين.

22.09.2021 - محدث : 22.09.2021
الأردن و"حماس".. علاقة مستقرة وفرص محدودة للتطور (تحليل)

Gazze

غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول

** القيادي في حركة "حماس"، يحيى موسى:
- علاقتنا مع الأردن ثابتة ومستقرّة لم تشهد تطور دراماتيكي، وتخلو من التوترات
- لا يوجد اتصالات على المستوى السياسي عبر المؤسسات الرسمية أو الديوان الملكي
** حسام الدجني، الكاتب والمحلل السياسي:
- لم تشب العلاقة حالة من العداء والصراع بعد خروج حماس من الأردن عام 1999
- إحداث تحول بين حماس وواشنطن، قد ينعكس إيجابا على علاقة الحركة بعدة أطراف بينها الأردن
** إبراهيم المدهون، المحلل السياسي ومدير عام مؤسسة فيميد للإعلام:
- للأردن حسابات سياسية ومحاذير تجعلها تبتعد بنفسها عن تطوير علاقتها بحماس
- العلاقة بحسب المؤشرات تتجه نحو التحسّن التدريجي البطيء

يغلف الاستقرار طبيعة العلاقة القائمة بين الأردن وحركة "حماس" التي باتت لاعبا مهما في الساحتين الفلسطينية والإقليمية، وسط معطيات طرأت مؤخرا قد تساهم في زيادة التقارب بين الطرفين.

ويرى محللان سياسيان فلسطينيان ومسؤول في حركة "حماس"، أن العلاقة الحالية بين المملكة الأردنية وحماس، تمر بحالة من الاستقرار والثبات.

لكن ثمة معطيات ظهرت مؤخرا قد تؤشر لتطور تلك العلاقة، آخرها سماح عمّان لرئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، ورئيس الحركة بالخارج خالد مشعل، أواخر أغسطس/ آب الماضي بزيارة المملكة للمشاركة في تشييع جثمان القيادي بالحركة إبراهيم غوشة.

إضافة لذلك، وعقب أيام من عدوان شنته إسرائيل على قطاع غزة (10-21 مايو/ أيار الماضي)، أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، تواصل المملكة مع "حماس"، مشددا على أن هدف عمان هو "حماية الفلسطينيين".

ويقرأ المحللان، في حديثهما للأناضول، وجود تحرك بطيء جدًا باتجاه تعزيز "تدريجي" للعلاقة بين الطرفين، التي تحكمها مجموعة من المحاذير مرتبطة بحسابات سياسية، وأخرى متعلّقة بالمصالح للأردن لا يمكنه تجاوزها.

وفي عهد عاهل الأردن الراحل الحسين بن طلال، ربطت حركة "حماس" بالمملكة علاقة جيدة استمرت حتى عام 1999 حينما أغلق الأردن المقر السياسي لقيادة "حماس"، وطلب منها مغادرة عمان.

** علاقة مستقرّة

يصف يحيى موسى، القيادي في "حماس" العلاقة التي تجمع حركته مع الأردن بـ "المستقرّة والثابتة".

ويقول لـ"الأناضول" إن هذه العلاقة "تتميز بنوع من الثبات، ولم يحدث فيها أي تطور بالشكل الدراماتيكي، كما أنها خالية من أي توتّر".

وينفى موسى وجود أي اتصال على المستوى السياسي مع الأردن سواء عبر المؤسسات الرسمية، أو الديوان الملكي.

لكن الاتصالات مع بعض المؤسسات (لم يحددها) في الأردن "لم تنقطع وما زالت مستمرة"، على حدّ قوله.

ويشير موسى إلى أن "اتصالاتنا مع الكثير من المؤسسات سواء في الأردن أو الدول الأوروبية أو أمريكا، متواصلة ولم تنقطع".

وحول مساعي حماس لتطوير علاقتها مع الأردن، يؤكد أن "الحركة تسعى لتطوير علاقاتها بكل المحيط، كون القضية الفلسطينية مركزية".

ويتابع القيادي بحماس: "نحن معنيون دائما بكل ما يعد رافعة للقضية والشعب الفلسطيني، والمحيط العربي هو دائما السند والظهير".

ويعتبر موسى زيارة قيادة حركة حماس، للأردن، للمشاركة في جنازة القيادي إبراهيم غوشة، بمثابة "المؤشر الإيجابي" في العلاقة.

** قطيعة سياسية

يقول حسام الدجني، الكاتب والمحلل السياسي، إن القطيعة على المستوى السياسي الرسمي بين الأردن و"حماس" بدأت منذ عام 1999 حين تم إغلاق مقر الحركة السياسي في عمان، ومطالبة قيادتها بالمغادرة.

ويضيف، أن تلك الفترة وما تلتها، لم تشهد فيها العلاقة بين الطرفين، أي حالة من "العداء والصراع".

ويرى الدجني أن "العلاقات آنذاك كانت خجولة، وكان مدير المخابرات الأردنية، يتواصل مع قيادة الحركة، وبقيت حالة من الاحترام المتبادل بين الطرفين".

ويلفت إلى أنه خلال هذه الفترة لم تظهر أي "إساءة من حماس للأردن بالعكس تماما فقد كانت الحركة حريصة على وجود علاقة متينة مع عدد من الأطراف العربية من بينها عمّان، كما احتضنت في غزة المستشفى الأردني".

ومنذ عام 2009، انطلق المستشفى الميداني العسكري الأردني، التابع للجيش، في قطاع غزة الخاضع لإدارة "حماس"؛ حيث يستقبل نحو ألف و200 مراجع يوميا.

ويدار المستشفى من خلال طواقم طبية وفنية وإدارية تستبدل كل 3 أشهر، كما يزود مع بداية كل مهمة بالمستلزمات الطبية والعلاجية لإدامة عمله، كونه يقدم خدماته بشكل مجاني، وفق وكالة الأنباء الأردنية.

ويوضح الدجني أن الأردن ينظر إلى حماس "بعين الاحترام والتقدير، خاصة في ظل وجود عدد من التقاطعات بينهما على المستويين السياسي والاستراتيجي، أهمها رفض فكرة الوطن البديل، وبقاء الوصاية الهاشمية على المقدّسات".

ومصطلح "الوطن البديل" ظهر بالتزامن مع "صفقة القرن" التي طرحتها الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب عام 2020، وسعت من خلالها إلى تصفية القضية الفلسطينية وتفتيت الوطن وتشتيت اللاجئين.

** تطور محتمل

ويتابع المحلل السياسي، أن الموقف الأردني الرسمي من القضية الفلسطينية "متقدّم جدا"، بينما تربط الشعبين الفلسطيني والأردني علاقة "قوية ومتينة".

ويبين أنه في ظل وجود تقاطعات بين حماس والأردن فمن المحتمل أن يساهم ذلك في تطوير العلاقة ب[ين الطرفين في المستقبل، في ظل التغيّرات على الساحة الدولية والإقليمية.

ويتابع الدجني: "مكانة حماس في النظام السياسي الفلسطيني كبيرة، فهي تقود المقاومة، وتحكم غزة، وهناك مصالح من التقرب من حماس، لكل من يريد أن يكون فاعلا سياسيا مهما".

ويشير إلى أن هذا التطور المحتمل قد يطول العلاقة بين حركة "حماس"، وواشنطن، في ظل حدوث المتغيرات المتسارعة.

ويعتقد الدجني أنه "لو حدث مثلا تحولات في العلاقة بين أمريكا وحماس، هذا سينعكس على علاقة الحركة بالعديد من الأطراف من بينها الأردن، فالأمر مرتبط بالوضع الإقليمي والدولي".

وفي 31 مايو/ أيار الماضي، قالت لولوة الخاطر، مساعدة وزير الخارجية القطري الناطقة باسم الوزارة، إن الدوحة منفتحة على لعب دور الوساطة بين أي من القوى الإقليمية، من بينهم واشنطن وحركة "حماس".

** مواقف إنسانية

وعدّ الدجني سماح الأردن، بزيارة قيادة حماس لأراضيها، للمشاركة في جنازة غوشة، "موقفا إنسانيا".

ويؤكد أن "الأردن لم تتأخر في هذه اللفتات الإنسانية حيث سبق لها وأن سمحت لمشعل بدخول عمان للمشاركة في جنازة والده أولا عام 2009، ووالدته عام 2016".

ويشدد المحلل السياسي على أن هذا الحدث لا يعد "مؤشرا أو تحولا كبيرا في العلاقة، بقدر ما هو لفتة إنسانية تصبّ في الاتجاه الصحيح".لإ

** محاذير

يقول إبراهيم المدهون، المحلل السياسي مدير عام مؤسسة فيميد للإعلام (فلسطينية مقرها تركيا)، إن "حماس" حريصة على تعزيز علاقاتها مع الأردن "كونها من دول الطوق (محيطة بفلسطين) والأكثر تواجدا للشعب الفلسطيني".

ويضيف: "رغم خروج حماس من الأردن عام 1999 إلا أنها ما زالت تحتفظ بود واعتزاز بتاريخ العلاقة معها"، لكن تبقى للأردن، وفق المدهون، حسابات سياسية ومحاذير "تجعلها تبتعد بنفسها عن تطوير هذه العلاقة".

ويردف قائلا:" تطوير العلاقة مع حماس، قد يتسبب بتوتير علاقة الأردن مع بعض الأطراف الأخرى، كالولايات المتحدة الأمريكية (التي تُصنّف حماس على قوائم الإرهاب)، أو السلطة الفلسطينية، الأمر الذي يحدث إرباكا في هذه العلاقات".

وطفت على السطح، مؤخرا، بعض الإشارات التي وصفها المدهون بـ"الإيجابية"، التي بدرت من الأردن باتجاه الحركة الفلسطينية، منها السماح لمشعل وهنية بزيارة أراضيها.

** مستقبل العلاقة

ويرى المدهون أنه من الصعب "التنبؤ بمستقبل العلاقة بين حماس والأردن"، إلا أنها رغم ذلك تتجه نحو "التحسّن التدريجي البطيء"، كما قال.

وينوه إلى أننا "قد نشهد في لحظة تسارعا بوتيرة ما، هذا الأمر يحتاج إلى عوامل (لم يذكرها)، ما زالت غير متوفرة حّتى اللحظة".

ويعتقد المدهون أن الحسابات الأردنية سواء الداخلية أو الخارجية، في إطار تعزيز العلاقة مع "حماس"، ما زالت بحاجة لإنضاج.

ويصف العلاقة بين الطرفين، ورغم وجود تحسّن طفيف، بأنها "حذرة".

ويقول إن "حماس" تدرك حساسية المعادلة الأردنية وتعقيداتها وتعمل "وفق معادلة معينة، ولن تكون عبئا على الأردن".

ويشير المدهون إلى أن الأردن أمامه فرصة لتعزيز علاقتها مع "حماس"، التي دائما ما تترك أبواب تعزيز علاقاتها مع الدول مفتوحة.

ويعزي ذلك إلى إمكانية أن تقّدم حماس للأردن "عددا من أوراق القوة"، خاصة وأن هذه العلاقة مدعومة "شعبيا ومطلوبة من الأردن سيما بعد معركة سيف القدس".

واستكمل المحلل السياسي قائلا: "معركة سيف القدس أعطت ثقلا واضحا لحماس، وأضحت قوة إقليمية تسعى بعض الدول لتعزيز العلاقة معها".

و"سيف القدس" الاسم الذي أطلقته الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة على تصديها للعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في مايو/ أيار الماضي.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın