مسؤول إسرائيلي: كلام ترامب عن وقف محاكمة نتنياهو تهيئة لعفو محتمل

تصريحات الرئيس الأمريكي تأتي وفق المسؤول "في إطار تحرك سياسي إقليمي واسع لإنهاء حرب غزة وتسوية سلام مع دول عربية"، بحسب هيئة البث العبرية

القدس / سعيد عموري / الأناضول

قال مسؤول إسرائيلي، الخميس، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ضرورة إنهاء محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تهدف لتهيئة الرأي العام في تل أبيب لـ"عفو محتمل عنه"، وفق إعلام عبري.

أفادت بذلك هيئة البث العبرية نقلا عن مسؤول وصفته بـ"الكبير" دون تسميته، بعد أن أثارت دعوة ترامب لإلغاء محاكمة نتنياهو بتهم الفساد جدلا واسعا وحالة استقطاب في إسرائيل.

والخميس، أيد الداعمون لنتنياهو دعوة ترامب، إلا أن المعارضين دعوا الرئيس الأمريكي إلى عدم التدخل بعملية قانونية تجري في إسرائيل.

ويواجه نتنياهو اتهامات بالرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة قد تقوده إلى السجن بحال أُقرت، ويمثل منذ عدة أشهر أمام المحكمة مرتين أسبوعيا للرد على تلك التهم.

وقال ترامب بمنشور على منصة تروث: "يجب إلغاء محاكمة بيبي نتنياهو على الفور، أو منح العفو لبطل عظيم، فعل الكثير من أجل الدولة"، على حد قوله.

وأضاف: "لقد أنقذت الولايات المتحدة إسرائيل، والآن ستكون هي من ينقذ بيبي نتنياهو، لا يمكن السماح بهذه المهزلة. العدالة".

ونقلت هيئة البث عن المسؤول، قوله إن ترامب لم ينشر تصريحه الأخير بشأن نتنياهو عشوائيا، بل بالتنسيق مع مستشاريه وبعلم مقرّبين من الأخير، بهدف "تهيئة الرأي العام الإسرائيلي لقبول صفقة عفو محتملة عن رئيس الحكومة".

وقال المسؤول إن تصريحات ترامب بشأن ضرورة إنهاء محاكمة نتنياهو، تأتي أيضا "في إطار تحرك سياسي إقليمي واسع، يهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، والإفراج عن الأسرى، والتوصل إلى تسوية سياسية مع دول عربية، بمشاركة لاعبين دوليين آخرين".

وفي وقت سابق الخميس، نقلت وسائل إعلام عبرية بينها صحيفتا "يديعوت أحرنوت" و"يسرائيل هيوم" الخاصتان، عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، قولهم إن نتنياهو وترامب اتفقا على إنهاء الحرب بغزة، في غضون أسبوعين كحد أقصى، وذلك في إطار خطة سلام إقليمية واسعة تشمل عدة مسارات سياسية وأمنية.

وأضاف المسؤول أن شخصيات داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل تفكر في استغلال تصريحات ترامب لدفع مشاريع قوانين من شأنها إلغاء محاكمة نتنياهو.

من جانبه، نفى رئيس المحكمة العليا الأسبق بإسرائيل أهارون باراك، وجود أي اتصالات حالية معه أو بواسطته بشأن "صفقة ادعاء" مع نتنياهو، موضحا أن ما جرى بهذا الشأن كان قبل عدة أشهر ولم يُثمر شيئا، وفق القناة 12 العبرية.

و"صفقة الادعاء" وفق القانون الإسرائيلي، هي "اتفاق بين المدعي والمتهم، حيث يتعهد الادعاء بالتنازل عن قسم من التهم المنسوبة للمتهم، وتحويل تهمة خطيرة إلى تهمة بسيطة أو التنازل للمتهم تنازلاً آخر يمنحه تسهيلاً بما يخص نتائج المحكمة، وذلك مقابل اعتراف المتهم بالوقائع التي يكون من شأنها إدانته".

ومن المقرر أن يمثل نتنياهو مجددا أمام المحكمة المركزية بتل أبيب الاثنين المقبل، بعد توقف محاكمته طوال فترة الحرب على إيران التي استمرت 12 يوما.

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأت جلسات استجواب نتنياهو الذي ينفي اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة فيما يعرف بملفات "1000" و"2000" و"4000"، وقدم المستشار القضائي للحكومة لائحة اتهام متعلقة بها نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.

ويتعلق "الملف 1000" بحصول نتنياهو وأفراد من عائلته على هدايا ثمينة من رجال أعمال أثرياء، مقابل تقديم تسهيلات ومساعدات لهذه الشخصيات في مجالات مختلفة.

بينما يُتهم في "الملف 2000" بالتفاوض مع أرنون موزيس، ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية.

أما "الملف 4000" الأكثر خطورة فيتعلق بتقديم تسهيلات للمالك السابق لموقع "واللا" الإخباري شاؤول إلوفيتش الذي كان أيضا مسؤولا بشركة "بيزك" للاتصالات، مقابل تغطية إعلامية إيجابية.