فرنسا تطالب إسرائيل بـ"حسم" عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين بالضفة

وزارة الخارجية نددت بهجمات المستوطنين المتكررة خلال الأيام الماضية بالضفة الغربية وأكدت معارضتها "الشديدة" لسياسة ضم الأراضي

إسطنبول / الأناضول

أدانت فرنسا، الخميس، الهجمات المتكررة التي يشنها المستوطنون على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وطالبت الحكومة الإسرائيلية بـ"إجراءات حاسمة" لوقف عنفهم.

أفادت بذلك وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، بعد يوم من مقتل 3 فلسطينيين وإصابة 7 آخرين جراء عدوان المستوطنين على بلدة كفر مالك شرق مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.

وذكرت الخارجية أن فرنسا "تُدين الهجمات المتكررة التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين في الضفة الغربية".

وأضافت: "خلال الأيام القليلة الماضية، قُتل 4 فلسطينيين في بلدتي كفر مالك قرب رام الله، وصوريف قرب الخليل (جنوب الضفة)".

والأربعاء، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، بـ"ارتقاء 3 شهداء وإصابة 7 آخرين جراء عدوان المستوطنين على بلدة كفر مالك".

ومساء اليوم ذاته، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني لم تسمه قوله: "وصل مستوطنون إلى قرية كفر مالك قرب رام الله، وأحرقوا مباني ومركبات واشتبكوا مع الأهالي وخطّوا شعارات على الجدران، وأصيب عشرة فلسطينيين جراء رشقهم بالحجارة".

بينما أفادت الصحة الفلسطينية في 19 يونيو/ حزيران الجاري، بمقتل أحد مواطنيها وإصابة آخر برصاص مستوطنين إسرائيليين اقتحموا بلدة صوريف بمحافظة الخليل.

ودعت فرنسا الحكومة الإسرائيلية إلى "اتخاذ إجراءات حاسمة لإنهاء العنف الذي يمارسه المستوطنون المتطرفون".

وأشارت إلى أنها "تؤكد مجددا إدانتها للنشاط الاستيطاني ومعارضتها الشديدة لأي شكل من أشكال الضم (للأراضي الفلسطينية)".

وأردفت: "على المستوى الوطني، اعتمدت فرنسا 59 عقوبة فردية على المستوطنين المتطرفين الذين مارسوا العنف ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية".

وقوبل هجوم المستوطنين في "كفر مالك" بتنديد فلسطيني انضم إليه أيضا ساسة إسرائيليون مثل زعيم حزب "الديمقراطيين" المعارض يائير غولان، واصفا ما حدث في القرية بأنه "مجزرة يهودية عنيفة".

وخلال مايو/ أيار الماضي، ارتكب مستوطنون إسرائيليون 415 اعتداء بالضفة الغربية المحتلة، وفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية فلسطينية).

وأفادت هيئة البث بأن الاعتداءات "راوحت بين هجمات مسلحة على قرى فلسطينية، وفرض وقائع على الأرض وإعدامات ميدانية وتخريب وتجريف أراض واقتلاع أشجار والاستيلاء على ممتلكات وإغلاقات وحواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية".

ومنذ بدء حرب الإبادة بقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أعلن مسؤولون إسرائيليون، في مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رفضهم إقامة دولة فلسطينية واعتزامهم ضم الضفة الغربية رسميا.

وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 986 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.

وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 188 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.