رسالة من الرئيس
سردار قره غوز |
رئيس مجلس إدارة وكالة الاناضول ومديرها العام |
كلمة رئيس الأكاديمية
كانت وكالة الأناضول للأنباء شاهداعلى ما وقع من أحداث في تركيا والعالم على مدار ثلاثة وتسعين عاما، وهي تستعد الآن للاحتفال بعيد ميلادها المئوي. ومع خبرتها الممتدة على مدى قرن من الزمان تعمل وكالة الأناضول وتنتج دون أن تفقد حماسها في إسماع صوت تركيا إلى العالم.
تسعى الوكالة إلى تحقيق هدفها بأن تكون "وكالة أنباء قوية لتركيا قوية"، وتدرك، وهي تحتفل بعيد ميلادها المئوي عام ٢٠٢٠، ضرورة النظر إلى العالم من خلال رؤية جديدة، ولذلك فإن "مشروعها المئوي" يعني تقديمها مفهوم الصحافة "الموثوقة، المحايدة، الأخلاقية والسريعة" للعالم بأسره وكأنه نظرية جديدة.
نعيش في عالم من المنافسة لا يمكن البقاء فيه لمن لا يستطيعون أن يقدموا فهما، أو يستخدموا ابتكارا، أو يجمعوا بين الإنتاج والتعاون الوظيفي. لا يمكن تجاهل ما ذكرته، والبقاء على الساحة يتطلب الإنتاج وتسويق المنتج. ولكي نتمكن من تحقيق ذلك علينا أن لا نتجاهل التطور التكنولوجي أو ندع الفرصة له لكي يفوتنا.
لم يعد أي من التقاليد، باستثناء الخبرة والذخيرة الثقافية الموروثتين من الماضي، كافيا بالنسبة للإعلام من أجل متابعة الأحداث ونقلها وتسجيلها للتاريخ، لأن من الواجب علينا أن نكون متابعين للأحداث حتى لا يفوتنا قطار الزمن. والحقيقة التي أفرزتها هذه المتابعة هي "الصحافة الحديثة".
لم تعد المؤسسات الإعلامية القوية في العالم تتجاهل مفهوم "الصحافة الحديثة"، وأصبحت تشكل نفسها وتنشئ بنيتها التكنولوجية وفقا للمفهوم المذكور. وفي هذا الإطار يتضح نموذج الصحفي، الذي أعرفه بأنه "جيل جديد من الصحفيين".
والجيل الجديد من الصحفيين يجب أن جريئا إلى حد يمكنه من التفكير بطريقة مختلفة، وحرا إلى حد يمكنه من متابعة الأحداث، وسريعا إلى حد يمكنه من معايشة التغيير، وموثوقا إلى حد لا يدع مجالا للشك.
وفي الحقيقة فإن الجيل الجديد من الصحفيين ليس مجرد صحفي قادر على كتابة خبر جيد فحسب وإنما هو مصور صحفي يخلد أحداث الزمن، ومصور فيديو لا تفوته لحظة الحدث، وشاهد يسجل لحظات للتاريخ من خلال تقنيته في توجيه الأسئلة...
كان هذا هو السبب في تأسيسنا أكاديمية الأخبار في وكالة الأناضول، وهي حجر أساس هام في "المشروع المئوي" للوكالة. ومن الآن فصاعدا
ستقوم وكالة الأناضول بتأهيل "الجيل الجديد من الصحفيين" من تركيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى ودول البلقان. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ماذا ستقدم أكاديمية الأخبار؟
1- تلبي حاجة وكالة الأناضول من الموارد البشرية من خلال دورة صحافة وكالات الأنباء، ولن يقتصر دور الأكاديمية على ذلك، فهي:
2- ستقوم بتأهيل الصحفيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية وعلى رأسها الصحف والقنوات التلفزيونية داخل تركيا.
3- ستقوم بتدريب الصحفيين، الذين يعملون في الظروف الاستثنائية وفي مقدمتها مناطق الحروب من خلال دورة المراسل الحربي. وأول ما سيتعلمه الصحفيون في الدورة هو كيفية المحافظة على سلامتهم.
4- ستقوم بتأهيل وتدريب موظفي وكالة الأناضول العاملين داخل وخارج تركيا من خلال دورة التدريب المستمر.
سيكون أسلوب التدريب أهم ميزة لأكاديمية الأخبار في وكالة الأناضول، حيث ستدب الحياة من جديد في أوصال نظرية "المعلم/ الطالب"، التي أهملت في مهنة الصحافة، من خلال الدورات التطبيقية في الأكاديمية. وسيلعب صحفيو وكالة الأناضول ذوي الخبرة دور "المدرب المهني" للطلبة. وبذلك ستقدم أكاديمية الأخبار في وكالة الأناضول حلا لمشكلة "التدريب التطبيقي"، وهي أهم مشكلة لم تستطع كليات الاتصال في الجامعات حلها على مدى أعوام. وسيجد كل طالب الإمكانية لكتابة الأخبار والحوارات، وتطوير حسه الصحفي في مجال الأخبار الحصرية، والتقاط الصور والمشاهد ومعالجتها. والأهم من ذلك أن كل ما ينتجه الطالب خلال الدورات التدريبية سيكون خاضعا للمتابعة والقياس والتقييم.
توجت وكالة الأناضول تجربتها وخبرتها العريقة، التي تقترب من المئة عام، بأكاديمية الأخبار، وأود أن أعبر عن شكري العميق لكل من كان له مساهمة في الأكاديمية.