روسيا تدعو لمواصلة "صيغة إسطنبول" حال رفع مستوى المفاوضات مع أوكرانيا

وفق المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف..

موسكو/ الأناضول

قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إنه في حال رفع مستوى المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، فإن المحادثات يجب أن تستمر ضمن "صيغة إسطنبول".

جاء ذلك في مقابلة مع وكالة أنباء "ريا" الروسية، نشرت الجمعة، تعليقا على جهود دول "تحالف الراغبين" في الغرب لنشر قوات في أوكرانيا بهدف توفير ضمانات أمنية لها.

وأشار بيسكوف إلى أن القوات العسكرية الأجنبية لا يمكن أن توفر ضمانات أمنية لأوكرانيا، وأن هذا الأمر لن يناسب روسيا.

وشدد على ضرورة توفير الضمانات الأمنية لأوكرانيا وروسيا على حد سواء.

والخميس، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في باريس، أن 26 دولة من "تحالف الراغبين" تعهّدت بنشر قوات ضامنة في أوكرانيا أو التواجد "برًا أو بحرًا أو جوًا"، مبينًا أن الهدف ليس خوض حرب ضد روسيا وإنما حماية السلام.

بدوره قال زيلينسكي إن عضوية الاتحاد الأوروبي هي من الضمانات الأمنية الأساسية لأوكرانيا، لأنها توفر لها الأمن السياسي والجيوسياسي والاقتصادي.

واستضاف ماكرون الخميس قمة عبر الإنترنت لقادة "تحالف الراغبين" التي عقدت برئاسة مشتركة بين فرنسا وبريطانيا.

و"تحالف الراغبين" هو تشكيل دولي أُعلن عقب قمة عُقدت بلندن في مارس/ آذار الماضي، جمعت قادة أوروبيين وممثلي منظمات دولية بهدف مناقشة آليات تعزيز السلام في أوكرانيا.

ولفت بيسكوف إلى توقيع مسودة اتفاق بالأحرف الأولى بين روسيا وأوكرانيا في مفاوضات إسطنبول عام 2022 بوساطة تركية.

وأضاف: "إذا قرأتم بعناية بنود الاتفاقات التي تم التوقيع عليها بالأحرف الأولى في إسطنبول عام 2022، سترون أن جميع الضمانات الأمنية موجودة فيها، وتم توفيرها بالكامل هناك".

وتابع: "هل هناك ضمانات أخرى ممكنة؟ نعم بالطبع، كل هذه الأمور يمكن ويجب أن تكون موضوعًا للمفاوضات".

وأوضح بيسكوف أن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا يمكن أن تستمر ضمن صيغة إسطنبول.

وردًا على سؤال حول ما إذا كانت المحادثات يمكن أن تستمر بصيغة إسطنبول إذا تم رفع مستوى المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، قال بيسكوف: "يمكن ويجب مواصلة هذه الأعمال".

وأشار إلى أن وفد التفاوض مع أوكرانيا يمكن رفعه إلى المستوى السياسي إذا لزم الأمر، لكنه أوضح أن المستوى الحالي للوفد يعتبر رفيعا للغاية في الوقت الراهن.

وقال متحدث الكرملين: "قبل أي لقاء على مستوى عالٍ أو على أعلى مستوى، يجب القيام بالكثير من العمل لحل المشاكل الصغيرة والمسائل الفنية".

وفي مارس/ آذار 2022، استضافت إسطنبول عدة جولات من المباحثات بين وفود روسية وأوكرانية للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب.

ووقع البلدان اتفاقية بإسطنبول في يوليو/ تموز 2022، بوساطة تركيا والأمم المتحدة لشحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وللمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ومددت الاتفاقية 3 مرات قبل أن تعلق موسكو العمل بها في 17 يوليو 2023.

واستضافت إسطنبول جولات جديدة من المفاوضات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا، في يوليو/ تموز ومايو/ أيار ويونيو/ حزيران 2025 حيث أسفرت عن اتفاقيات بشأن إخلاء سبيل آلاف الأسرى من كلا الطرفين.

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.