أجبان تونج إيلي التركية.. نكهة تصنعها الطبيعة والتقاليد

يقضي الرحل مع مواشيهم فصل الصيف في المراعي متحدين التضاريس ويبقون يقظين في حماية مواشيهم من الذئاب والدببة..

تونج إيلي/الأناضول

يصنع الرحّل في ولاية تونج إيلي شرقي تركيا أجبانهم التقليدية بعد مكابدتهم عناء رعي قطعانهم طيلة فصل الصيف في التضاريس الوعرة.

الأجبان المملحة يصنعها الرحل بالطريقة التقليدية من حليب الأغنام التي يرعونها في سفوح الجبال والوديان التي تُعدّ موطنًا مثاليًا لتربية المواشي بفضل مروجها ومصادر مياهها الغنية.

وعند قدوم مايو/أيار يظعن الرعاة مع مواشيهم إلى الجبال التي يبلغ ارتفاعها 3 آلاف كيلو متر عن سطح البحر، في منطقتي أوفاجك وبولومور، ويقضون فصل الصيف بخيامهم في المراعي.

ويقضي الرعاة ساعات طويلة في حلب مئات الأغنام، ثم يحوّلون الحليب إلى جبن مملح لا سيما جبنة الـ"تولوم" التي يشتهرون بها وذلك باتباع الطرق التقليدية.

**كلاب الكانغال لا غنى عنها في حراسة قطعان الماشية

تشكل كلاب الكانغال الضخمة الحارس الأمين للرعاة في رحلة الصيف من هجمات الدببة البنية والذئاب وأبناء آوى.

يتحمل الرُّحل حياة مليئة بالصعوبات، ويعودون إلى قراهم في الشتاء مع حلول الخريف وبرودة الطقس.

وفي حديث للأناضول قال خضر تشاكماز أحد الرُّحل، إنه يواصل مهنة أجداده في العناية بالحيوانات على مدار العام.

وقال: "بمجرد أن نستيقظ صباحًا، نخرج الأغنام من الحظائر إلى المراعي ثم نعيدها ونكرر ذاك مرتين في اليوم ظهرًا ومساءً.

وأشار إلى أنّ أكثر عمل شاق بالنسبة لهم هو حلب الأغنام يوميا وتخثير الحليب وتحويله إلى جبن.

وقال: "رغم أن لحياة المراعي جوانب جميلة، إلا أن لها صعوبات أيضًا. خاصة عندما تهطل أمطار غزير أو تهب الرياح لفترة طويلة، فإن ذلك يصعب حياتنا".

وأكّد الراعي السوري هاني الهادي، المقيم منذ 11 عامًا في ولاية تونج إيلي، أن مهنة الرعي صعبة للغاية وتتطلب السهر والتأهب الدائم.

وقال: "ننام قليلا ونبقى دائمًا أمام القطيع. ذات يوم، وبينما كنت في منطقة منعزلة بسبب قلة المراعي، واجهت دبًا، لكنني تمكنت من إبعاده دون أن أؤذيه".

من جهته، قال إبراهيم كوسه، "كلما صعدنا نحو القمم، تتنوع الأعشاب وتتحسن جودة الحليب. نذهب كل صيف إلى المراعي للحصول على إنتاج جيد من الأغنام".

أما آي نور سان، فسلطت الضوء على دور النساء في رحلة الرعي حيث يقمن بحلب الأغنام، وتحويل الحليب إلى الجبن بالطرق التقليدية، ثم بيعه في مركز منطقة أوفاجك بعد تصفيته وتخزينه.