"آيس كريم العودة" بغزة.. منحوتات شمعية تذكر بمأساة أطفال 2014

تعيد للذاكرة واقعة حفظ جثامين الأطفال الذين سقطوا خلال الحرب الإسرائيلية، بثلاجات المرطبات، بسبب عدم وجود ثلاجات موتى

غزة / هداية الصعيدي / الأناضول

قطع الآيس كريم "المثلجات" داخل مؤسسة "محترف شبابيك" الثقافية، غربي مدينة غزة، ليست كغيرها لذيذة وتذهب الحرارة وتنعش الجسد، بل تعيد ذاكرة أحداث مؤلمة لكل من يراها.

فهذه المثلجات المنحوتة جمعت بين شكل الآيس الكريم وجثامين أطفال ملفوفة بـ"الكفن".

واختارت الفنانة التشكيلية الفلسطينية، دعاء قشطة، تلك الفكرة، لإبراز موضوع حفظ جثث الأطفال الذين سقطوا خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع العام 2014، بثلاجات المرطبات، بسبب قصف المشفى وعدم وجود ثلاجات موتى.

وافتتحت قشطة معرضها الفني، مساء الإثنين، والذي أطلقت عليه عنوان "آيس كريم العودة"، كناية لصاحب تلك الثلاجات.

وتأخذ بعض المرطبات شكل "البوظة"، جزءها العلوي يظهر كطفل رأسه ملفوف بالكفن، والجزء السفلي عبارة عن قطعة بسكويت.

وتقول قشطة، للأناضول،: في أغسطس (آب) 2014، خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، واشتداد القصف على مدينة رفح جنوبي القطاع، وارتفاع عدد الشهداء، وقصف مستشفى "أبو يوسف النجار" الحكومي، في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، اضطر العاملون لنقل عملهم إلى مستشفى خاص آخر، لا يوجد به ثلاجات للموتى.

وأضافت: تم وضع جثامين الأطفال حينها في ثلاجات المرطبات، وسط صدمة وذهول من الجميع، لكن لم يكن هناك خيار.

واستدركت:"أردت أن أعرض هذا الأمر أمام العالم، فمن بدل من أن يشتري الطفل الآيس كريم من الثلاجة تم وضع جثته فيها بسبب الحرب.

وشنت إسرائيل حربا على قطاع غزة، صيف عام 2014، تعتبر الأعنف من سابقاتها، فقد أسفرت عن مقتل الآلاف وتدمير واسع في البنى التحتية والمنازل.

واستخدمت الفنانة مادة الشمع في صناعة منحوتاتها، حسب قولها.

وتابعت:" وصلت لهذه المادة الشمعية بعد عدة تجارت ومحاولات من خلط مواد وخامات مختلفة".

وترغب قشطة بأن ترسل من خلال عملها الفني رسالة للعالم بأن يلتفتوا للقضية الفلسطينية، وخاصة لوضع قطاع غزة الذي يعاني من الحروب والحصار منذ اكثر من 12 عاما.

وأكملت: "كما أريد أن أبرز قضية أن مدينة رفح جنوبي القطاع، تحتاج لبناء مشفى خاص بها".

وخلال ستة أعوام شنت إسرائيل ثلاثة حروب على غزة، بين الأعوام 2008 - 2014، أسفرت عن مقتل الآلاف.