سفير تركيا: أنقرة من أبرز الجهات الفاعلة في تخفيف المأساة بالسودان (مقابلة)

سفير تركيا لدى السودان فاتح يلدز في مقابلة مع الأناضول: تركيا قلقة بشأن التطورات بالسودان وتدين الانتهاكات بحق المدنيين

السودان/ عادل عبد الرحيم، أحمد ساتي/ الأناضول

** سفير تركيا لدى السودان فاتح يلدز في مقابلة مع الأناضول:
- تركيا قلقة بشأن التطورات بالسودان وتدين الانتهاكات بحق المدنيين
- دعوة الرئيس التركي حركت جميع المؤسسات الإنسانية في البلاد لتخفيف مأساة السودان
- الهلال الأحمر التركي وزع 60 طنا من المساعدات في مخيمات نازحي الفاشر
- 30 ألف خيمة ستصل إلى السودان

قال سفير أنقرة لدى الخرطوم، فاتح يلدز، إن تركيا تواصل جهودها الدبلوماسية من أجل وقف نزيف الدماء في السودان، وإنها من أبرز الجهات الفاعلة في التخفيف من حجم المأساة الإنسانية.

وفي إطار دعمها الإنساني للشعوب في مناطق النزاع، لا تتوانى تركيا عن تقديم المساعدات للسودان الذي يمر بواحدة من أسوأ الأزمات حول العالم، إلى جانب مساعيها لإنهاء القتال فيه في أقرب وقت ممكن.

السفير يلدز، أكد في مقابلة مع الأناضول الدور المهم الذي تؤديه تركيا لمساندة السودان، وأنها ستقدم نموذجا إنسانيا في البلد الإفريقي.

وفق يلدز، فإن 30 ألف خيمة في طريقها إلى السودان، بينما تتفاقم المعاناة الإنسانية فيه جراء الحرب المستمرة بين الجيش و"قوات الدعم السريع" منذ أبريل/ نيسان 2023، بسبب الخلاف حول توحيد المؤسسة العسكرية.

وأسفرت تلك الحرب عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص، وكارثة إنسانية حقيقية وسط محاولات إقليمية ودولية لإنهائها.

** قلق تركي

واستحضر يلدز مآسي الحرب التي تجاوزت عامها الثاني، وخص بالذكر مدينة الفاشر غربي البلاد، لصعوبة الأحداث التي شهدتها.

وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استولت "قوات الدعم السريع" على الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين، بحسب ما أفادت منظمات محلية ودولية وشهود عيان، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للسودان.

ووسط هذه الفظائع، أقر قائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" في 29 من الشهر نفسه، بحدوث ما سماها "تجاوزات" من قواته في الفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.

وقال يلدز: "رغم مرور نحو 32 شهرا على الحرب بالسودان، إلا أن واحدة من أكثر اللحظات مأساوية وقعت قبل نحو شهرين، عندما انسحب الجيش السوداني من الفاشر، ودخلتها قوات الدعم السريع، ما أدى إلى موجات نزوح هي الأولى من نوعها في البلاد".

ومتحدثا عن المأساة بالفاشر التي فرضت عليها "الدعم السريع" حصارا منذ مايو/ أيار 2024، أضاف أنها "شهدت بالفعل نزوح أعداد كبيرة من الأهالي، ووتيرة النزوح ازدادت بعد دخول قوات الدعم السريع إلى المدينة".

وأردف يلدز أن "المعلومات المتوفرة حاليا حول ما يجري داخل المدينة ومصير الأهالي قليلة جدا، بسبب التعتيم المفروض على الأوضاع هناك (من قبل قوات الدعم السريع)" .

وبشأن موقف بلاده، شدد على أن تركيا "عبّرت عن قلقها العميق تجاه هذه التطورات، وأدانت بشدة الانتهاكات والمجازر التي ارتُكبت بحق المدنيين".

ولفت السفير التركي إلى أن أنقرة "دعت إلى إنهاء القتال في السودان في أقرب وقت ممكن".

وبيّن أن "تركيا تواصل جهودها الدبلوماسية في هذا الاتجاه، كما تواصل أداء دور مهم في التخفيف من حجم المأساة الإنسانية التي تعد واحدة من أكبر المآسي في العالم بالوقت الراهن".

كما أشار يلدز إلى أن بلاده بأنها من "أبرز الجهات الفاعلة في التخفيف من المأساة بالسودان".

** دعوة أردوغان

يلدز تطرق إلى الدعوات التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمساعدة السودان عقب التطورات المأساوية في الفاشر، وقال إنها "لم تكن موجهة إلى تركيا فقط، بل إلى العالم بأسره".

وأشار يلدز إلى أن هذه الدعوة "حرّكت جميع قدرات المؤسسات الإنسانية التركية".

وبيّن أنه بناء على تلك الدعوة، "منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بدأت عدة منظمات تركية العمل في بورتسودان (شرق) والمناطق المجاورة، وكذلك في مناطق استقبال النازحين المتضررين مباشرة من القتال، حيث وزعت مساعدات إنسانية ووجبات ساخنة".

وأوضح أن هذه المنظمات "تعمل بالتنسيق الكامل مع السفارة التركية لدى السودان"، مشيرا إلى أن "نشاطاتها الإنسانية ستستمر بوتيرة متزايدة خلال الفترة القادمة".

وخلال افتتاح الاجتماع الـ 41 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي "الكومسيك" في إسطنبول، في نوفمبر الماضي، قال الرئيس التركي: "من المهم أن نقف إلى جانب الشعب السوداني في أيامه العصيبة".

وتابع أردوغان: "نواصل مساعداتنا الإنسانية ودعمنا لجهود التنمية هناك".

** دعم من آفاد والهلال الأحمر

وعن خطوات أنقرة لتخفيف مأساة السودان، قال يلدز إن "إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) والهلال الأحمر التركي باشرا العمل فورا بعد الأحداث بالفاشر".

وتابع: "وصلت في الأسبوع التالي للأحداث بالفاشر بعثة برئاسة نائب رئيس آفاد، حمزة تاشديلن، التي حددت الاحتياجات الإنسانية ميدانيا، وزارت عددا من المخيمات وقدمت مساعدات للنازحين".

كما "أرسل الهلال الأحمر التركي فريقا إلى السودان منذ شهر، حيث يوزع حاليا مساعدات إنسانية في مخيمات الفاشر"، وفق يلدز الذي أكد أن "حجم المساعدات التي وزعها الهلال الأحمر بلغ نحو 60 طنا".

وأوضح أن "الهلال الأحمر التركي قدّم أيضا مساعدات في بورتسودان، وعطبرة (شمال)، والخرطوم (وسط)، معظمها للنازحين من الفاشر".

ولفت إلى أن الهلال الأحمر "دعم المتضررين في مناطق أخرى بالسودان تأثرت بالنزاع".

وفي 24 نوفمبر الماضي، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، في بيان، أن عدد النازحين من الفاشر والقرى المحيطة في شمال دارفور، بلغ نحو 106 آلاف و387 شخصا، منذ استيلاء "قوات الدعم السريع" على المدينة.

** 30 ألف خيمة

وعن الخطوات المستقبلية، قال السفير التركي إن "أهم نشاط ستقوم به آفاد خلال الفترة المقبلة بالنسبة للمتضررين من الفاشر، إيصال 30 ألف خيمة عبر ثلاث سفن".

وأردف: "هناك بالفعل أكثر من 20 ألف خيمة على متن سفينتين في الطريق إلى السودان، ومن المتوقع وصولها إلى بورتسودان اعتباراً من الأسبوع القادم".

ولتنسيق هذا الجهد، لفت يلدز إلى وجود "تعاون بين آفاد ومنظمة الهجرة الدولية، نظراً لقدرتها على الوصول الإنساني إلى المناطق المحيطة بالفاشر".

وأكمل: "سنقدم نموذجا جديدا في عملياتنا الإنسانية داخل السودان، وسيمثل ذلك خطوة مهمة في أنشطتنا الإنسانية المقبلة".

والثلاثاء، أعلنت منظمة الهجرة الدولية للهجرة في بيان، أن تركيا تبرعت بـ30 ألف خيمة للمنظمة دعما للسودان الذي تتواصل فيه الاشتباكات.

وأكدت المنظمة أن "هذه المساهمة تعد أكبر تبرع عيني بمجال المأوى تتلقاه المنظمة لصالح السودان حتى الآن".

وفي 6 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أرسلت تركيا سفينة تضم 10 آلاف و80 خيمة من أصل 30 ألفا و240 خيمة إلى السودان".

كما انطلقت الثلاثاء، السفينة التركية الثانية من ميناء مرسين الدولي إلى السودان، وسيتم إرسال الدفعة المتبقية البالغة 10 آلاف و80 خيمة إلى السودان عبر السفينة الثالثة المخصّصة للمساعدات.