دفعوا ثمن معارضتهم الأسد.. تركمان "باير بوجاق" يأملون إعادة إعمار قراهم (تقرير)

- منطقة "باير بوجاق" باللاذقية شمال غربي سوريا، تضم 27 قرية كبيرة وتعرضت لبطش نظام الأسد

اللاذقية/ محمد قرة بجق – أحمد قرة أحمد/ الأناضول

- منطقة "باير بوجاق" باللاذقية شمال غربي سوريا، تضم 27 قرية كبيرة وتعرضت لبطش نظام الأسد
- تركمان "باير بوجاق" نزحوا قسريا عام 2011 بسبب قصف وتدمير وتهجير نفذه نظام الأسد المخلوع
- رغم غياب الأمن نسبيا والخدمات، يواصل الأهالي العائدون جهود الإعمار واستصلاح أراضيهم الزراعية

يأمل تركمان منطقة "باير بوجاق" في محافظة اللاذقية، شمال غربي سوريا، بإعادة إعمار قراهم وإصلاح أراضيهم بعد 14 عاماً من الغياب القسري، إثر النزوح بسبب بطش نظام البعث المخلوع.

حركة النزوح من المنطقة بدأت مع السنوات الأولى لانطلاق الثورة السورية عام 2011، حيث دفع السكان ثمناً باهظاً لمعارضتهم نظام بشار الأسد، تمثل في القصف والتدمير والتشريد والسجن.

ومنذ سقوط النظام في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بدأ التركمان بالعودة تدريجياً إلى مناطقهم، سواء من تركيا التي لجأوا إليها أو من مناطق سورية أخرى نزحوا نحوها هرباً من هجمات قوات الأسد والميليشيات الإيرانية والروسية الحليفة للنظام المخلوع.

ورغم تحديات كبيرة مثل غياب الأمن نسبياً وانعدام الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه، يواصل تركمان "باير بوجاق" جهودهم لإعادة إعمار قراهم واستصلاح أراضيهم الزراعية التي طالها التدمير أيضاً.

وقال حسين قرة بجق أحد سكان المنطقة، في حديثه للأناضول، إنه اضطر قبل نحو 14 عاماً لإرسال أسرته إلى تركيا بسبب تكثيف النظام المخلوع هجماته على المنطقة.

وأشار إلى أن تركمان المنطقة عانوا، شأنهم شأن باقي أطياف المجتمع السوري، من الظلم والاضطهاد، مضيفاً: "كنا نحاسب على مجرد كلمة، ونتعرض لشتى أنواع التنكيل".

ولفت إلى أنه، رغم تفاؤله بأجواء الحرية بعد سقوط النظام، فإن هذا التفاؤل يتضاءل عند مشاهدة حجم الدمار والخراب الذي خلفه نظام الأسد.

وبشأن أبرز التحديات، أوضح أن غياب الأمن يتصدرها، مبيناً أن المنطقة تفتقر إلى مراكز أمنية تحميها من حالات النهب والسرقة، داعياً السلطات السورية إلى إنشاء مركز أمني في "باير بوجاق".

أما على صعيد الخدمات، فأكد أن الأهالي يجلبون المياه من مسافات بعيدة، ويعتمدون على مصادر طاقة بديلة لتعويض غياب الكهرباء.

وأعرب قرة بجق عن شكره لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان على الدعم المقدم للسوريين، مناشداً أنقرة مواصلة الدعم لإعادة إعمار المنطقة وتأمين عودة سكانها بزخم أكبر.

وأشار إلى أن "باير بوجاق"، التي تضم 27 قرية كبيرة، تشهد انخفاضاً ملحوظاً في عدد سكانها بسبب النزوح واللجوء، وامتناع البعض عن العودة لغياب الأمن والخدمات.

من جانبه، قال سمير أقجة، من سكان قرية الدرة التابعة لمنطقة باير بوجاق، إنه عاد إلى قريته بعد 10 أيام فقط من سقوط النظام، لكنه أصيب بصدمة جراء حجم الدمار.

وأوضح أن القصف الذي نفذه نظام الأسد وحلفاؤه من الميليشيات الإيرانية والروسية، طال المنازل والأراضي الزراعية والأشجار المثمرة، التي تعد المصدر الرئيسي لدخل السكان.

وأضاف أن غياب الإمكانات والآلات الزراعية يحول دون استصلاح الأراضي، مناشدا "الجميع، وتركيا على وجه الخصوص، بتقديم الدعم لإعادة إعمار مناطقنا وإصلاح أراضينا".

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث، بينها 53 عاما من حكم عائلة الأسد.

ومنذ ذلك الحين تبذل الحكومة السورية جهودا مكثفة لضبط الأمن وإنعاش الاقتصاد تمهيدا للمضي بإعادة الإعمار.

وفي مارس/آذار الماضي، شهدت العاصمة دمشق، عقد مؤتمر موسع حول إعادة الإعمار، وذلك تحت رعاية حكومية، وبحضور أكثر من 100 رجل أعمال سوري بارز من داخل البلاد وخارجها.