القدس/ الأناضول
أفادت صحيفة عبرية، الأربعاء، بأن إسرائيل عانت عام 2024 من عجز في ميزان الهجرة الأكاديمية، جراء تفاقم ظاهرة هجرة العقول، لأسباب بينها سياسات الحكومة وتداعيات الحرب على قطاع غزة.
جاء ذلك في تقرير لصحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية بعنوان "تتفاقم ظاهرة هجرة العقول في إسرائيل للمرة الأولى منذ سنوات".
وقالت إن "إسرائيل تشهد هجرة للباحثين والعلماء، ومن بين أسبابها: استهداف الحكومة للأوساط الأكاديمية والبحثية".
و"يفيد المكتب المركزي للإحصاء (حكومي) بأن إسرائيل شهدت عام 2024 عجزا في ميزان الهجرة الأكاديمية".
فقد "فاق عدد الأكاديميين الحاصلين على درجة البكالوريوس أو أعلى الذين انتقلوا للعيش في الخارج عددَ الأكاديميين العائدين إلى إسرائيل"، بحسب الصحيفة نقلا عن المكتب.
وتابعت: "بحسب البيانات، تتسم هجرة العقول بأنها شبابية متعلمة ومن مجتمعات مستقرة في إسرائيل، وتحديدا من منطقة شارون وتل أبيب" (وسط).
وأردفت: "بحسب تقرير صادر عن المكتب المركزي للإحصاء، يعيش نحو 55 ألف إسرائيلي من خريجي البكالوريوس والماجستير في الخارج".
كما "يعيش 16 بالمئة من الحاصلين على درجة الدكتوراه خارج إسرائيل"، وفقا للصحيفة.
واستطردت: "وفقا لبيانات المكتب شهد 2024 ارتفاعا في نسبة الإسرائيليين الحاصلين على شهادات الدكتوراه الذين انتقلوا للعيش في الخارج لمدة تزيد عن ثلاث سنوات".
وتابعت أن "الباحثين الذين استثمرت الدولة بكثافة في تعليمهم، والذين كان بإمكانهم تقديم إسهام حاسم في الاقتصاد والبحث العلمي في إسرائيل، يعملون ويعيشون حاليا خارج البلاد".
وبحسب الصحيفة، فإن "البيانات تشير إلى فترة الحرب (الإسرائيلية على قطاع غزة) والانقلاب (تعديلات لقوانين تقول المعارضة إنها تستهدف السيطرة على القضاء)، لكنها البيانات تُظهر اتجاها تصاعديا تعزز واستمر".
وأضافت: "وفقا للبيانات، يعيش أكثر من ربع الإسرائيليين الحاصلين على الدكتوراه في الرياضيات (25.4 بالمئة) في الخارج اليوم، و21.7 بالمئة في علوم الحاسوب".
وكذلك "19.4 بالمئة من الحاصلين على الدكتوراه في علم الوراثة، و17.3 بالمئة في علم الأحياء الدقيقة، و17 بالمئة في الفيزياء".
بالإضافة إلى "14 بالمئة من الحاصلين على الدكتوراه في الكيمياء، ونسبة مماثلة في الهندسة الكهربائية وعلم الأحياء"، وفقا لمكتب الإحصاء.
كما "يعيش 23 بالمئة من الحاصلين على الدكتوراه من معهد وايزمان في الخارج، و18.2 بالمئة من معهد التخنيون، و15 بالمئة من الحاصلين على الدكتوراه في العلوم من جامعة تل أبيب".
إلى جانب "10 بالمئة من الحاصلين على الدكتوراه في العلوم من جامعة أرييل يعيشون في الخارج، و7 بالمئة من جامعة بار إيلان".
وإجمالا، "بحلول عام 2024، عاش 11.9 بالمئة من الإسرائيليين الحاصلين على الدكتوراه و8.1 بالمئة من الحاصلين على الماجستير في الخارج".
كذلك "تفيد بيانات أخرى بزيادة نسبة الباحثين الشباب (خريجي بين 2014 و2018) الحاصلين على الدكتوراه الذين ينتقلون إلى الخارج"، بحسب الصحيفة.
وبشأن الدوافع، قالت الصحيفة: "بعيدا عن الحرب والانقلاب، من المحتمل أن يكون سبب الهجرة وتراجع الرغبة في العودة إلى إسرائيل هو ظروف البحث العلمي وموقف الحكومة الحالية من الأوساط الأكاديمية".
وبيّنت أن "حكومة (بنيامين) نتنياهو، ومنذ توليها السلطة (أواخر 2022)، تشن هجوما على الأوساط الأكاديمية ومؤسسات البحث العلمي، بقيادة وزير التعليم يوآف كيش، الذي يسعى للسيطرة على نظام التعليم العالي".
كما "تتعرض ميزانيات التعليم العالي في إسرائيل للتآكل، إذ خُفِّضت ميزانية التعليم العالي مرارا منذ تشكيل الحكومة، في ظل توزيعها الأموال على أحزاب الحكومة"، وفقا للصحيفة.
وتابعت: "وبالتالي، تتضاءل الموارد المخصصة لإجراء البحوث وإنشاء بنى تحتية بحثية متقدمة، ويفضل الباحثون الانتقال أو البقاء في الخارج، حيث تُعرض عليهم رواتب وميزانيات وبنى تحتية بحثية أكبر".
و"في الوقت نفسه، تُشير الجامعات الإسرائيلية إلى انخفاض في حجم المنح التي تُقدمها مؤسسة البحوث الأوروبية، الجهة الرئيسية المُموِّلة للأنشطة البحثية في البلاد"، وفقا للصحيفة.
ورجحت أن "يكون السبب هو تصاعد المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل"، في إشارة إلى تزايد المقاطعة على خلفية حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بدأت إسرائيل بدعم أمريكي جرائم إبادة في غزة استمرت لعامين، خلّفت أكثر من 70 ألف قتيل و171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.
وأُقيمت إسرائيل عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة، ثم احتلت بقية الأراضي الفلسطينية، وترفض الانسحاب وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.