القدس / الأناضول
** المحلل العسكري البارز، آفي أشكنازي، بمقال في صحيفة معاريف:
- قد يكون النصر على إيران مفاجأة سارة، لكنه بعيد عن الواقع الصعب
- نتنياهو وكاتس منفصلان عن الواقع ويخوضان الآن حملة انتخابية مُكثّفة
- يجب أن يقال بصوت عال إن نتنياهو وكاتس لا يدركان وضع الجيش
- عملية "عربات جدعون" بغزة بعيدة كل البعد عن تحقيق الأهداف المرجوة
اعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي آفي أشكنازي، الخميس، أنه لا يمكن لتل أبيب "أن تحتفل بما أنجزته في إيران وجيشها غارق في واقع الأمر بوحل غزة".
وقال المحلل البارز بصحيفة معاريف العبرية: "إن الحادث الخطير في خان يونس (جنوب قطاع غزة)، الذي قُتل فيه ضابط وستة جنود من الهندسة القتالية (الثلاثاء) إهمال خطير يؤثر حتى على أعلى المستويات في إسرائيل".
وأشار إلى أنه "يتحدث عن القادة بدءا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرورا بوزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش إيال زامير، ونائبه تامير ياداي، وقائد المنطقة الجنوبية اللواء يانيف آسور، وغيرهم من الجنرالات".
وكان أشكنازي يتحدث عن فيديو نشرته "كتائب القسام" لمقاتل فلسطيني يعتلي مدرعة إسرائيلية من طراز "بوما" في خانيونس ويلقي عبوة ناسفة داخلها قبل أن ينسحب من المكان.
وقال: "فيديو الهجوم مرعب، يصعد على متن مركبة بوما تابعة للجيش الإسرائيلي، والتي كان من المفترض أن تُلغى قبل عقود، ويلقي العبوة الناسفة داخلها عبر البرج".
وأضاف المحلل العسكري: "أهمل الجيش الإسرائيلي القدرة على تجهيز الوحدات التي أصبحت الآن في خطوط القتال الأمامية"، وتابع: "نعم، صحيح أن حادثة خان يونس كانت فشلًا تكتيكيًا، كان استخدام القوة العسكرية خاطئًا".
وأردف: "لكن هذا المزيج من الفشل في إعداد القوة من خلال عدم توفير الوسائل الأساسية، وسوء الاستخدام التكتيكي للقوة، والاستنزاف غير المُتصوّر لجنود الجيش بغزة في حرب لا تنتهي، يُحوّل الحدث إلى مأساة لا بد أن تهزّ الرأي العام الإسرائيلي".
وأشار أشكنازي إلى أنه "قد نحتفل بالانتصار على إيران لكننا في وضع يرثى له في غزة، نحن في حالة فشل عسكري وسياسي مستمر".
وفي 13 يونيو/ حزيران شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة.
ولاحقا، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية بإيران في 22 يونيو، لترد طهران بقصف قاعدة "العديد" الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 من الشهر ذاته وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.
وذكر أشكنازي أنه مساء اليوم سيجري نتنياهو نقاشًا أمنيًا يتناول قضية غزة، وأكد أنه "بعد 629 يومًا، حان الوقت للقول إن وضع الجيش الإسرائيلي في هذه الحرب صعب بل صعب للغاية".
وأضاف: "يعمل الجيش الإسرائيلي بقوة في غزة، لقد فعل كل شيء بالفعل واستولى على جباليا (شمال) عدة مرات، وسوّى بيت حانون (شمال) بالأرض واستولى على رفح (جنوب) مرتين، ودمر معظم المباني والأحياء السكنية، وفي خان يونس (جنوب) يعمل بالفعل عدة مرات، في محاولة لسحق لواء المدينة".
وتابع: "يعمل الجيش الإسرائيلي حاليا بأربع فرق، تضم معظم الألوية النظامية"، مبينا أن "الفرقتين 143 و162 تخوضان معارك مستمرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023)، وتعمل وحدات غفعاتي، واللواء 401، بالإضافة إلى العديد من الوحدات في غزة وحدها منذ ما يقرب من عامين".
وأردف: "يدرك الجيش الإسرائيلي أن استنزاف الجنود هائل، ويتسبب ذلك في العديد من الأمور السيئة: حوادث، ولا مبالاة عملياتية، وتراجع في الحدة، وإرهاق الجنود، ومحدودية التخصص العسكري".
وقال أشكنازي: "وإلى جانب الاستنزاف الشديد للجنود، هناك استنزاف للأسلحة والدبابات وناقلات الجند المدرعة والطائرات وغيرها".
واعتبر أن "المشكلة الكبرى للجيش تكمن في أن القيادة السياسية لا تعرف إلى أين تريد أن تذهب في غزة"، معتبرا أن "عملية عربات جدعون بعيدة كل البعد عن تحقيق الأهداف التي ظنّ القادة السياسيون والأمنيون أنها ستُحققها".
وأضاف: "الجيش الإسرائيلي منهكٌ بعد قرابة عامين من الحرب على سبع جبهات، وجنود الاحتياط وعائلاتهم على حافة الانهيار".
ولفت إلى أن "الجنود النظاميين يسعون إلى التقاعد ويبحثون عن عمل في الخارج، بينما لم يعد الذين يقاتلون يتذكرون طريق العودة إلى منازلهم".
واستدرك: "لكن نتنياهو وكاتس منفصلان عن الواقع، متجاهلان الوضع، يخوضان الآن حملة انتخابية مُكثّفة، نعم، يجب أن يُقال بصوت عال إنهما لا يتصرفان بمسؤولية وطنية، إنهما لا يدركان وضع الجيش واستنزافه وعبثية استمرار الحرب".
وقال أشكنازي: "حربٌ إلى لا مكان، يرسل الجنود إلى نفس الأماكن للقتال مرارا وتكرارا لمجرد الحفاظ على استقرار الائتلاف (الحكومة)".
وأضاف: "الآن، على رئيس الأركان، الفريق إيال زامير، أن يعرض الليلة الوضع الراهن للقتال إلى لا مكان، وحالة الجيش، وعواقب الاستمرار في الغرق في وحل غزة، والثمن المتوقع الذي قد ندفعه".