إسطنبول / الأناضول
جدد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الخميس، تأكيد إدانة المملكة للاعتداءات الإسرائيلية السافرة على سوريا، مشيدا بما أعلنه الرئيس السوري أحمد الشرع من إجراءات لاحتواء الأحداث الأخيرة ببلاده.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه ابن سلمان من الشرع، أكد خلاله ولي العهد السعودي أيضا ضرورة منع المجتمع الدولي أي تدخلات خارجية في الشأن الداخلي السوري، ورفض المملكة أي عمل يمس السلم الأهلي والاجتماعي بسوريا.
والأحد الماضي، اندلعت مواجهات دامية بين أطراف بدوية ودرزية بمحافظة السويداء جنوبي سوريا، تدخلت على إثرها قوات من الجيش والأمن لإعادة الاستقرار إلى المحافظة.
وتحت ذريعة "حماية الدروز"، استغلت إسرائيل تلك الأوضاع حيث صعدت عدوانها على سوريا، بما شمل الأربعاء غارات مكثفة على 4 محافظات، تضمنت قصف مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق.
ووفق وكالة الأنباء السعودية "واس"، رحب ابن سلمان في بداية الاتصال، بما أعلنه الرئيس الشرع "من ترتيبات وإجراءات لاحتواء الأحداث الأخيرة في سوريا".
وأعرب عن "ثقة المملكة بقدرة الحكومة السورية بقيادة الرئيس الشرع على تحقيق الأمن والاستقرار لسوريا الشقيقة".
وانفرجت الأزمة في السويداء عقب إعلان التوصل إلى وقف لإطلاق النار بها، مساء الأربعاء، فيما كشفت مصادر أمنية تركية، للأناضول، أن أنقرة لعبت دورا محوريا في تحقيق وقف النار بالمحافظة السورية.
وضمن جهود حل الأزمة أيضا، أعلن الرئيس الشرع، في خطاب متلفز فجر الخميس، تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل للطائفة الدرزية بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء، مؤكدا أن هذا القرار "نابع من إدراكنا العميق بخطورة الموقف على وحدتنا الوطنية، وتجنب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة قد تجرها بعيدا عن أهدافها الكبرى في التعافي من الحرب المدمرة".
ونوه ابن سلمان خلال الاتصال الهاتفي، بالجهود التي يبذلها الشرع لـ"استمرار سوريا في مسارها الصحيح الذي يكفل المحافظة على وحدتها وسلامة أراضيها وتعزيز وحدتها الوطنية وتكاتف جميع أطياف الشعب السوري الشقيق وتلاحمه وعدم السماح لأي بوادر فتنة تهدف إلى زعزعة أمنه واستقراره".
وشدد ولي العهد السعودي على "أهمية مواصلة ما بدأته سوريا على كافة المستويات لتحقيق التقدم والازدهار الذي يتطلع إليه الشعب السوري الشقيق".
وجدد تأكيد "موقف المملكة الثابت في مساندة سوريا، والوقوف إلى جانبها، ورفض أي عمل يمس السلم الأهلي والاجتماعي جملة وتفصيلا".
كما جدد "موقف المملكة المُعلن في إدانة الاعتداءات الإسرائيلية السافرة على الأراضي السورية والتدخل في شؤونها الداخلية".
وأكد "ضرورة دعم المجتمع الدولي للحكومة السورية في مواجهة هذه التحديات ومنع أي تدخلات خارجية في الشأن الداخلي السوري تحت أي مبرر".
ومنذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد أواخر 2024، كثفت إسرائيل تدخلها في الجنوب السوري متذرعة بـ"حماية الأقلية الدرزية"، وسعت إلى فرض واقع انفصالي في المنطقة عبر شن هجمات متكررة تحت هذه الذريعة، رغم تأكيد دمشق حرصها على حقوق جميع المكونات في البلاد.
لكن معظم زعماء الطائفة الدرزية بسوريا أكدوا، عبر بيان مشترك في وقت سابق، إدانتهم أي تدخل خارجي وتمسكهم بسوريا الموحدة، ورفضهم التقسيم أو الانفصال.
من جهته، أعرب الشرع خلال الاتصال مع ابن سلمان، عن "شكره للمملكة لمواقفها الداعمة لمساندة سوريا، وتقديره للدور الذي يقوم به ولي العهد السعودي من جهود ومساعٍ لدعم الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة"، وفق "واس".
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق، منهية 61 عاما من حزب البعث الدموي و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.
فيما أعلنت الإدارة السورية الجديدة، في 29 يناير/ كانون الثاني 2025، الشرع رئيسا للبلاد خلال فترة انتقالية تستمر 5 سنوات.