القدس / الأناضول
كشف تحقيق أولي أجراه الجيش الإسرائيلي، أن الهجوم الذي نفذه مسلحون من حركة "حماس" ضد جنود في موقع عسكري بخان يونس جنوب قطاع غزة، الأربعاء، انطلاقا من نفق سبق وأعلن الجيش تدميره.
والأربعاء، أعلنت "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس" أن قوة من مقاتليها "قوامها فصيل مشاة" (لم تحدد عددهم) اقتحمت موقعا إسرائيليا "مستحدثا" جنوب شرق خان يونس.
وأوضحت "كتائب القسام" أن مقاتليها استهدفوا دبابات من طراز "ميركافاه 4" باستخدام عبوات "شواظ" و"عبوات العمل الفدائي" وقذائف "الياسين 105"، كما اقتحمت منزلا كان يتحصن فيه جنود إسرائيليون واشتبكت معهم من مسافة صفر، وقتل وجرح من فيه.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الخميس: "خلص التحقيق إلى أن ما بين 15 و20 مقاتلا من حماس خرجوا من النفق حوالي الساعة 9 صباحًا وانقسموا إلى 3 فرق".
وأكملت أن "إحدى الفرق تموضعت على ساتر ترابي لإطلاق النار على التعزيزات، واقتحمت أخرى مبنى كان الجنود نائمين فيه بعد مهمة ليلية، وهاجمت ثالثة مبنى مجاورًا".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "تمكن المهاجمون من تعطيل كاميرا مراقبة إسرائيلية بإطلاق النار عليها قبل الاشتباك".
وأضافت: "بدأ الاشتباك عندما سمع ضابط استطلاع في طابق علوي أصواتًا، فرأى مشتبهًا به في الأسفل، فأطلق النار".
وتابعت: "في الوقت نفسه، أيقظ قائد سرية نحشون نحو 15 جنديًا من نومهم، فيما كان 6 مسلحين من حماس قد دخلوا المبنى بالفعل. اندلع القتال عن قرب، وقُتل ثلاثة مهاجمين على الأقل"، وفق قولها.
وبحسب الصحيفة، "سارع قائد دبابة من اللواء المدرع 188، الذي قرر البقاء داخل دبابته، بإطلاق 3 قذائف على مبنى يستخدمه المهاجمون، وتفادى قذيفة آر بي جي أطلقتها الفرقة التي تحصنت خلف ساتر ترابي.
وأشارت إلى أن "الحادثة انتهت بعد حوالي 3 ساعات، حيث رُصد آخر مسلح من حماس وهو يحاول العودة إلى النفق، وقُتل جوًا. وعثر الجنود لاحقًا على بنادق كلاشينكوف وقنابل يدوية وذخيرة وسترات تكتيكية ومتفجرات كانت متناثرة في المجمع"، وفق قولها.
ونقلت الصحيفة عن الجيش قوله: "حتى أننا عثرنا على نقالة أحضروها. لا نعرف ما إذا كانت مخصصة للاختطاف أم لإجلاء مصابيهم (جراء العملية)".
وقالت: "كشف التحقيق عن تحديد موقع فتحة النفق ومعالجتها (تدميرها) محليًا قبل شهرين، ويعتقد مسؤولون عسكريون أن حماس أعادت بناء الفتحة، على غرار أنفاق أخرى رممتها الحركة في غزة خلال العام الماضي".
ونقلت عن الجيش الإسرائيلي أنه "تم تفعيل قوات الاحتياط القريبة بسرعة، حتى إن إحدى الدبابات دهست مهاجمًا كان يستعد لشن هجوم مضاد للدبابات"، وفق ادعائها.
وقالت الصحيفة: "في الأيام التي سبقت الهجوم، رصدت القوات ما لا يقل عن 3 تحركات مشبوهة قرب مجمع المباني التي تم الاستيلاء عليها، وسواتر ترابية، وساحة داخلية كانت دبابات ومركبات مدرّعة متوقفة فيها، ومع ذلك، لم يتم رصد قوة حماس".
ومن ناحيتها قالت صحيفة "هآرتس" العبرية: "وفقا للتحقيق الأولي، مرّت حوالي 3 ساعات منذ لحظة خروج مقاتلي حماس من النفق، الواقع على بُعد حوالي 50 مترًا من الموقع، وحتى نهاية الحادث".
ونقلت عن الجيش قوله إنه "رغم المعلومات الاستخباراتية المكثفة حول الأنفاق في قطاع غزة، لم يتم تحديد مواقعها جميعًا، وحتى عندما تم تصنيف العديد من المواقع على أنها مشبوهة، تم نصب كمين في المكان الخطأ".
وبحسب الصحيفة، "شمل الحادث، الذي بدأ صباح الأربعاء، تسلل مسلحين فلسطينيين إلى موقع عسكري إسرائيلي تديره وحدة من لواء كفير. وأصيب 3 جنود، أحدهم بجروح خطيرة واثنان بجروح طفيفة".
وأشارت إلى أن "8 من مسلحي حماس قتلوا في اشتباك دام ساعتين، والتاسع قتل بعد وقت قصير"، وفق قولها.
وأردفت: "كما قُتل 6 آخرون من عناصر حماس في مكان قريب، يُرجّح أنهم كانوا يراقبون عن بُعد"، وفق المصدر ذاته.
وأضافت: "أشار التحقيق أيضًا إلى أن المهاجمين زرعوا متفجرات ووصلوا وهم يحملون نقّالة، على ما يبدو بهدف اختطاف جندي إسرائيلي".
وعقب الهجوم، ادعى الجيش الإسرائيلي في بيان، أنه قتل 10 مسلحين شاركوا بالهجوم الذي استهدف قواته في مدينة خان يونس،
ويأتي الهجوم في سياق رد الفصائل الفلسطينية على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، بدعم أمريكي، منذ 22 شهرا، وتشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وتفرض إسرائيل، وفق تقارير دولية عديدة، رقابة عسكرية صارمة على وسائل إعلامها بخصوص الخسائر البشرية والمادية جراء ضربات "الفصائل الفلسطينية"، لأسباب عديدة، بينها الحفاظ على معنويات الإسرائيليين.
وترتكب إسرائيل الإبادة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وخلّفت 62 ألفا و192 قتيلا، و157 ألفا و114 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 271 شخصا، بينهم 112 طفلا.