القدس / الأناضول
أفاد مزارعون ومصدرو أغذية إسرائيليون بتزايد المقاطعة لمنتجاتهم الزراعية في جميع أنحاء أوروبا، بما فيها ألمانيا؛ جراء استمرار تل أبيب بحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
ولفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخميس إلى قرارات سلاسل متاجر البقالة "كو-وب" "Co-op" في إيطاليا والمملكة المتحدة مؤخرا بوقف بيع المنتجات الإسرائيلية.
وأضافت أنه عقب هذه القرارات، أفاد مزارعون ومصدرو أغذية بملاحظة مقاطعة متزايدة للمنتجات الزراعية الإسرائيلية في أوروبا، بما في ذلك ألمانيا التي عادةً ما تدعم إسرائيل وتتجنب المقاطعة العلنية".
وتابعت: "كما يُلمس رد فعل سلبي من جانب كبار تجار التجزئة، مثل ويتروز في المملكة المتحدة وألدي في ألمانيا، وحتى في أماكن بعيدة كاليابان".
الصحيفة نقلت عن أحد مصدري البطاطس لم تسمه، قوله: "خلال الأسبوعين الماضيين، سمعنا أصواتا أعلى تدعو إلى المقاطعة في ألمانيا، وهذا أمر جديد. ومنذ ستة أسابيع، تبذل "ألدي" قصارى جهدها لتجنب الشراء منا".
كما نقلت عن مزارع إسرائيلي آخر لم تسمه: "نبيع لشركات التعبئة والتغليف، التي تقوم بدورها بوضع علامات تجارية على منتجاتنا وتوزيعها على المتاجر الكبرى".
وأردف: "قال لي أحد عمال التعبئة والتغليف الألمان: أحبكم وأحتاج إلى منتجاتكم، لكن المشتري من بائع التجزئة أخبرني أنه من الصعب وضع منتجات إسرائيلية على الأرفف عندما يكون عنوان الصحيفة "إبادة جماعية".
وزاد المزارع: "مع ذلك، التزم الألمان بجداول مشترياتهم حتى الآن".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 188 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
بدوره قال عوفر ليفين وهو مُصدّر زراعي إسرائيلي للصحيفة: "شهدنا تحولا كبيرا في المشاعر ضدنا في ألمانيا في الأسابيع الأخيرة".
وأرجع هذا التحول إلى "الرأي العام حول حرب غزة. نقترب من نهاية موسم مبيعاتنا هناك، وقد أُبلغنا بشكل غير مباشر أن "ألدي" لن تبيع منتجاتنا بعد الآن".
واستطرد: "رسميا، يقولون إن السبب هو وجود منتجات محلية طازجة الآن، ولكن عند البحث بعمق، يتضح أن الأمر سياسي. قررت ألدي التوقف عن بيع البضائع الإسرائيلية".
وحسب ليفين فإن المقاطعة بدأت في بلجيكا، حيث تُلزم لوائح وضع العلامات التجارية في الاتحاد الأوروبي تجار التجزئة بوضع علامة على الأرفف توضح بلد المنشأ، مما دفع المستهلكين إلى رفض المنتجات الإسرائيلية.
وعندما سُئل عما إذا كانت دول أخرى تنضم إلى المقاطعة، أجاب ليفين: "في السويد، لم تشترِ جمعية المزارعين المنتجات الإسرائيلية منذ خمس سنوات تقريبًا".
وزاد: "النرويج لم تعد تشتري من إسرائيل على الإطلاق، منذ العام الماضي أُغلقت الحدود فعليا أمام بضائعنا، وهذا التوجه آخذ في الازدياد في جميع أنحاء أوروبا".
وأضاف: "أكبر زبون لبطاطسنا هي ألمانيا، لقد أخبروني بالفعل أنه إذا استمر هذا الوضع حتى العام المقبل، فقد لا نتمكن من بدء الموسم القادم معكم. وهذه ألمانيا، إحدى أكثر الدول دعما لإسرائيل".
الصحيفة نقلت عن مصدر إسرائيل آخر لم تسمه: "أخبرنا أحد الزبائن اليابانيين بضرورة توخي الحذر بشأن شحن المنتجات الإسرائيلية إلى بلاده، إذ إن النظرة السائدة للسلع الإسرائيلية في المجتمع الياباني أصبحت إشكالية".
ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.