رياضة, الدول العربية, التقارير, حكايتي

مجدي التتر.. مدرب رياضي متعدد المواهب بساقٍ واحدة (حكايتي)

بين الآلات الرياضية المتنوعة داخل صالة أحد نوادي كمال الأجسام واللياقة البدنية الواقع غربي مدينة غزّة، يشدّ انتباه المتدربين الأربعيني مجدي التتر الذي يحاول الانتصار بكلّ ثقة على الحالة الصحية التي سببها فقده لأحد أطرافه السفلية منذ سنوات طويلة

23.03.2020 - محدث : 04.04.2020
مجدي التتر.. مدرب رياضي متعدد المواهب بساقٍ واحدة (حكايتي)

Gazze

غزة/ محمد أبو دون/ الأناضول

- مجدي التتر تعرض قبل نحو ثلاثين عاما إلى حادث سير أفقده أحد أطرافه
- "استطعت إثبات ذاتي، وتغلبت على حالتي الصحية، من خلال إصراري على المشاركة في مختلف الفعاليات والأنشطة المحلية ذات العلاقة بالرياضات المختلفة"
- شارك أيضاً خلال عام 2005 في سباق محلي للسباحة وحصل على المركز الأول
- في وقتٍ آخر شارك برفقة جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بدورة للإنقاذ البحري والغوص، وحصل حينذاك على المركز الخامس بين 40 مشارك في التدريبات

بين الآلات الرياضية المتنوعة داخل صالة أحد نوادي كمال الأجسام واللياقة البدنية الواقع غربي مدينة غزّة، يشدّ انتباه المتدربين الأربعيني مجدي التتر الذي يحاول الانتصار بكلّ ثقة على الحالة الصحية التي سببها فقده لأحد أطرافه السفلية منذ سنوات طويلة، من خلال رفع الأثقال وممارسة الرياضات المختلفة التي تحتاج غالباً لجهود عضلية مضاعفة.

- لياقة جسدية

ويقول التتر للأناضول: "قبل نحو ثلاثين عاماً تعرضت لحادثِ سير، بينما كنت أسير برفقة أخي، الأمر الذي سبب لي بتر في أحد الأطراف، لكنّ ذلك الأمر لم يحُل بيني وبين حبّي للرياضة".

ويشير أنّه يزور النادي منذ عدّة سنوات، للتمرّن على معظم الآلات ولديه قدرة على حمل أوزان مختلفة، كما أنّ معظم اللاعبين صاروا يألفون وجوده ويعرفون أنّه يستطيع أداء التدريبات بشكلٍ مميز.

ويبيّن أنّه يأتي للنادي الذي يضم آلات متنوعة ومسبح، بشكلٍ شبه يومي، ويمارس اللعب في تمارين اللياقة البدنية بشكلٍ أساسي، إضافة لعمله على رفع الأثقال التي تساهم بناء عضلاته العلوية والسفلية.

ويروي ضمن حديثه "منذ البداية استطعت إثبات ذاتي، وتغلبت على حالتي الصحية، من خلال إصراري على المشاركة في مختلف الفعاليات والأنشطة المحلية ذات العلاقة بالرياضات المختلفة، ثمّ تطور بي الأمر وتمكنت من الالتحاق في بعض البطولات الخارجية ومثّلت فيها فلسطين، وحصلت على ميداليات في دولٍ متعددة".

- التدريب الرياضي

وشرع التتر في مجال التدريب، منذ عدّة سنوات، وتخصص في بداياته بتدريب الألعاب القتالية واللياقة البدنية وغيرها، ثم تدريب السباحة، حتّى وصل به الأمر لافتتاحٍ المدرسة الفلسطينية الخاصّة لتعليم السباحة في القطاع، ويوضح أنّ أنشطتها تزداد في الصيف، وتستهدف مختلف الفئات العمرية.

وينبّه أنّه حريص على لياقته البدنية وقوة عضلاته ليكون قادراً على الأداء بشكلٍ جيد أمام المتدربين، حيث يستثمر وقت الشتاء، الذي تنخفض فيه وتيرة الإقبال على السباحة، لتنمية قدراته، من خلال زيارة نادٍ رياضي على مقربةٍ من منزله.

ويواجه الأربعيني في حياته، نظرات الاستغراب والدهشة من كلّ الناس الذين يشاهدوه، خاصّة في وقت ممارسة عمله كمدرب.

ويضيف "تجاوزت تلك النظرات، من خلال أدائي الذي حاز على رضا الجميع، وعبر نجاحاتي المتتالية التي حققتها خلال زيارتي للأردن وحصلت فيها بسنة 2000 على ميدالية ذهبية وأخريات فضية، وكذلك من خلال تمكني من الحصول على أربع أحزمة سوداء في رياضة الننشاكو، ومشاركتي بها كمدرب وحكم دولي".

ويشير أنّه شارك أيضاً خلال عام 2005 في سباق محلي للسباحة وحصل على المركز الأول، وفي وقتٍ آخر شارك برفقة جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بدورة للإنقاذ البحري والغوص، وحصل حينذاك على المركز الخامس بين 40 مشارك في التدريبات، وكان وقتها الشخص الوحيد الذي يعاني من البتر.

- المعيقات والطموحات

ويواجه التتر وغيره من محبي الرياضة في غزة، مشكلات متعددة منها، الإغلاق المستمر الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، والذي يقف في كثير من الأحيان عائقاً أمام عدد من الفرص الخارجية التي يمكن أن يطوروا من خلاها أدائهم ويرفعوا مستوياتهم.

ومن المعوقات كذلك، عدم وجود مسابح ونوادي وملاعب ذات مستوى جيد في قطاع غزّة، والتي قد يوفر تواجدها مساحة أكبر لممارسة الرياضة وإقامة البطولات المحلية، التي تتيح المشاركة لعدد كبير من اللاعبين.

وعن طموحاته يسرد "أتمنى أن أكون قادراً خلال الفترة القادمة، على إنشاء مسبح خاص ونادٍ صغير، أقدم من خلاله التدريبات لطلابي، ويكون بديلاً عن أمر الاستئجار المكلف مادياً كثيراً، والذي ألجاً له في الوقت الحالي".

وفي ختام حديثه، يوجه التتر رسالة لكل شخص لديه إعاقة، بأنّ الثقة بالنفس والإصرار على مواصلة الطريق والعمل بجد، هي مفاتيح النجاح والإنجاز في هذه الحياة بغض النظر عن الظروف التي يمكن أن تُفرض على الإنسان.

ويتمنى أنّ تكون الجهات المسؤولة في غزّة قادرة على مساعدته لإتمام حلمه ورسالته، كونه يعبر عن شريحة واسعة من المجتمع الفلسطيني، التي تحمل حبّ الإنجاز.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın