إسطنبول/ الأناضول
شهدت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى مسقط اهتماما إعلاميا في وسائل الإعلام العمانية، والتأكيد على ما تمثله من شراكة استراتيجية تترسخ بين البلدين وترسم مستقبلا واعد لشعبيهما.
جاء ذلك بحسب ما رصدته الأناضول، في التغطيات الإعلامية العمانية من قبل وصول الرئيس التركي وحتى مغادرته العاصمة مسقط الخميس.
والأربعاء، وصل الرئيس التركي سلطنة عمان وهي المحطة الأخيرة في جولته الخليجية التي بدأها الثلاثاء من الكويت وشملت قطر، واختتمت الخميس في مسقط.
** إشادة بتركيا
وتحت عنوان "تركيا ملتقى الحضارات وجسر بين الشرق والغرب"، أعد تلفزيون سلطنة عمان الرسمي تقريرا عن زيارة الرئيس التركي وأهميتها، كما تناولت وكالة الأنباء العمانية الرسمية، تفاصيل الزيارة والمباحثات الثنائية والاتفاقيات.
واهتمت صحيفة عمان بزيارة الرئيس أردوغان، وتناولت تفاصيلها منذ وصوله حتى المغادرة والمباحثات التي جمعته بالسلطان هيثم بن طارق، والاتفاقيات التي تم توقيعها.
واحتفت بالزيارة في عدة مقالات منها: "العلاقات العمانية التركية إرث حضاري وشراكة حيوية"، للكاتب العماني عوض بن سعيد باقوير، مشيرا إلى أن العلاقات المميزة بين مسقط وأنقرة، علاقات تاريخية راسخة منذ قرون.
وأكد باقوير، أن "زيارة الرئيس التركي تحظى باهتمام إعلامي ودبلوماسي على صعيد البلدين والشعبين الصديقين وعلى صعيد اهتمام المراقبين في الإقليم والعالم، مؤكدا أن "الفرص كبيرة في تعزيز الشراكة العمانية التركية".
**مستقبل واعد
وفي مقالها الرئيسي، أفادت الصحيفة ذاتها، تحت عنوان "عُمان وتركيا.. الذاكرة المشتركة تصنع مستقبلا مشتركا"، أن "الفرص الواقعية كبيرة بين البلدين وكلها قابلة للتنفيذ مع وجود الإرادة السياسية والأرضية التاريخية التي كانت على الدوام مدعومة بالثقة والاحترام المتبادل. وكل هذا يدعم تحويل الذاكرة المشتركة إلى مستقبل مشترك يعود نفعه على الجميع".
كما اهتمت صحيفة الرؤية العمانية، أيضا بتغطية واسعة لتفاصيل زيارة الرئيس التركي، وما تضمنته من بحث فرص التّعاون والعمل المشترك بين سلطنةُ عُمان وتركيا.
وفي مقالها الرئيس، أفادت الصحيفة تحت عنوان: "العلاقات العمانية التركية.. نحو الشراكة الاستراتيجية الواعدة" بأنه "مع هذا التقارب الكبير بين البلدين في الكثير من المجالات، فإننا نرى أنَّ العلاقات العمانية التركية تتجاوز حدود التعاون المشترك لتصل إلى الشراكة الاستراتيجية القائمة على المصالح المشتركة والتكامل الاقتصادي والثقافي".
ونقلت الصحيفة عن رئيس مجلس إدارة الجمعية الاقتصادية العُمانية خالد بن سعيد العامري، تأكيده على أهمية الزيارة.
ولفت العامري، إلى أن "حجم التبادل التجاري بين عُمان وتركيا شهد نموًا ملحوظًا على مدى العقد الماضي بلغ 176 بالمئة؛ حيث ارتفع من 119 مليون ريال (الدولار يساوي 0,38 ريال عماني) في عام 2015 إلى أكثر من 330 مليون ريال بنهاية عام 2024، مع توقعات بمواصلة النمو بنهاية العام الجاري.
وأكد أن "زيارة الرئيس التركي لسلطنة عُمان تأتي في سياق استكمال مسيرة الشراكة الاستراتيجية بين عُمان وتركيا، وصولًا إلى فتح آفاق جديدة لتعميق التعاون الاقتصادي بين البلدين"
كما اهتمت صحيفة الوطن العمانية، بالزيارة وكتبت في مقال رئيس بعنوان: "المصالح المشتركة أولوية لدى القائدين"، أن الزيارة "محطة مهمة لتعزيز مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، والدفع بها نحو آفاق أرحب من التعاون والتكامل الاقتصادي والسياسي".
وأضافت: "تمضي العلاقات العمانية ـ التركية مدفوعة بحرص القيادتين على تطوير العلاقات في مختلف المجالات، وترسيخها على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والرؤى المتقاربة تجاه قضايا المنطقة والعالم".
واهتمت الصحيفة بتفاصيل الزيارة في أكثر من تغطية أبرزت وصول الرئيس التركي ومباحثاته مع السلطان العماني وسلطت الضوء على الاتفاقيات التي جرى توقيعها.
كما اهتمت صحيفة الشبيبة العمانية بتفاصيل مماثلة للزيارة.
** اتفاقيات عديدة
وقعت تركيا وسلطة عُمان مجموعة اتفاقيات في عدد من المجالات أبرزها إنشاء مجلس تنسيقي، والتعاون في مجالي الدفاع والطاقة، والإعفاء من تأشيرات الدخول.
وأقيمت مراسم توقيع الاتفاقيات عقب لقاء بين وفدي البلدين، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسلطان عمان هيثم بن طارق، في "قصر العلم" بالعاصمة مسقط.
وشملت الاتفاقيات، تأسيس مجلس تنسيقي بين حكومتي البلدين، إضافة إلى بيان مشترك بخصوص إعفاء أصحاب جوازات السفر العادية من تأشيرة الدخول، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال التعدين والمعادن الاستراتيجية.
كما وقع الجانبان مذكرتي تفاهم للتعاون العسكري، وأخرى للتعاون الصناعي، إضافة إلى مذكرتي تفاهم بشأن العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وحماية المنافسة ومنع الاحتكار.
ومن الاتفاقيات الموقعة، مذكرتا تفاهم للتعاون الإعلامي والاتصالات، وللتعاون في الصناعات الدفاعية، علاوة على اتفاقية تعاون استراتيجي بين صندوق الثروة السيادية التركي وإدارة الاستثمارات العمانية.
كما وقع البلدان اتفاقيات شراكة واستثمار بين شركات خاصة، إضافة إلى اتفاقية تعاون لتخصيص أرض بهدف بناء مؤسسة تعليمية تابعة لوقف معارف التركي وتشغيلها، فضلًا عن مذكرة تفاهم للتعاون في التعدين والمعادن الاستراتيجية.