سودانيون في تركيا: الفاشر تواجه أزمة إنسانية حادة والعالم يتفرج
جاء ذلك في حوار أجرته الأناضول مع ممثلين عن الجالية السودانية في تركيا، للحديث بشأن مستجدات الأوضاع في السودان، لا سيما بعد سيطرة "قوات الدعم السريع" على منطقة الفاشر، وورود تقارير عن ارتكابها مجازر بحق المدنيين هناك.
Istanbul
إسطنبول/ الأناضول
** محمد طيب ياسين نائب رئيس "جمعية المجتمع السوداني" في تركيا للأناضول:- التقاعس الدولي حيال مجازر قوات "الدعم السريع" منحها الجرأة على ارتكاب المزيد والأفظع منها في الفاشر
- أعداد الضحايا أكبر بكثير مما يتم الإعلان عنه في وسائل الإعلام
**مسؤولة "جمعية أوبونتو الإفريقية للتنمية الإنسانية" في تركيا:
- أليس شعبنا بشر كباقي الشعوب؟ أين الإنسانية، أين المسلمون، أين العرب؟
- نحن لا نطلب شفقة أو رحمة من أحد، نريد فقط العدالة وإنقاذ الناس في السودان
عبر ممثلون عن الجالية السودانية في تركيا، عن استيائهم من التقاعس الدولي إزاء الحرب والصراع المتواصل منذ سنوات في بلادهم، محذرين من أزمة إنسانية حادة تشهدها منطقة الفاشر جراء النزاع الدائر بين الجيش و"قوات الدعم السريع"، وسط تقارير عن ارتكاب الأخيرة مجازر وانتهاكات جسيمة بحق المدنيين.
جاء ذلك في حوار أجرته الأناضول مع ممثلين عن الجالية السودانية في تركيا، للحديث بشأن مستجدات الأوضاع في السودان، لا سيما بعد سيطرة "قوات الدعم السريع" على منطقة الفاشر، وورود تقارير عن ارتكابها مجازر بحق المدنيين هناك.
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استولت "قوات الدعم السريع" على مدينة الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
والأربعاء، أقر قائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" بحدوث "تجاوزات" من قواته بالفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
وفي حديثه للأناضول، قال محمد طيب ياسين، نائب رئيس "جمعية المجتمع السوداني" في تركيا، إن "قوات الدعم السريع" شنت سابقا مئات الهجمات على مدينة الفاشر، دون أن تتمكن من السيطرة عليها.
وأضاف أن سيطرة هذه القوات مؤخرا على المدينة، "جاء نتيجة حصار طويل فرضته عليها، وارتكابها مجازر مروعة بحق المدنيين".
ويرجع ياسين تمكّن "قوات الدعم السريع" من السيطرة على الفاشر، مؤخرا، إلى الدعم الذي تحظى به من قبل بعض الدول، فضلا عن كونها "أداة قابلة للاستغلال من قبل دول أوروبية"، على حد تعبيره.
وذكر ياسين أن "الجرائم والمجازر التي ترتكبها قوات الدعم السريع في الفاشر، ليست بجديدة بالنسبة للسودانيين، إذ سبق وأن ارتكبت أمثالها في العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى".
وأشار إلى أن الصمت والتقاعس الدولي أمام مجازر "الدعم السريع" خلال السنوات الأخيرة، منح الأخيرة "الجرأة على ارتكاب المزيد والأفظع منها في الفاشر".
ولفت إلى سقوط "نحو ألفي مدني قتيلا جراء مجازر هذه القوات مؤخرا" في المدينة.
وأعرب عن توقعه بأن أعداد الضحايا أكبر بكثير مما يتم الإعلان عنه في وسائل الإعلام، لا سيما وأن "ميليشيات الدعم السريع تتفاخر بجرائهما ومجازرها وتحرص على سفك المزيد من الدماء".
وشدد ياسين على أن الصراع الدائر في السودان، ليس وليد اليوم، بل مستمر من 3 سنوات، منتقدا في الوقت نفسه تقاعس المجتمع الدولي عن التفاعل مع ما يحدث في بلاده، والتزامه الصمت أمام جميع الانتهاكات الحاصلة هناك.
كما حذّر من أن الوضع قد يتحول إلى "فاشية" في حال لم يتم وقف المجازر التي يشهدها السودان اليوم.
وفي سياق متصل، قال ياسين إن لدى السودانيين 3 مطالب أساسية من تركيا، أولا الدعم المادي والمعنوي من أنقرة للسودان الذي قال إنه يحتاج إلى جيش قوي عسكرياً.
وثانيا تسهيل فتح السودانيين حسابات مصرفية في تركيا ليتمكّنوا من إرسال الأموال إلى ذويهم وأقربائهم.
وثالثا "تزويد شركات الصناعات الدفاعية التركية السودان بالأسلحة"، بحسب ياسين.
من جانبها، قالت كوثر البخاري أوراقجي، مسؤولة "جمعية أوبونتو الإفريقية للتنمية الإنسانية" في تركيا، إن المجازر التي يشهدها السودان حاليا هي استمرار لما هو قائم منذ سنوات طويلة.
وأضافت أن السودان تُرك لوحده من قبل المجتمع الدولي، أمام المجازر والانتهاكات التي يشهدها.
وأشارت إلى أن من سرّب مشاهد المجازر والانتهاكات بحق المدنيين في الفاشر وغيرها من مناطق السودان، ليس الإعلام السوداني أو الصحفيين أو المدنيين، إنما عناصر "قوات الدعم السريع" أنفسهم، مستدلة بذلك على مدى "وحشيتهم واستمتاعهم بالقتل وسفك الدماء".
وشددت على ضرورة المطالبة عالميا بوقف إطلاق النار في السودان، على أوسع نطاق وبأعلى صوت ممكن، متهمة الدول الكبرى بالتزام الصمت وتجاهل ما يحدث في بلدها.
وتساءلت قائلة: "ألم يكن السودان جزءًا من هذا العالم؟ أم أن العالم مشغول بحروب أخرى تنسيه السودان؟ أليس شعبنا بشر كباقي الشعوب؟ أين الإنسانية، أين المسلمون، أين العرب؟".
واختتمت بالقول: "لن نصمت وسنرفع صوتنا أكثر من الآن فصاعدا. ونحن لا نطلب شفقة أو رحمة من أحد، نريد فقط العدالة وإنقاذ الناس في السودان".
ويشهد السودان منذ أبريل/ نيسان 2023، حربا دامية بين الجيش و"قوات الدعم السريع" أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.
وحاليا، باتت "قوات الدعم السريع" تسيطر على كل ولايات إقليم دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
