تركيا, التقارير, السياحة في تركيا

أرضروم التركية.. أسبلة مياه ترمز لحب الخير والحياة (تقرير)

تضم مدينة أرضروم 179 سبيلا تاريخيا لا تزال تهب الماء والحياة للمدينة

08.10.2019 - محدث : 08.10.2019
أرضروم التركية.. أسبلة مياه ترمز لحب الخير والحياة (تقرير)

Erzurum

أرضروم (تركيا) / فرات أوزدمير/ الأناضول

- تضم مدينة أرضروم 179 سبيلا تاريخيا لا تزال تهب الماء والحياة للمدينة منذ القرن الرابع عشر
- تتميز الأسبلة في المدينة بتنوع أنماط تصاميمها المعمارية في الواجهات والمداخل والشبابيك
- معظم الأسبلة التاريخية في أرضروم تتغذى من خطوط المياه الجوفية القادمة من جبل "بالان دوكان"

رافقت أسبلة المياه مراحل ازدهار الحضارة التركية الإسلامية في مدينة أرضروم (شرقي تركيا) على مدى ألف عام، ومع الزمن تحولت تلك الأسبلة إلى سمة مميزة ترمز لحب الخير والحياة.

تضم مدينة أرضروم 179 سبيلا تاريخيا لا تزال تهب الماء والحياة للمدينة، منذ القرن الرابع عشر، وتلبي احتياجات السكان من المياه منذ الحقبتين السلطوقية (1071–1202)، والعثمانية (1299–1923).

شغلت أرضروم عبر التاريخ، موقعا مهما واستراتيجيا على طرق التجارة والهجرات البشرية، وحملت أبنيتها التاريخية آثارا من الثقافة العمارية لحضارات الأورارتو والميديين والفرس والبيزنطيين والعرب، والسلاجقة والإيلخانيين والقرة قويونلو والآق قويونلو والعثمانيين.

وازدهر في أرضروم فن بناء أسبلة المياه خلال الفترة السلطوقية والعثمانية؛ حيث شهدت المدينة أيضا ازدهارا للحضارة التركية الإسلامية استمر نحو ألف عام.

وشكل بناء الأسبلة عملا مهما يساعد على خدمة السكان ونيل الثواب والتقرب من من الله والمساعدة في المحافظة على المصادر المائية.

وتتميز الأسبلة في مدينة أرضروم بتنوع أنماط تصاميمها المعمارية في الواجهات والمداخل والشبابيك، إضافة إلى النقوش الكتابية والزخرفية.

وحول ذلك، قال عضو الهيئة التدريسية في قسم الفنون التركية الإسلامية في كلية الآداب بجامعة أتاتورك، حسين يورتداش، إن مدينة أرضروم تعتبر مركزا مهما يضم أنماطا متنوعة لفنون عمارة الأسبلة التي لازمت الحضارة التركية الإسلامية.

وأضاف يورتداش، للأناضول، أن الأسبلة تنتشر في مختلف أحياء المدينة القديمة في أرضروم، وتحمل بصمات معمارية ترجع للقرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين، وأبرز تلك الأسبلة "سبيل مدرسة المئذنة المزدوجة" و"سبيل شبكخانة" و"سبيل حجي أحمد آغا".

وأفاد بأن معظم الأسبلة التاريخية في أرضروم تتغذى من خطوط المياه الجوفية القادمة من جبل "بالان دوكان"، التي تم جرها إلى المدينة في العهدين السلطوقي والعثماني.

وأشار إلى أن كل مسجد في أرضروم يمتلك أيضا سبيل مياه ومكان للوضوء يعرف باسم "شادروان"، لافتا إلى أن المدينة اعتُبرت عبر التاريخ المدينة الأكثر ملائمة لعابري السبيل بفضل أسبلة المياه التي تمتلكها.

وذكر أن حجي أحمد آغا، أحد أعيان المدينة، بني في العهد العثماني سبيلا حمل اسمه، مشيرًا إلى أن الرجل بنى أيضا ما يقرب من 60 سبيلا وتبرع بأكثر من 140 متجرا لصالح أرضروم.

واختتم يورتداش حديثه بأن الأسبلة تحمل أيضا نقوشا مزينة بآيات قرآنية منها "وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا"، و"وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.