اسطنبول/الأناضول
أكد "تجمع عشائر الجنوب" العربية في سوريا، السبت، استجابته لقرار رئاسة الجمهورية بالوقف الشامل لإطلاق النار بين الأطراف في محافظة السويداء جنوبي البلاد، انطلاقا من حرصه على حقن الدماء.
وأفاد التجمع (غير حكومي) في منشور عبر صفحته الرسمية على منصة فيسبوك، بأنه "يعلن وقفا فوريا وشاملا لكل الأعمال العسكرية، والالتزام التام بذلك".
وأضاف أن ذلك "يأتي استجابة لقرار رئاسة الجمهورية بالوقف الشامل لإطلاق النار، وانطلاقا من حرصه على حقن الدماء، وبُعده عن منطق الفتنة والاقتتال".
ودعا تجمع العشائر إلى "إطلاق سراح جميع المحتجزين من أبناء العشائر، وتأمين العودة الآمنة لجميع النازحين إلى منازلهم وقراهم دون استثناء أو شروط، وفتح قنوات للحوار والتنسيق بما يضمن عدم تكرار ما حدث، والسير نحو استقرار دائم".
وأكد أن "أبناء العشائر كانوا على الدوام أهل سلم ووطنية، لم يسعوا إلى الحرب، ولم يكونوا دعاة قتال".
وأضاف: "حين يُفرض علينا القتال، لا يكون خيارا بل ضرورة، دفاعا مشروعا عن النفس والكرامة، في وجه الاعتداء".
ويُعرّف التجمع نفسه عبر صفحته الرسمية عبر "فيسبوك"، بأنه "منبر (غير حكومي) لتجمع أبناء عشائر السويداء".
ويعنى التجمع بإصدار البيانات المتعلقة بأحوال العشائر، وفض المشكلات والإقرار بالحلول بعد الرجوع إلى زعماء العشائر، وهو مرجعية غير رسمية، لكنه صلة وصل مع الحكومة المعنية، للاطلاع على أحوال العشائر ومعالجة القضايا المتعلقة بهم.
ومنذ الأحد الماضي، تدور اشتباكات دامية بين عشائر بدوية ومجموعات درزية في السويداء، تطورت إلى عمليات انتقامية، فيما عرقلت غارات جوية شنتها إسرائيل على محافظات سورية بزعم "حماية الدروز" جهود القوات الحكومية لاحتواء الأزمة.
وتصاعدت الاشتباكات بين العشائر العربية والجماعات الدرزية في السويداء عقب انسحاب القوات الحكومية مساء الأربعاء الماضي، بموجب اتفاق مع الجماعات المحلية بالمحافظة.
وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الجمعة، بمقتل ما لا يقل عن 321 شخصا في اشتباكات السويداء.
ومساء الجمعة، دعت الرئاسة السورية جميع الأطراف المسلحة في السويداء إلى "ضبط النفس وتغليب صوت العقل"، متعهدة بإرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات وحل النزاع.
وفي إطار مساعيها للحل، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، كان آخرها صباح اليوم.
ونشرت الرئاسة الروحية للموحدين الدروز في سوريا في وقت سابق السبت ما قالت إنها "بنود اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء"، والذي تضمن اختلافات مع إجراءات أعلنت السلطات تطبيقها على الأرض تنفيذا للاتفاق.
وعقب الإعلان عن وقف النار الأخير، دعا الرئيس السوري أحمد الشرع، في كلمة متلفزة، العشائر العربية وطائفة الدروز في السويداء إلى الوقوف "صفا واحدا" والالتزام بإعلان وقف النار، في ما اعتبره "ظرفا حساسا".
وأكد وجوب "التصدي بحزم لكل من يسعى لإذكاء نار الطائفية"، مضيفا: "قوة الدولة تكمن في تماسك شعبها، ونؤكد ضرورة تحقيق العدالة للجميع".