طرابزون/ الأناضول
شهدت مدينة طرابزون شمالي تركيا، السبت، مسيرة تضامنية مع أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن قطاع غزة، حملت اسم "صمودنا إلى غزة".
ونظمت المسيرة "منصة أقصى الحرة" (غير حكومية)، وحظيت بمشاركة عدد كبير من المتظاهرين الذين حملوا بأيديهم أعلام تركيا وفلسطين، وساروا من جسر زاغنوس، إلى "حديقة شهداء 15 تموز والحرية".
وفي كلمة باسم المتظاهرين، قال معراج أرسلان تورك، المتحدث باسم المنصة، إن (الحفاظ على) القدس مسؤولية مشتركة للمجتمع الدولي، قانونيا وأخلاقيا.
وأشار أرسلان تورك، إلى أن قطاع غزة يشهد مذابح من نحو عامين، وأن 90 بالمئة من القطاع تحولت إلى أنقاض (بفعل الإبادة الجماعية) بعدما تسببت بتحويلها إلى سجن مفتوح نتيجة الحصار.
ولفت إلى تعمد إسرائيل هدم المستشفيات والمدارس ودور العبادة في غزة، وقطع المياه والكهرباء عن الناس، واستخدامها الجوع سلاحا.
كما شدد أرسلان تورك، على أن إسرائيل تستهدف الأطفال والنساء والصحفيين وعاملي الصحة على وجه الخصوص.
وأضاف أن "مرتكبي هذه الجريمة غير إنسانيين إلى درجة أنهم يصفون ذلك بنبرة ساخرة قائلين: (لا ينبغي لهم أن يعانوا)".
وقال أرسلان تورك، إن القانون الجنائي الدولي يُعرّف بوضوح أفعال إسرائيل بأنها "إبادة جماعية".
وأردف: "الأمم المتحدة والمؤسسات الأخرى، بصمتها المطبق، لم تعد مجرد شريكة في الجريمة، بل أصبحت هي نفسها مرتكبة للجريمة".
وعلل ذلك بقوله: "لأن كل دولة وكل مؤسسة وكل فرد يشهد الظلم ويتقاعس عن التحرك هو شريك في الرصاصة التي تسفك دماء المظلومين. وعندما يصل سفك الدماء في غزة اليوم إلى أبواب من يلتزمون الصمت غدا، سيكون الأوان قد فات".
ونهاية أغسطس/ آب الماضي، انطلقت عدة سفن ضمن الأسطول من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها سفن أخرى فجر 1 سبتمبر/ أيلول الجاري، من ميناء جنوة شمال غربي إيطاليا.
وفي 7 سبتمبر الجاري، بدأت السفن القادمة من إسبانيا وإيطاليا بالوصول إلى سواحل تونس، تمهيدا للتوجه إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي وفتح ممر إنساني لإيصال مساعدات لإغاثة الفلسطينيين المجوعين.
ومن المقرر أن تكون نقطة الالتقاء الأخيرة لجميع السفن في المياه الدولية ما بين مالطا وإيطاليا حيث تقرر تجمع السفن في نفس المكان للتحرك جماعيا نحو غزة، بحسب ما أكد عضو هيئة أسطول الصمود العالمي غسان الهنشيري، في كلمة بثتها صفحة "أسطول الصمود المغاربي" على "فيسبوك".
وفي 16 سبتمبر الحالي، أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، في بيان، أن سفن أسطول الصمود العالمي ستجتمع قرب مالطا كي تبحر معا في البحر المتوسط باتجاه شواطئ غزة، دون تحديد موعد لذلك.
وتعد هذه أول مرة يبحر فيها هذا العدد من السفن مجتمعة نحو قطاع غزة، الذي يعيش فيه نحو 2.4 مليون فلسطيني، وتحاصره إسرائيل منذ 18 عاما.
وسبق أن مارست إسرائيل - القوة القائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية - القرصنة ضد سفن سابقة أبحرت فرادى نحو غزة، إذ استولت عليها، ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة مانعة دخول أي مواد غذائية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وتسمح إسرائيل أحيانا بدخول مساعدات محدودة جدا لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و208 قتلى و166 ألفا و271 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.